الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجية

الأقلية الدينية البهائية تعيش الكابوس الإيراني من جديد في اليمن

إيران والحوثيون يقومان بالعمليات نفسها ضد البهائيين

ترجمة كيو بوست –

“إن تصعيد الخطاب الحوثي البغيض تجاه البهائيين يستحضر ذكريات مخيفة لما واجهته الطائفة البهائية في إيران مباشرة بعد ثورة 1979″، هذا ما ذكره رئيس اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيلانوفا الأمريكية، دانييل مارك.

ونشر مارك مقالته في مجلة “غلوب بوست” الأمريكية، وركّز فيها على “ممارسات جماعة الحوثي ضد المسلمين والأقليات الدينية في الأراضي اليمنية، باستغلال دعاية قائمة على اتهام المنافسين بشن حرب شيطانية ضد البلاد”.

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن طائفة “الحشاشين” الإسماعيلية التي استوطنت إيران والشام؟

بغرض تبرير استهداف الأقلية البهائية، قامت جماعة الحوثي عام 2013 بسجن أحد زعماء الطائفة البهائية في اليمن، حامد بن حيدرة، تحت ذريعة الردة وإهانة الإسلام. وبحسب ما ورد، قام عناصر الحوثي بتعذيب الرجل وحرمانه من المساعدة الطبية والقانونية على مدار السنوات الخمس الماضية. وما أثار صدمة البهائيين، هو أن محاكم الحوثي في شمال اليمن لم تكتفِ بحكم الإعدام العلني لهذا القيادي فحسب، بل أصدرت قرارًا بحل جميع المؤسسات البهائية قانونيًا، الأمر الذي يعني خضوع الأقلية البهائية لمزيد من الاضطهاد في المراحل المقبلة.

هذا الاضطهاد الديني الصارخ أدى إلى تدهور أوضاع البهائيين في اليمن، ما دفع جهات دولية إلى إصدار إدانات في شهر مايو/أيار المنصرم، إزاء ما وصفته “خطابات وممارسات الحوثي التي تجسد تشويه سمعة واضطهاد البهائيين”. كما دعت هذه الجهات إلى “السماح للطائفة البهائية بممارسة شعائرها الدينية دون خوف أو ترهيب”.

السياسة الحوثية المصبوغة بالدين لم تقتصر على تبرير الممارسات العدائية ضد البهائيين فحسب، فقد أصدر زعيم جماعة الحوثي مؤخرًا ادعاءات لا أساس لها من الصحة، مفادها أن “المسيحيين والأحمديين وغيرهم من الأقليات يشنون حروبًا شيطانية ضد الإسلام في اليمن”. ومن هذا المنطلق، وجه الزعيم الحوثي دعوة لأتباعه لـ”المشاركة في الحروب الثقافية والدينية ضد الأقليات الدينية”. واستنادًا إلى هذه الدعوة، نظمت العناصر الحوثية تدريبات رسمية من أجل خوض هذه “الحرب الناعمة”. كما أن وسائل الإعلام التابعة للحوثي شرعت في التحذير من “المخاطر التي يشكلها البهائيون”، وذلك باستخدام رجال دين يبررون الإجراءات الحوثية التعسفية بحق هذه الطائفة في الأيام المقبلة، بل وصل الأمر إلى قيام أحدهم بالدعوة إلى “ذبح جميع البهائيين”.

 

ذكريات مخيفة

هذا التصعيد في الخطاب البغيض يستحضر ذكريات مرعبة لما واجهته الطائفة البهائية في إيران بعد ثورة 1979. في ذلك الوقت، أعدمت السلطات الإيرانية 200 من الزعماء البهائيين، وسجنت الآلاف من أفراد الأقلية. في عام 1991، أصدرت الحكومة الإيرانية مذكرة تدعو فيها إلى القضاء على البهائيين، ليس في إيران فحسب، وإنما خارج حدودها كذلك. وبعد هذه السنين الطوال، يجري تنفيذ هذه السياسة لتنتشر إلى الأراضي اليمنية.

في الحقيقة، تدلل جميع التقارير على أن قوات الحوثي تحصل على التدريب العسكري والدعم السياسي من إيران، منذ الأيام الأولى للصراع في اليمن. بعد أن سيطرت القوات الحوثية على شمال البلاد، اعتقلت العشرات من الشبان البهائيين عام 2016، وأصدرت أوامر اعتقالٍ بحق أكثر من 20 من القادة والمعلمين البهائيين في نيسان/إبريل 2017، دون أسباب تذكر. وقد أفادت مصادر محلية مطلعة، أن السلطات الإيرانية هي من توجه الحوثيين نحو هذه الحملة ضد الأقلية البهائية. وما يثير الاهتمام هو التطابق التام في الخطاب الحوثي – الإيراني: كلاهما ينكران البهائية كدين، ويعتبرانها “حركة هرطقة” أو “طائفة بدعة”.

نحن في اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية، ندين بشدة حكم الإعدام الصادر بحق ابن حيدرة، وندعو إلى إطلاق سراحه فورًا، كما ننبذ التهديدات الموجهة ضد الأقلية البهائية، والأقليات الأخرى في اليمن. نحن ندعو السلطات الحوثية إلى الإفراج عن جميع السجناء البهائيين في شمال اليمن، الذين جرى اعتقالهم بسبب المعتقدات الدينية لا غير.

وأخيرًا، العديد من الشباب البهائيين في إيران حُرموا من التعليم والعمل، ولم يعرفوا عالمًا دون أن تجرّم فيه الحكومة طائفتهم، ولن نسمح بتكرار المصير ذاته ضد البهائيين في اليمن.

 

المصدر: مجلة “غلوب بوست” الأمريكية

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة