الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

الإدارة الأمريكية تدرس تعليق المساعدات الإنسانية لليمن

نزار هيثم لـ"كيوبوست": "لدينا معدلات خطيرة ومرعبة للغاية هنا، والمساعدات الأمريكية تلعب دورًا مهمًّا بلا شك في تهدئة الوضع نوعًا ما، والأمر لا يتوقف على الولايات المتحدة منفردةً؛ لأن هناك كثيرًا من الجهات المانحة التي ربما تتبنَّى وجهة نظر واشنطن وتحذو حذوها، ما سيمثل ضربة قاسية لليمنيين على كل المستويات".

كيوبوست

ذكرت صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية، أن الإدارة الأمريكية تفكِّر في تعليق المساعدات الإنسانية إلى اليمن كجزء من الرد الدولي على القيود الجديدة التي تفرضها على ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

وأكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة لم تتخذ قرارًا نهائيًّا، لكنها تنسق مع الدول المانحة الأخرى ومنظمات الإغاثة بشأن ردود محتملة على ضريبة بنسبة 2% على مشروعات المساعدة وغيرها من الإجراءات الجديدة في المناطق اليمنية التي يديرها الحوثيون.

اقرأ أيضًا: بطولات وإنجازات عسكرية وإنسانية.. عودة الجنود الإماراتيين من اليمن

746 مليون دولار سنويًّا

وحسب الصحيفة، فإن هذه القضية ستكون مسألة محورية خلال اجتماع الدول المانحة ومجموعات الإغاثة في بروكسل، هذا الأسبوع، ومن المقرر أن تدخل هذه القرارات حيز التنفيذ الشهر المقبل، بعد أن قدَّمت الولايات المتحدة 746 مليون دولار كمساعدة في اليمن في عام 2019، كما تقدم الأمم المتحدة مساعدات غذائية إلى أكثر من 12 مليون شخص شهريًّا في اليمن.

وفي العام الماضي، أوقفت الأمم المتحدة، مؤقتًا، جزءًا من برنامج المساعدات في صنعاء بعد أن رفض المسؤولون الحوثيون نظامَ تسجيل مصممًا لضمان وصول المساعدات إلى المستفيدين المستهدفين.

ميليشيا الحوثي- المصدر “سبوتنيك”

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران عقب مقتل اللواء قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، على يد قوات أمريكية في بغداد الشهر الماضي.

تفاقم الأوضاع

نزار هيثم، المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن القرار الذي تنوي الإدارة الأمريكية اتخاذه سيكون له أثر بالغ على تردِّي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن”، مؤكدًا أن الوضع في حالة سيئة للغاية ولا يحتمل أي تفاقمات أخرى.

نزار هيثم

وأضاف هيثم: “لدينا معدلات خطيرة ومرعبة للغاية هنا، والمساعدات الأمريكية تلعب دورًا مهمًّا بلا شك في تهدئة الوضع نوعًا ما، والأمر لا يتوقف على الولايات المتحدة منفردة؛ لأن هناك كثيرًا من الجهات المانحة التي ربما تتبنَّى وجهة نظر واشنطن وتحذو حذوها، ما سيمثل ضربة قاسية لليمنيين على كل المستويات”.

اقرأ أيضًا: المكاسب الميدانية للحوثيين تؤكد استمرار تحالفهم مع إخوان اليمن

وأكد المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي أن الممارسات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي هي السبب الأكبر وراء القرار الأمريكي، وهو ما يوضح حجم ما فعله الحوثيون بالشعب اليمني سياسيًّا واقتصاديًّا وإنسانيًّا أيضًا؛ لأن الولايات المتحدة في النهاية تريد أن ترد سياسيًّا على إيران بسبب التوترات الحالية، وأن الحوثيين هم ذراع إيران في اليمن؛ ولذلك يتم اتخاذ مثل هذه القرارات التي لن يتضرر منها أحد أكثر من اليمنيين الذين تزداد أوضاعهم سوءًا يومًا تلو الآخر.

حسابات سياسية

ماجد الداعري

المحلل السياسي اليمني ماجد الداعري، أكد خلال حديثه إلى “كيوبوست”، أن الولايات المتحدة تمارس عملها السياسي الذي ترغب من خلاله في الرد على الجانب الإيراني من خلال ميليشيا الحوثي، موضحًا أن حالة الشعب اليمني وأوضاعه المتردية ليست محلًّا للنقاش عندما يتعلق الأمر بمصالح الدول الكبرى وأهدافها.

اقرأ أيضًا: حكومة الرئيس هادي تستعين بالإرهابيين لضرب استقرار اليمن

وأضاف الداعري: “من حق واشنطن أن تتخذ قرارات تخدم مصالحها، كما أن الحوثيين يفعلون كل يوم ما يستفز العالم كله ويجبر الجميع على المضي في طريق التخلص منهم تمامًا؛ لأنهم فعلوا خلال السنوات الماضية ما سيؤثر لعقود طويلة على اليمنيين، بعد أن حوَّلوا البلاد إلى ساحة حرب أهلية، فضلًا عن إباحتهم معارك بين قوى إقليمية ودولية تصفِّي حساباتها السياسية على الأراضي اليمنية، دون التطرق إلى المعاناة اليومية الموجودة حاليًّا والتي ستتفاقم عند تعليق المساعدات الأمريكية التي بطبيعة الحال تقلل من سوء الأوضاع”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة