الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

الأوروبيون غارقون في مستنقع الأزمة الليبية

حددت فرنسا ثلاث أولويات ستحملها معها إلى مؤتمر برلين: أولًا تفكيك الميليشيات -التي تعتبرها مؤثرة بشكل خاص حول السراج- وثانيًا توحيد القوات المسلحة.. وثالثًا توزيع أكثر عدلًا للموارد البترولية بين الغرب والشرق.. وهو ما سيصب في مصلحة المشير خليفة حفتر لتفادي إثراء الجماعات الجهادية

كيوبوست- ترجمات

يواجه الاتحاد الأوروبي ثلاث نيران مشتعلة بشكل متزامن؛ أولاها التصعيد العسكري بين إيران والولايات المتحدة، ما يهدد مصير المعركة مع الجهاديين، وثانيتها الاتفاق النووي الإيراني الذي يفرغ من محتواه، وأخيرًا ليبيا التي مزقتها الحرب، والتي ينقسم الأوروبيون حولها منذ فترة طويلة.

 لقد حاول وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في اجتماعهم يوم الجمعة 10 يناير الجاري في بروكسل، إيجاد أرضية مشتركة حول هذا الانقسام؛ لكنهم يبدون عاجزين في مواجهة الطموحات الروسية والتركية في البلاد.

اقرأ أيضًا: ليبيا.. مبادرات وقف إطلاق النار تتعثر والسلام في انتظار “برلين”

حياد جماعي

كانت الفكرة الأوروبية تتمحور بدايةً حول إظهار شكل من أشكال الحياد الجماعي حول ليبيا، والتحضير لمؤتمر دولي في برلين على مستوى رؤساء الدول والحكومات، والذي سيعقد ربما في نهاية هذا الشهر بمشاركة أطراف عدة.

لكن المشكلة تكمن في شروط البيان الختامي والتي تبدو صعبة الإعداد؛ بسبب تسارع فصول الأزمة، والصعوبة تكمن في تحديد معايير تسوية النزاع، قبل التعبئة في مجلس الأمن الدولي، إلا أن المشهد اليوم قد تغيَّر؛ حيث يظهر كلٌّ من تركيا وروسيا كعرابَين جديدَين في ليبيا.

اقرأ أيضًا: انشقاق سفير ليبيا في غينيا عن حكومة الوفاق يهدد تحالف أردوغان- السراج

يمثل انضمام تركيا إلى دعم حكومة السراج رهانًا كبيرًا لرئيسها رجب طيب أردوغان، وحتى الآن نشرت تركيا مجموعات من الميليشيات السورية المنضوية تحت لوائها فوق الأراضي الليبية، بينما تنشر روسيا أيضًا مجموعة لا تقل عن ألفَي مقاتل مدعومين بمعدات عسكرية متطورة؛ مما يدفع الأوروبيين إلى التساؤل: هل نحن أمام سيناريو سوري جديد؟

يوضح مصدر دبلوماسي فرنسي لصحيفة “لوموند”، قائلًا: “بفضل وسائلهم المباشرة وغير المباشرة على الأرض، فإن الأتراك والروس لديهم تأثير قوي على المعسكر الليبي ويريدون البروز بشكل أساسي؛ لكنها ليست الديناميكية الوحيدة في التأثير، فقد أسهم بعض التحالفات القبلية في تغيير المشهد، وهو ما شهدناه في بسط سيطرة الجيش الوطني على سرت مؤخرًا”، ويضيف متسائلًا: “ولكن كيف يمكن أن ندعو إلى إنهاء التدخل الأجنبي في ليبيا عندما تفعل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وإيطاليا الشيء نفسه؟”.

مخاوف السيطرة على الهجرة تجتاح الاتحاد الأوروبي- وكالات

وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، كان قد زار الجزائر يوم الخميس الماضي، بينما كان لو دريان في تونس، في وقت يجري فيه الحديث عن إمكانية دعوة دول شمال إفريقيا إلى حضور مؤتمر برلين.

مصر أيضًا كثَّفت الاتصالات منذ ديسمبر الماضي مع فرنسا وقبرص واليونان، معتبرةً أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة في ديسمبر الماضي بين أنقرة وطرابلس “لاغية وباطلة”، وهي الاتفاقية التي تنص على حقوق غير مسبوقة لتركيا في مجال التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط.

التوافق الصعب

من جهتها، تحاول برلين اليوم الترويج للمقاربة متعددة الأطراف؛ للتخفيف من تداعيات ملف الهجرة الذي يؤرق الاتحاد الأوروبي، وهو بالفعل ما ناقشته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في موسكو، يوم السبت 11 يناير الجاري، مع فلاديمير بوتين؛ لكن هذا الجهد يبدو متأخرًا.

ظهور مقلق للتنظيمات الجهادية في ليبيا- وكالات

يقول دبلوماسي أوروبي: “لا تريد ميركل أن ينقسم الإيطاليون والفرنسيون حول هذا الملف المهم للغاية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي؛ ولكنَّ هناك تباينًا واضحًا بين ما تريد ألمانيا فعله والواقع على الأرض، حيث تتم تقوية الانقسامات وفرض خطوط التقسيم”.

وبدا هذا التباين واضحًا أيضًا منذ أن طلبت أنقرة وموسكو وقف إطلاق النار ابتداءً من منتصف ليل الأحد 12 يناير الجاري؛ حيث صدر الإعلان المشترك خلال الاجتماع بين بوتين وأردوغان يوم الأربعاء.

ومن جهتها، حددت فرنسا ثلاث أولويات ستحملها معها إلى مؤتمر برلين: أولًا تفكيك الميليشيات -التي تعتبرها مؤثرة بشكل خاص حول السراج- وثانيًا توحيد القوات المسلحة، وثالثًا توزيع أكثر عدلًا للموارد البترولية بين الغرب والشرق، وهو ما سيصب في مصلحة المشير خليفة حفتر؛ لتفادي إثراء الجماعات الجهادية.

المصدر: لوموند

اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة