فلسطينيات

الأمل يتلاشى.. إلى أين تتجه الحالة الداخلية في فلسطين؟

انهيار المصالحة قد يكون السيناريو الأبرز

كيو بوست – 

تشهد الساحة الفلسطينية الداخلية مزيدًا من الأحداث التي قد تدفع مستقبلًا باتجاه مزيد من الانقسام وتدهور أية فرص للمصالحة أو استعادة الوحدة بين حركتي فتح وحماس. الكرة تتدحرج نحو مربع يخشاه الفلسطينيون، هو مربع استدامة الانقسام، وربما الانفصال بين شطري الوطن.

بدءًا من حل المجلس التشريعي حتى منع إحياء انطلاقة حركة فتح في قطاع غزة، والاعتداء على مقر التلفزيون الرسمي في غزة، كلها إجراءات دفعت بمزيد من التوتر بين طرفي الانقسام، جنبًا إلى جنب مع تراجع الدور المصري في احتواء الأوضاع.

اقرأ أيضًا: قطر تَمُنُّ على الفلسطينيين بملياراتها وانقسامهم

 

حل التشريعي بين تقريب الحلول وتبديدها

في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس محمود عباس عن حل المجلس التشريعي الذي انبثق عن آخر انتخابات شهدتها فلسطين في عام 2006، وفازت فيها حركة حماس. 

الخطوة واجهت معارضة فصائلية فلسطينية واسعة، وأعتبرت في سياق تفرد السلطة الفلسطينية بالقرار، بعيدًا عن الحوار للوصول إلى صيغة للخروج من الأزمة.

لكن جهات في حركة فتح ومراقبين اعتبروا حل التشريعي والدعوة لانتخابات مخرجًا بحد ذاته من الأزمة، من باب أن الانتخابات هي الفصل في كل شيء إذا تعذر التوافق.

في حين رأى مختصون أن حركة حماس لن تقدم على المشاركة في الانتخابات، وبالتالي عملية انتخابية في الضفة الغربية لوحدها وتحت الانقسام تزيد من حدة الشرخ الوطني وتدفع باتجاه مشهد انفصالي.

 

إجراءات تصعيدية من قبل حماس  

على الشق الآخر، أقدمت حركة حماس في قطاع غزة على إجراءات تصعيدية ضد حركة فتح، تمثلت بشن حملة اعتقالات واسعة طالت مئات من كوادر فتح في القطاع لمنع إحياء ذكرى انطلاقة الحركة.

لعل ما يدلل على مدى تعمق الفجوة، تلك التصريحات التي صدرت من حركة فتح ردًا على استهدافها من قبل حماس في القطاع.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ إن حركته لن تجتمع مع حماس مطلقًا بعد قمع إحياء الانطلاقة في غزة، مبينًا أنه تم إبلاغ الوسيط المصري بذلك.

اقرأ أيضًا: كاتب قطري: الدوحة تسعى للإمساك بخيوط “القضية الفلسطينة” لكسب نفوذ سياسي

“لا حوار مع حماس، ونعتبر أن مسار المصالحة وصل إلى طريق مسدود، وبناء عليه فلنذهب إلى صندوق الاقتراع… الحكم بيننا الشعب وصندوق الاقتراع. من ينتخبه الشعب الفلسطيني يقوده”. 

لكن حتى خيار الانتخابات من الصعب حدوثه والاحتكام إليه، خصوصًا من قبل حركة حماس التي ترفض هذا الخيار في ظل ما تعتبره “غياب التوافق”.

 

اعتداء على مقر التلفزيون في غزة 

آخر حلقات التصعيد بين الطرفين، تمثل باعتداء واسع نفذه مجهولون على مقر تلفزيون فلسطين في القطاع، شمل تحطيم كامل محتوياته.

موظفون في التلفزيون قالوا إنه تم تحطيم معظم الكاميرات والأجهزة المصاحبة بصورة لم يسبق لها مثيل، فيما تعرضت الإذاعة لخراب هائل وغير مسبوق.

وقدرت مصادر في التلفزيون الخسائر بمئات آلاف الدولارات، فيما تم وضع معدات الإذاعة المحطمة في الحمامات وفتح المياه عليها لمنع إصلاحها.

اقرأ أيضًا: قطر تُنسّق مع الموساد بدلًا من السلطة الفلسطينية!

واعتبر الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اللواء عدنان الضميري، أن الاعتداء على مقر تلفزيون فلسطين في غزة وتدمير محتوياته هو اعتداء سافر على موقع سيادي، وتصعيد واضح من قبل حركة حماس وقيادتها وأجهزتها الأمنية بهدف الانفصال الكامل وإعلان الدويلة في قطاع غزة.
 
وتعيد هذه الأحداث الأذهان إلى بدايات الانقسام الفلسطيني عندما تم الانقلاب على حكم السلطة في غزة وسيطرة حماس عليه، وما تبعه من إجراءات عدائية متبادلة تمثلت بحملات اعتقال سياسي، وإغلاق لمؤسسات في سبيل تثبيت كل طرف حكمه وسطوته.

 
لماذا انقلبت الصورة بهذه السرعة؟
 
بعد قرابة سنة وشهرين من المباحثات، تشابكت أيدي قيادات الحركتين في مشهد وحدوي داخل قطاع غزة، بعد توقيع اتفاق القاهرة للمصالحة برعاية مصرية، ثم تراجعت الجهود على إثر محاولة تفجير موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في غزة.
 
بعد تلك الحادثة، استمر الجهد المصري لاحتواء الأزمات، مقابل تأكيد كل طرف على سعيه نحو التوحد. إلا أن الأوضاع شهدت تغيرات في الأشهر الأخيرة، تمثلت بمفاوضات التهدئة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، ودخول المال القطري على الخط، ليدفع باتجاه استغناء حماس عن الحاجة للوحدة، كما اعتبر مراقبون.
 
كانت حماس تواجه أزمة مالية كبيرة على إثر الحصار الإسرائيلي، إلا أن قطر قادت جهودًا -بالتنسيق مع إسرائيل- لإيصال ملايين الدولارات لحركة حماس.
 
وشكك مراقبون بهذا التمويل، معتبرين أنه تجاوز لشرعية السلطة الفلسطينية، وسعي نحو إبعاد حماس عن الوحدة. وهو ما حدث بالفعل، إذ يفسر مراقبون إجراءات حماس الأخيرة في سياق تلقيها التمويل من قطر.
 
وفي ظل ما وصلت إليه الأمور من تصعيد متبادل، يستبعد مراقبون الوصول للوحدة، مقابل ترجيح السيناريو الأبرز، أي الانفصال التام بين الضفة والقطاع، واستدامة الانقسام.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة