الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

الإخوان المسلمون يخترقون منتدى الحوار الإسلامي- الفرنسي

كيوبوست- ترجمات

تحلل سورين كيرن، في تقريرها، اختراق نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين المعارضين لدمج الإسلام في فرنسا، عبر منتدى “الحوار الإسلامي الفرنسي” الذي أطلقه وزير الداخلية الفرنسي. يهدف المنتدى إلى تطوير أساليب الحوار بين الحكومة والمسلمين الفرنسيين؛ بهدف محاربة الإسلاموية والترويج لإسلام يتوافق مع قيم الجمهورية الفرنسية. وبلغ هذا الاختراق حداً دفع أحد المراقبين للقول إن المنتدى أصبح ملعباً للإسلامويين في البلاد، مع أن هدفه الرئيسي هو تعزيز الحوار مع رجال الدين المسلمين والأشخاص العاديين على المستوى الشعبي وتجاوز المنظمات الإسلامية التي تدعمها حكومات أجنبية.

وجاء منتدى الإسلام الفرنسي ليحل محل “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية” الذي أسسه وزير الداخلية في حينه نيكولا ساركوزي؛ ليكون المحاور الرئيسي للحكومة الفرنسية، بهدف جعل ممارسة الإسلام في فرنسا متوافقة مع قانون علمانية الدولة لعام 1905، بعد أن فشل المجلس في التصدي للإسلاموية بسبب الصراعات الداخلية في صفوفه، بين مختلف الاتحادات الإسلامية التي تسيطر عليها حكومات الجزائر ومصر والمغرب وباكستان والسعودية وتركيا. لكن المنافسة الشديدة بين فروع الإسلام المتمثلة في السلفية وجماعة التبليغ وملي غوروس، وجماعة الإخوان المسلمين، أدت إلى فشل المجلس. وجاء رفض أربعة من أعضاء المجلس التسعة التوقيع على “ميثاق مبادئ الإسلام الفرنسي” في يناير 2021، ليكون المسمار الأخير في نعش المجلس. وفي وقت لاحق، أعلن وزير الداخلية الفرنسي موت “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية”، وأنه لم يعد له وجود كمحاور مع الدولة الفرنسية. وقال إن هذا الأمر يعني نهاية التأثير الأجنبي على الإسلام في فرنسا، وتعهد بأن ينجح “منتدى الحوار الإسلامي” في ما فشل فيه المجلس.

اقرأ أيضاً: أدوات الدولة الفرنسية لمكافحة الإسلاموية: التدابير وأوجه القصور

يعتبر هذا المنتدى جزءاً أساسياً من خطة طموحة أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في فبراير 2020؛ لمحاربة الانفصالية الإسلامية، من خلال العمل على استعادة “الإسلام الفرنسي” المتجذر في المجتمع، والذي يحد من دور الحكومات الأجنبية في تدريب الأئمة وتمويل المساجد وتعليم الأطفال في البلاد. ويضم المنتدى حالياً 60 عضواً؛ منهم قادة دينيون وأئمة مساجد وأعضاء جمعيات ثقافية ودينية ومثقفون ومحامون يتم تعيينهم من قِبل وزارة الداخلية وممثلي المحافظات على المستويين المحلي والإقليمي. وخلال العام الماضي، عمل أعضاء المنتدى على أربع قضايا رئيسية؛ هي: تدريب وتأهيل وتعيين الأئمة، وتدريب وتعيين رجال الدين في السجون والمستشفيات والجيش، وضمان امتثال الجمعيات الإسلامية لمبادئ الجمهورية، ورعاية دور العبادة الإسلامية. ويعمل المنتدى حالياً على إصدار كتيبات إرشادية لمساعدة المساجد في فرنسا على الامتثال للقانون الفرنسي.

وزير الداخلية الفرنسي السابق جيرال دارمانان أطلق منتدى الحوار الإسلامي الفرنسي في فبراير 2022

وعلى الرغم من مماطلة الحكومة في نشر قائمة بأسماء أعضاء المنتدى؛ فقد تسربت بعض الأسماء إلى صحيفة “لو بوان” الفرنسية، التي كشفت تسلل عدد من قادة الإخوان المسلمين البارزين إلى المنتدى. ومن هؤلاء طارق أوبرو، الإمام الأكبر في بوردو، المغربي المولد، الذي يزعم أنه غادر “اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا” المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 2018، ولكنه لا يزال يحتفظ بصلات قوية مع الجماعة. ومنهم أيضاً إمام جامع عثمان، عز الدين قاسي، المولود في الجزائر والعضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا، والذي كان من بين مَن رفضوا التوقيع على ميثاق مبادئ الإسلام الفرنسي. وهناك أيضاً عبدالغني بن علي، الأستاذ في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، الذي تموله قطر، والذي يوصف بأنه أحد “جواهر” جماعة الإخوان المسلمين. وعبدالغني النبوي، رئيس “المدرسة الوطنية للكوادر الدينية والعسكرية” التي تمولها قطر، والتي خرجت المئات من الأئمة الفرنسيين. بالإضافة إلى العديد من الشخصيات المعروفة بارتباطها بحكومات أجنبية؛ مثل شمس الدين حافظ، الجزائري الأصل، ومحمد الموسوي، المغربي المولد، وإبراهيم ألجي رئيس لجنة التنسيق للمسلمين الأتراك في فرنسا، ومراد دالي الذي وصفته المخابرات الفرنسية بأنه “سلفي جديد”.

اقرأ أيضاً: منتدى الإسلام في فرنسا: هل هو بداية جديدة في العلاقات بين الدولة والمسلمين؟

وأخيراً وليس آخراً؛ هنالك ماريون لاليس، التي عينها الاتحاد الأوروبي مؤخراً منسقة لمكافحة الإسلاموفوبيا. والتي علقت الأكاديمية الفرنسية فلورانس بيرجو بلاكلر على تعيينها بأن جماعة الإخوان المسلمين هي التي حددت “التوصيف الوظيفي” للاليس، وحذرت من أن تعيينها يدعم استراتيجية الإخوان لاختراق مؤسسات الاتحاد الأوروبي والجامعات والمجتمع المدني في أوروبا.

ويتفق المراقبون على أنه من غير المرجح نجاح المنتدى في تغيير طبيعة الإسلام في فرنسا. فقد حذر كليمان بيترو، الكاتب في صحيفة “لو بوان” من أن تأثير الإخوان المسلمين والحكومات الأجنبية لن يختفي مع هذه المنظمة الجديدة؛ لأن نفس الجهات الفاعلة قد أعادت إنتاج نفسها في المنتدى. كما وصف الأستاذ الفخري شارل أرامبورو المنتدى بأنه “ملعب قدمته الحكومة للإسلاميين”. وأشار إلى أن إسلام ماكرون الفرنسي “يتم بناؤه بمساعدة الإسلامويين على جميع المستويات”. أما عضو الجماعة السابق محمد لويزي، فقد خلص إلى أن “إنشاء المنتدى حيث يعشعش الإخوان المسلمون هو ضرب من الجنون؛ بل انتحار”.

المصدر: ميدل إيست فوروم

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة