الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

الإخوان المسلمون في تركيا ينتقلون من مرحلة “التكبير” إلى مرحلة “التصفير”!

ما هي مرحلة "التصفير" التي انتهجها الإخوان؟ وهل ستجدي نفعًا؟

كيو بوست – 

منذ هروب قيادات الإخوان المسلمين من مصر إلى تركيا بعد ثورة يونيو/حزيران 2013، وافتتاحهم لفضائيات تُحرّض على مصر بتمويل من تركيا وقطر، بدأ الفساد الذي ينخر الجماعة يظهر على السطح، بسبب اختلافهم على المال السياسي. وفيما ينظر عناصر الإخوان في تركيا إلى طبقة قياداتهم على أنها تحوّلت إلى طبقة منتفعة، استخدمت فضائياتهم لبيع الشعارات وجني الأموال، وقع عناصر الإخوان في مصر ضحية لأكبر عملية تضليل في تاريخ الجماعة؛ إذ سُجن معظمهم، ولقي بعضهم أحكامًا بالإعدام نتيجة استجابتهم للتحريض وتنفيذ عمليات إرهابية.

اقرأ أيضًا: “تركيا تتخلى عن الإخوان”: من هو محمد عبد الحفيظ الذي فجر الأزمة؟

وبعد صحوة عدد غير قليل من أفراد الجماعة، وشعورهم بأنهم تحولوا إلى سلعة في يد القيادات الموجودة في تركيا، بدأ نقد العناصر للقيادات يأخذ طابعًا علنيًا، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها وسط جماعة مغلقة ربّت أفرادها على السمع والطاعة وتحريم المناقشة أو الاعتراض على أوامر “الأمير”!

وبعد الإخفاقات الأخيرة لقيادات الإخوان، وفشلهم في منع عمليات ترحيل المطلوبين في تركيا إلى مصر، وتوجيه اتهامات لهم بالتواطؤ. إضافة للصدمة التي أصابتهم جراء عمليات الإعدام بحق من شاركوا باغتيال النائب العام، لم يدخر قيادات الإخوان أي وسيلة للتغطية على فشلهم، فابتكروا وسيلة جديدة لإشغال عناصرهم عن إخفاقاتهم: ابتكروا طريقة “التصفير”!

استقبل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الحملة الجديدة بسخرية لاذعة، بعدما انتقلوا من مرحلة التحريض المباشر على القتل والعنف إلى مرحلة “اللعب”؛ إذ أخذ اليأس الجماعة من مرحلة “التكبير” إلى مرحلة “التصفير” والتزمير.

ومن الذين أخذوا الحملة الجديدة على مأخذ الهزل، اقترحوا بأن يكون تجمع الإخوان قرب مستشفى العباسية للأمراض العقلية، ليتم تحميلهم ونقلهم للمستشفى بعد حفلة التصفير “الربانية” تلك!

اقرأ أيضًا: فيديو: تمرد غير مسبوق من عناصر الإخوان على قادتهم في تركيا

بينما كان من بين الإخوان من أخذ الموضوع على محمل الجد، معترضين عليه، بسبب أن التصفير حرام شرعًا، معتبرين أنه من عادات قوم لوط. بينما شكك آخرون بجدوى هذه الحملة، التي ستسهل على أجهزة الأمن “لمّ الإخوان المصفرين” من الشوارع والبيوت.

 

ترف الفكر!

تقدّر بعض الإحصائيات أن عدد الإخوان المسلمين الموجودين في السجون، منذ ثورة 30 يونيو/حزيران التي أطاحت بهم إلى الآن، بـ40 ألف إخواني، يقضون محكومياتهم بتهم كثيرة، تتعلق بالقيام بعمليات إرهابية واغتيالات وتحريض وإثارة الفتن وغسيل الأموال والتآمر…إلخ.

وقد بدأت الدولة المصرية في الفترة ذاتها بتنفيذ بعض الأحكام القضائية والإعدامات، وهو ما شكّل ثورة داخل الإخوان، بعدما اتهموا القيادات الهاربة إلى تركيا وقطر بالمتاجَرة بهم، مع عجز تلك القيادات عن ابتكار أي أساليب أخرى تنقذهم من المصير الذي تم توريطهم به.

اقرأ أيضًا: هل تدير تركيا ظهرها للإخوان؟ 3 سيناريوهات تشرح حقيقة الموقف

ولكن الثابت أن تلك القيادات لم تعانِ، ولم تدفع فاتورة المعاناة، وبالعكس، فجميعهم يحملون الجنسية التركية، ويقبضون رواتب طائلة نظير التوجيهات التي يعطونها للعناصر داخل مصر، والمتاجرة بهم وحتى بيعهم، وهو الأمر الذي لم يعد سرًا، بعد الكثير من الأزمات والخلافات التي عاشوها في تركيا، خصوصًا الأزمة التي عاشتها قناة “الشرق” الإخوانية المملوكة لأيمن نور مع المذيعين والصحفيين العاملين فيها، عندما اكتشفوا بعد 5 سنوات من العمل مع الإخوان أن “القيادات خانتهم وتاجرت بهم“، وهو ما شرحه الإعلامي الإخواني في تركيا طارق قاسم:

كمية الشباب الذين قرروا و بدأوا بالفعل التحضير لمغادرة اسطنبول باتجاه مناف جديدة خرافية . الاخطر هو ان الجميع يغادر بغصة…

Posted by Tarik Kassim on Friday, 4 May 2018

ولذلك، ليس من المنتظر من قيادات الإخوان الهاربة إلى تركيا التوقف عن ابتكار أفكار وتلقينها لعناصرهم، طالما يعيشون حياة الترف، منفصلين تمامًا عن معاناة الناس، وهو ما كتبت عنه الإعلامية الإخوانية الهاربة إلى تركيا، صفية سري، التي تطرقت هي الأخرى إلى متاجرة القيادات وقصورهم وسياراتهم وجنسيات اشتروها وضمير باعوه.

اقرأ أيضًا: كيف تستغل تركيا قوتها الدينية الناعمة في محاولة السيطرة على العالم الإسلامي؟

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة