الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

الأهوار في جنوب العراق مهددة بالانقراض

القبض على ناشط بيئي من قِبل جماعات مسلحة مؤخراً أعاد تسليط الضوء على هذه القضية

كيوبوست- أحمد الفراجي

ترزح منطقة الأهوار، أكبر المسطحات المائية في الشرق الأوسط، جنوب العراق، تحت وطأة انعدام خطط التنمية وتجفيف أراضيها من المياه. وبدأ سكان الأهوار بالنزوح على نطاق واسع؛ مما ولَّد معاناة اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية، في أرض يعتمد أغلب أهاليها على صيد الأسماك وتربية المواشي والزراعة. 

في يوليو عام 2016، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)، الأهوار العراقية على لائحة التراث العالمي، في محاولة من المنظمة الدولية للفت أنظار العالم إلى هذه البقعة الجغرافية المتضررة بشدة جراء عوامل بيئية وبشرية.

الأهوار بعد هطول الأمطار الشتوية هذا العام- خاص بكيوبوست

وضع كارثي

مصطفى هاشم، ناشط أهواري ومدافع عن البيئة وحقوق الإنسان، علق لكيوبوست، قائلاً: إن وضع الأهوار العراقية يتدهور من معاناة إلى أخرى؛ فنسبة المياه بعد هطول الأمطار تبدو معقولة بالأهوار الوسطى، ولكن بلا أي تنوع حيوي ولا أسماك، وما زال سكان الأهوار يعانون، فمياه الأمطار الأخيرة هي حل مؤقت في حين فقدت السدود العراقية 60% من مخزونها.

مصطفى هاشم

وأضاف هاشم: نحن أمام مشكلة كبيرة في الصيف المقبل؛ مياه الأهوار ستتبخر، ونحن نشاهد واقع التدفقات المائية باتجاه الأهوار يقل يوماً بعد يوم.. دول الجوار لا تعطينا حصصنا الكافية، والتدفق الآن من الجانب التركي بمعدل 200 متر مكعب من مصب نهر الفرات، وأما إيران فقد حولت الأنهار إلى المناطق ذات الأغلبية الفارسية ضمن سياساتها العرقية.

بالنسبة إلى هاشم، هناك سوء إدارة لملف المياه داخل العراق، معتبراً أن السبب الرئيسي في جفاف الأهوار، على سبيل المثال، جاء بعد إطلاق 95 متراً مكعباً إلى البصرة تحت ذريعة سد اللسان الملحي، بينما يتم حرمان هور الحويزة من حصته المائية. 

وأصاب الضرر الأهوار جراء انخفاض التدفقات من نهرَي دجلة والفرات، بسبب السدود التي أُقيمت على بعض الأنهار والروافد في تركيا وإيران المجاورتَين للبلاد.

الأهوار عن قرب وهي متضررة من الجفاف- خاص بكيوبوست

ويتعرض النشطاء البيئيون المهتمون بملف ما تعانيه الأهوار إلى التهديد بالتصفية الجسدية والمضايقات، واتهامهم من قِبل جماعات مسلحة بتضليل الرأي العام وتحريض السكان المحليين.

واختطفت جماعة مسلحة بالقرب من العاصمة بغداد، الأربعاء الماضي، الناشط البيئي البارز جاسم الأسدي، دون أي تفاصيل عن دوافع الاختطاف أو الجهة الفاعلة. وذكرت بيانات للشرطة العراقية  لوسائل الإعلام العراقية المحلية، أن سيارتَين مدنيتَين تعودان إلى مجموعة من المسلحين يرتدون ملابس مدنية، أوقفوا الأسدي في مدينة الحلة، 100 كيلومتر جنوب بغداد، واقتادوه إلى جهة مجهولة، وحتى الآن لم يُعرف مصيره.

اقرأ أيضًا: العراق يصحح خطأً تاريخياً ضد الإيزيديين

الأسدي البالغ من العمر (65 عاماً)  ينشط منذ سنوات؛ من أجل المحافظة على الأهوار والمسطحات المائية جنوبي العراق، من خلال رئاسته جمعية طبيعة العراق؛ وهي منظمة غير حكومية في محافظة ذي قار التي تضم مساحات شاسعة من الأهوار.

جاسم الأسدي في الأهوار التي ولد فيها

وعلَّق شقيق المختطف، في حديث خاص مع “كيوبوست” بالقول: إن الحكومة العراقية مهتمة جداً بمعرفة مصير شقيقي، وأنا التقيت قبل أيام رئيسَ الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وطمأنني بأن الأجهزة  الأمنية كافة، مستنفرة للعثور على الأسدي؛ فقط نحتاج إلى الصبر والدعاء.

ناظم دويج شقيق المختطف جاسم الأسدي

وأوضح ناظم دويج الأسدي: نحن نشعر بالقلق على مصير أخي، فحتى الساعة لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن اختطافه، ولم نتوصل إلى الخاطفين.

وتابع: إن دفاع شقيقي ونشاطه المستمر وتسليط الضوء على ما تتعرض إليه الأهوار، كان سبباً خلف اختطافه؛ فهناك جهات لم يرق لها ما كان ينشره أو يتحدث به عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ حيث طالب مراراً الحكومة العراقية بتصحيح الموقف وإنقاذ الأهوار المهددة بالجفاف، والحفاظ على طبيعتها وتزويدها بالخدمات التي قد تجعل منها مناطق جذب سياحي للأجانب والمهتمين بهذا التراث المائي.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة