الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

الإخوان المسلمون: صراع الأجنحة داخل التنظيم يدخل مرحلة حاسمة

مراقبون لـ"كيوبوست": جماعة الإخوان المسلمين تمر بمرحلة أشبه بالموت السريري ولا مؤشرات على عودة قريبة إلى المشهد

كيوبوست

يتجدد الصراع القائم بين أجنحة جماعة الإخوان المسلمين، خصوصاً جبهتي لندن وإسطنبول، كان آخره ثورة الجبهة المتمركزة في تركيا، بقيادة محمود حسين، ضد إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، والذي يتخذ من لندن مقراً له، إثر تصريحات أدلى بها لوكالة رويترز للأنباء؛ قال فيها: إن الجماعة لن تخوض صراعاً جديداً على السلطة في مصر.

وأعلنت جبهة إسطنبول رفضها لتصريحات منير، مؤكدة أنه جرى إعفاؤه من منصبه، ولم يعد ممثلاً للجماعة، واعتبرت، في بيان، أن منير تحدث بصفة غير صحيحة، حيث إن مجلس الشورى العام قد أعفاه من مهمته كنائب للمرشد العام، وكقائم بعمله، منذ 8 أكتوبر 2021، وكلَّف لجنة تقوم بعمل المرشد العام.

وكان مجلس الشورى العام للجماعة أعلن في يونيو الماضي أن إبراهيم منير قد أعفَى نفسه من الجماعة، ولم يعد يعبِّر عنها أو يمثلها، لافتة إلى أن ما صدر عنه من تصريحاتٍ هو رؤية فردية لا تعبر عن الإخوان، وأن الدكتور محمد بديع ما زال هو المرشد العام للجماعة، وسيظل الإخوان ملتزمين ببيعتهم له.

صراع السلطة مستمر بين إبراهيم منير ومحمود حسين

سياسة متلونة

يرى الخبير في شؤون الإسلام السياسي، أحمد بان، أن صدق أو كذب إبراهيم منير ليس مطروحاً للنقاش، ولكن السوابق التاريخية للجماعة تؤكد أنها وعدت بأشياء كثيرة وتراجعت عنها، وأنها تستخدم نوعين من الخطاب؛ أولهما “التمسكن” المتصالح مع الدولة، في فترات الضعف، وخطاب آخر هو “التمكن” حين تستعلي على الواقع المحيط، وتكشف عن نيتها الحقيقية.

أحمد بان

وقال بان لـ”كيوبوست”: إن الجماعة تعيش حالة تشظٍ خطيرة، بدأت ولا أظن أنها ستنتهي، لافتاً إلى أن قوة التنظيم كانت مرتبطة بتوجه واحد، واستراتيجية وقيادة واحدة، ونحن الآن أمام مجموعات صغيرة، كل مجموعة تدعي أنها تمثل الجماعة، ما يؤدي لمزيد من الضعف والتشظي.

وأضاف الخبير في شؤون الإسلام السياسي، أنه في كل الأزمات السابقة للجماعة، لم تصل إلى التمكن من حكم الدولة، والسيطرة على مؤسسات الرئاسة، والبرلمان، والحكومة، والحكم المحلي في المحافظات، وخروجها من المشهد السياسي بهذا الشكل، فضلاً على انقسامها، هو أمر لم يحدث تاريخياً.

وأشار «بان» إلى أن الحديث عن أن ما تواجهه الجماعة أزمة عابرة ستمر مع الوقت ليس دقيقاً، لأن ما يعيشه التنظيم الآن هو حالة موت سريري، وليس مجرد أزمة قد تخرج منها وتعود للمشهد من جديد.

اقرأ أيضًا: محمد بن الشيخ: عودة جماعة الإخوان بسابق قوتها أمر مستبعد

غياب الرؤية

من ناحيته، قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد زغلول، إن حالة الانقسام التي تعيشها الجماعة أمر طبيعي نتيجة غياب الرؤية والمشروع السياسي الذي يحدد مسار أفراد التنظيم، وبما أن هذا المسار غائب في السنوات الماضية، فمن الطبيعي أن نرى هذا الواقع المأزوم والانشقاقات والصراعات البينية داخل الجماعة.

أحمد زغلول

وأضاف زغلول في حديثه لـ”كيوبوست”، أن الانشقاقات التي تضرب الجماعة تتزايد بمرور الوقت، في ظل اختفاء أدوات الضبط التنظيمي، ومن المتوقع أن تتواصل لمدى غير منظور، حتى إن الصراعات الساذجة بين القيادات تنحصر في البيانات الإعلامية، وتعيين وعزل المتحدثين والقائمين بالأعمال في كلتا الجبهتين.

اقرأ أيضًا: تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وأيديولوجيتها (مقابلة مع يواس فاخيماكرز)

وأشار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن كل هذه الصراعات تلقي بظلالها على واقع الجماعة ومستقبلها، ولن يتم تجاوزها إلا بضوء أخضر من النظام المصري، فالجماعة كانت تستند إلى شبكة علاقات دولية للضغط على القاهرة، لكن التحولات الإقليمية والتقارب التركي القطري مع مصر جعل ملف الإخوان يتراجع، في ظل الملفات والتحديات المشتركة، ما أثر على أوضاع الجماعة في “دول الشتات”، وكذلك فقدت الجماعة حاضنة مهمة لها بعد رحيل نظام البشير في السودان.

الرئيس السوداني السابق عمر البشير

وتابع قائلاً: الصورة الملائكية للجماعة ضاعت مع توليها السلطة، حين اكتشفت الشعوب العربية أنها مجموعة متشددة قابلة للتطرف، لا تمتلك رؤية سياسية، وتقدم مصلحة التنظيم أولاً، وهو ما ينفي حضورهم حالياً أو حتى في المستقبل، فالصورة الذهنية عن الإسلام السياسي باتت سلبية، بسبب أداء الإسلاميين المتعالي، وغير الواقعي.

وأوضح في ختام حديثه، أنه، في حال انفتاح النظام المصري على الجماعة، فإنه قد يعطيها قبلة الحياة، لكن حتى الآن لا توجد مؤشرات على هذه الأمور التي كانت سهلة في السنوات السابقة، والنظام الحاكم في مصر يدرك الآن أن الجماعة تلفظ أنفاسها الأخيرة، لذلك يتجاهلها.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة