ترجماتشؤون دولية

“الأخوية الجهادية”: سلالة جديدة من المتعصبات الإسلاميات

ازداد حجم المشاركة النسائية منذ 2015

ترجمة كيو بوست –

“توفر النساء ميزة تشغيلية وقيمة دعائية كبيرة في ساحات المعارك، مما شجع التنظيمات الإسلامية العنيفة على إشراك المرأة في أدوار جهادية أعمق”، هذا ما ذكرته الخبيرة في شؤون التطرف والإرهاب في مركز أبحاث “بوليسي إكسشينج” البريطاني، هانا ستيوارت.

اقرأ أيضًا: داعش يمنح النساء دورًا عملياتيًا أكبر في ظل انهيار “الخلافة”

وقد نشرت ستيوارت مقالتها في مجلة “سبيكتيتر البريطانية”، وأكدت فيها أن “مشاركة النساء المتشددات في ظاهرة الجهاد الإسلاموي لا تنطوي على عمليات تضليل ساذجة من قبل الرجال المتشددين فحسب، بل هنالك توجه أنثوي قوي نحو العنف الإسلاموي، يرتقى إلى اسم “الأختية الجهادية”.

لقد ظلت فكرة النساء كمفجرات انتحاريات موضع خلاف بين الجهاديين لسنوات طوال، لكن الخلاف تلاشى في الآونة الأخيرة إلى حد كبير، بعد أن حققت النساء ميزة تفوق قدرة الرجال في العمل الجهادي. عندما أعلن أسامة بن لادن فتواه عام 1996 ضد الولايات المتحدة، أصدر تعليماته إلى النساء بـ”تحريض الرجال على القتال في سبيل الله”، دون المشاركة المباشرة في العمل الجهادي. وفي باكستان، ينشر المتشددون أدوات دعائية تكرم النساء أمهات المقتولين. حتى إن تنظيم الدولة الإسلامية تحفظ لبعض الوقت على مشاركة المرأة في المعارك، وقد رفع شعارًا غير رسمي عام 2015، يقول إن “واجب الأمومة الإلهي قيد الانتظار”، وحينها، لم تحظ فكرة حمل النساء للسلاح أو المتفجرات أو الستر الناسفة بدعم رسمي كبير.

ولكن في بعض الأحيان، تآكلت المعارضة “اللاهوتية” للنساء في المعارك، بسبب ميزتها التشغيلية، وقيمتها الدعائية الكبيرة؛ فقد دافع رجل دين تنظيم القاعدة، يوسف العييري، عن أول انتحارية شيشانية، حواء برايفا، عام 2000، من خلال التذرع بالمبدأ الإسلامي القائل “الضرورات تبيح المحظورات”.

اقرأ أيضًا: يتقلدن مناصب حساسة: حقائق عن نساء داعش التونسيات

أثار عدد النساء اللواتي انتشرن كمفجرات انتحاريات في العراق تساؤلات حول ما إذا كانت الدولة الإسلامية قد أسقطت حظرها على النساء في ساحات المعارك. فقبل إعلان “الخلافة”، لم يتم إدانة سوى عدد قليل من النساء في بريطانيا بسبب الإرهاب الإسلاموي، وحينها، لم تؤد النساء سوى دور المساعد لأحد أفراد العائلة في تنفيذ الهجمات. ولكن بحلول 2015، تضاعف عدد الاعتقالات في صفوف الفتيات بسبب الإرهاب، وقد ساهمت مدارس فتيات منطقة “بريثنال غرين” البريطانية في تدفق غير مسبوق من النساء المسافرات إلى مناطق الحروب.

وقد أصبحت سالي جونز، إحدى كبار مجندي الدولة الإسلامية، رمزًا لقوة التنظيم في جذب الشابات. في الحقيقة، إن التوجه الأنثوي نحو ممارسة العمل العنيف لم يقتصر على الشرق الأوسط؛ ففي عام 2010، قامت المتشددة الإسلامية روشونارا تشودري بطعن وزير بريطاني سابق مرتين في جنوب لندن. بينما خططت صفاء بولر لتنفيذ هجوم على سائحين في لندن بقصد القتل، وبعد اعتقالها، اعترفت أن زوجها في تنظيم داعش هو من استمالها للقيام بذلك.

تدلل جميع المعطيات حول الجهاديات اليوم أن المرأة اتجهت نحو العنف على القدر نفسه من الرجال، وأن الأمر لا يقتصر على “سذاجة” أو “تضليل” أو “مآس شخصية”، وهذا ما يحفز المتخصصين على بذل المزيد لدراسة هذه الظاهرة المتنامية.

اقرأ أيضًا: عرائس المجاهدين: 800 امرأة داعشية تحت قبضة القوات الكردية شمال سوريا

 

المصدر: مجلة “سبيكتاتور” البريطانية

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة