الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
الإخوان يوحدون الجهود مع معارضة الخارج لتدويل أزمات الأردن الداخلية!
شجع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض جماعة الإخوان المسلمين للقيام بمحاولة تأجيج الوضع في الداخل الأردني عبر الاستقواء بالنواب الديمقراطيين في الكونجرس

كيوبوست – مصطفى أبو عمشة
حملة تحريضية واسعة النطاق تمارسها المعارضة الأردنية منذ أسابيع ضد الحكومة في الأردن، وذلك في ظل المتغيرات الجديدة التي شهدتها السياسة الأمريكية في المنطقة، بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، وذلك في مساعٍ واضحة للاستقواء بواشنطن، وسياسة الرئيس الأمريكي الجديد الإصلاحية.
التحركات والأهداف التي يسعى لها معارضو الخارج جاءت بعد أزمة نقابة المعلمين التي تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين، وتسارعت وتيرتها بشكل كبير بعد أزمة مستشفى السلط التي شهدتها البلاد مؤخراً وأدت إلى وفاة 8 من مرضى فيروس كورونا المستجد جراء انقطاع الأكسجين عنهم.
اقرأ أيضاً: حل مجلس نقابة المعلمين خطوة لتقليم أظافر الإخوان في الأردن
جماعة الإخوان في الداخل الأردني هي الأخرى سعَت لتدويل أزمة نقابة المعلمين، وأزمة مستشفى السلط، وذلك عبر التواصل مع مؤسسات حقوقية وعمالية وجماعات ضغط أمريكية، ومن خلال بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي العرب والمسلمين المحسوبين على الجماعة كإلهان عمر، العضو في الحزب الديمقراطي.
تصعيد واضح

التصعيد من أقطاب ورموز المعارضة الأردنية، في الخارج والداخل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحالة التحشيد، قوبلت بردة فعل أردنية داخلية نددت بموجة التصعيد تلك؛ حيث يؤكد المستشار السياسي والأمني المقرب من دوائر القرار الأردنية، محمد الملكاوي، وجود محاولات لإرغام النظام الأردني، والحكومة، والأجهزة الأمنية، لاستخدام الغلظة مع المعارضة في ظل هذا التصعيد والتحشيد، مشدداً على أن هناك محاولة للفت انتباه الإدارة الأمريكية، ليُقال إن النظام الأردني يرفض الإصلاح والتغيير.
اقرأ أيضاً : هل سيحسم الأردن علاقته بجماعة الإخوان أسوة بدول المنطقة؟

ويوضح الملكاوي، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، أن التصعيد الأخير ضد النظام السياسي في الأردن لن ينجح؛ فالإدارة الأمريكية تتحفظ على تأجيج الأوضاع، وترفض أن يكون الأردن ملتهباً ومسرحاً لأي توتر؛ لأن ذلك ليس في مصلحة المنطقة، خصوصاً إسرائيل ودول الخليج العربي، إضافة إلى ذلك فإن تسخين الساحة الأردنية يعني تسلل إيران وتركيا والتنظيمات الإرهابية إليها بشكل غير مباشر أو من خلال وكلاء لها في المنطقة، منوهاً بأن الإدارة الأمريكية لن توافق على محاباة المعارضة على حساب استقرار الأردن.
ويرى الملكاوي أن هناك محاولات استقواء من المعارضة الخارجية والداخلية على النظام الأردني؛ لكنها لن تكون مجدية في هذه المرحلة، منوهاً بأن الإخوان سيتدخلون، وسيكون لهم دور ناشط ضمن أية معارضة في الشارع الأردني، وسيعمدون إلى تثوير بعض النقاط الساخنة؛ منها المخيمات الفلسطينية.
اقرأ أيضاً : حل الإخوان.. آخر علامات انحسار الجماعة في الأردن
لكن الملكاوي يستبعد أن يتفرد الإخوان في المرحلة الأولى لقيادة أي احتجاجات تشهدها الأردن، مع الاكتفاء بالمشاركة فيها؛ لأن الحكومة والأجهزة الأمنية تعرف كيف تحبط أي مخططات لهم في الشارع، والتي لها رصيد من خلال العشائر الأردنية.

ويشير الملكاوي إلى أن خطر الإخوان دائماً لا يظهر في البداية؛ فهم إذا أرادوا قيادة أية مرحلة يترقبون نجاح المعارضة في الشارع، وعندها يتدخلون عبر أدواتهم الخاصة لسرقة المعارضة، وقيادة الشارع كما حصل في مصر، مشدداً على أنه من المستبعد أن تصل الأمور إلى هذا المستوى بالداخل الأردني؛ حيث إن الأجهزة الأمنية والنظام السياسي لن يسمحا لهم أن يصلوا إلى مرحلةٍ متقدمة لقيادة الحراك والمعارضة.
ويوضح الملكاوي أن المعارضة الأردنية لم تشهد منذ فترة الربيع العربي، وحتى الآن، شراسة كما حصل في مصر وليبيا وتونس، وفي الدول التي سقطت الأنظمة فيها، معتبراً أن المعارضة مرفوضة داخلياً، مع أن صوتهم عالٍ ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام العربية التي تدعمهم وتروج لهم.
اقرأ أيضاً : الإخوان المسلمون يضعون أعينهم على الأردن
ويختم الملكاوي حديثه، قائلاً: “المعارضة لن تستطيع في هذه المرحلة تحديداً إيجاد طرف في المنطقة يقف إلى جانبها؛ لكن يبقى الخوف من التدخلات والاختراقات الخارجية؛ وهو أمر وارد ومحتمل من قِبل جهات إقليمية، مثل: إيران و(حزب الله) وتركيا التي تسعى لإيجاد أذرع لها بالأردن، إضافة إلى مخاوف أخرى من تسلل التنظيمات الإرهابية إلى الداخل الأردني من جديد”.

تقاطعات بين الإخوان والمعارضة الخارجية
وعلى ما يبدو، فإن تسارع الأحداث في الشارع الأردني، نتيجة لعدة عوامل؛ كان على رأسها أزمة نقابة المعلمين، وكارثة مستشفى السلط، أدى إلى إيجاد حالة من التقاطعات السياسية بين الإخوان والمعارضة الخارجية، وقطاعات من الرأي العام الأردني، التي تشكك في الروايات والمعالجات الحكومية لتداعيات “كورونا” على المستويين الصحي والتداعيات الاقتصادية.

وهذا ما يذهب إليه الخبير في الأمن الاستراتيجي عمر الرداد، والمقرب من الدوائر الرسمية، الذي يرى أن التقاطعات والتجاذبات السياسية بين المعارضة والإخوان جاءت نتيجة الأحداث والمتغيرات التي تعرضت لها الساحة الأردنية، مشيراً في حديثٍ خاص إلى “كيوبوست”، إلى أن المعارضة الداخلية والخارجية كانت تترقب التغيير الذي تم في واشنطن بعد تسلُّم الديمقراطيين وجو بايدن الرئاسة؛ لكن رغم ذلك فإن بايدن لن يسير على نهج الرئيس الأسبق باراك أوباما، منوهاً بأن هناك العديد من المؤشرات التي تدل على تحولات في علاقة الديمقراطيين مع الإسلام السياسي؛ ولعل أبرزها موقف أنقرة بالتضييق على الإخوان المصريين، ومنصاتهم الإعلامية، بالإضافة إلى خفوت نجم الإسلام السياسي في المنطقة كلها، بدءاً من ليبيا وتونس والمغرب، بالإضافة إلى الضربات المتتالية التي وجهت إلى تنظيم الإخوان في مصر.
اقرأ أيضاً : مستقبل العلاقة بين إخوان الأردن والدوحة

ويعتبر الرداد أن الهدف من وراء التحشيد ضد الأردن من قِبل المعارضة، جاء نتيجة هول كارثة “السلط” وما أظهرته من ترهل في الإدارة العامة، والتي أوجدت بدورها أرضية خصبة لحالة من الغضب الشعبي، وتزامنت مع تراكمات من سلسلة قرارات حكومية في معالجة أزمة “كورونا” وتداعياتها التي لم ترضِ قطاعات واسعة؛ خصوصاً تلك المرتبطة بمعاش الناس ودخولهم وازدياد مظاهر الأزمة الاقتصادية، بما فيها الركود الاقتصادي والزيادات غير المبررة في الأسعار، وهذه كلها عوامل تستغلها المعارضة لتأجيج الساحة في الأردن.