الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة

الأرض الملتهبة

كيوبوست- ترجمات

ازداد في السنوات القليلة الماضية تواتر وشدة موجات الحر التي ضربت مختلف أنحاء العالم، وسجلت أوروبا أرقاماً غير مسبوقة أثناء موجة الحر التي اجتاحتها هذا الأسبوع؛ حيث بلغت رقماً قياسياً في بريطانيا عند 40.3 درجة مئوية. وهذا الارتفاع الكبير الذي طرأ على المنطقة الأكثر برودة في العالم يعرِّض المزيد من الناس إلى الحر الخانق، كما أن ازدياد عدد سكان الدول الحارة أدى إلى زيادة أعداد البشر المتضررين من هذه الظاهرة.

وقد نشر موقع “ذا إيكونوميست”، مؤخراً، مقالاً يستعرض فيه تأثيرات موجات الحر على مختلف أنحاء العالم من خلال مؤشر المناخ الحراري العالمي (utci) الذي يقدمه برنامج مراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي “كوبرنيكوس”؛ والذي يقيس درجات الحرارة كل ساعة ويقسِّم الأرض إلى 865,000 مربع، ويجمع البيانات حول درجة حرارة الهواء والإشعاع الشمسي والرطوبة وسرعة الرياح في درجة حرارة مركبة “feels like” تُقاس بالدرجة المئوية. ثم يدمج هذه البيانات مع عدد السكان الذين يعيشون في كل مربع. ويعتبر مؤشر utci)) عند درجة 38 درجة أنه وضع مناخي يسبب إجهاداً حرارياً.

اقرأ أيضاً: موجات الحر القادمة ستزداد سوءاً

من المعروف أن درجات الحرارة التي تزيد على 46 درجة مئوية، تسبب إجهاداً حرارياً شديداً للغاية، ويمكن للتعرض لهذا الإجهاد لفترة تزيد على 30 دقيقة أن يعرِّض حياة البشر إلى الخطر؛ خصوصاً بين كبار السن. وفي السنوات الخمس الماضية تعرَّض ما لا يقل عن أربعة أخماس سكان العالم إلى يوم واحد على الأقل من الإجهاد الحراري الشديد خلال السنوات الخمس الماضية.

موجة الحر التي ضربت باكستان عام 2015 أودت بحياة 1250 شخصاً- “الإندبندنت”

تعرضت مساحات واسعة من أوروبا هذا الأسبوع إلى درجات حرارة استثنائية تجاوزت 38 درجة مئوية، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية عانى الأوروبيون مثلَ هذه الحرارة لمدة ثلاثة أيام فقط في السنة؛ لكن في مناطق أخرى من العالم يعاني الناس ظروفاً مماثلة لمدة 65 يوماً في العام.

اقرأ أيضاً: بين الجائحة والتغير المناخي.. الإجهاد الحراري المحتمل يهدد حياة نصف سكان العالم

تعتبر درجات الحرارة الشديدة التي تتجاوز 46 درجة أمراً شائعاً أيضاً؛ حيث يتعرض إليها الناس بمعدل ثلاثة أيام في السنة للشخص الواحد على مستوى العالم. ولكن هذا المعدل يكون أعلى بكثير في إفريقيا وأجزاء من آسيا؛ خصوصاً شبه القارة الهندية، حيث يتعرض الشخص في هاتين القارتَين لمدة 4.9 يوم في السنة؛ بزيادة قدرها 30% بين عامَي 1980 و1984.

والنمو السكاني المرتفع في إفريقيا وآسيا يعني أن الإجهاد الحراري يؤثر على أعداد متزايدة من الناس. وتميل البلدان الحارة إلى النمو السريع؛ لذلك ارتفعت حصة الوقت الذي يعاني خلاله الفرد الإجهادَ الحراري الشديد بنسبة 50%. ويعيش ثُلثا مَن يعانون الحرارة الشديدة في دول يقل فيها متوسط الدخل السنوي عن 2000 دولار؛ مما يعني أن الكثيرين لا تتوفر لديهم القدرة على تحمل تكاليف تكييف الهواء.

المصدر: ذا إيكونوميست

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة