الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

الأحداث في غزة.. استثمار إخوان الأردن لتحقيق مكاسب شعبية

مراقبون لـ"كيوبوست": الإخوان ركبوا موجة القضية الفلسطينية واستغلوها لاستعادة الوهج الذي فقدوه عندما فشلوا في الحكم وبناء الدولة الوطنية

كيوبوست – مصطفى أبو عمشة

يسعى إخوان الأردن إلى استثمار ما حدث في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في القدس وغزة، لصالحهم، بتحقيق مكاسب شعبية؛ كان آخرها دعوة الجماعة الشعب الأردني إلى المشاركة في فعالية الزحف الشعبي الحاشد، يوم الجمعة الماضي، إلى منطقة سويمة بالأغوار الأردنية؛ وهي أقرب نقطة حدودية مع فلسطين المحتلة والقدس المحتلة.

كما عمدت الجماعة إلى تنفيذ عددٍ من الفعاليات والحراكات الشعبية والشبابية تحت عنوان “سيف القدس”؛ لمناصرة القدس وغزة في مختلف المحافظات والمدن والمناطق الأردنية، على رأسها العاصمة الأردنية عمّان، وكلٌّ من محافظتَي الزرقاء وإربد.

اقرأ أيضًا: إخوان الأردن يستغلون قيود “كورونا” للعزف على العاطفة الدينية

مزايدات الإخوان

مزايدات إخوان الأردن على موقف الحكومة الرسمي، ومحاولة استغلال الوضع في غزة لاكتساب الوهج واستعادة الشعبية، جاء بالدرجة الأولى بعد الهبة الشعبية الفلسطينية تجاه القدس والمسجد الأقصى تحديداً، ثم ما أعقبها من نجدة الفلسطينيين في منطقة الشيخ جراح، والتي كانت هبة فلسطينية عامة ساندتها هبة عربية وإسلامية، وبعض الحركات الإنسانية في العالم.

هنا يؤكد المحلل والخبير الأمني محمد الملكاوي، أن ما حصل على الأرض الفلسطينية عاطفياً أثَّر على الأردن بطريقة إيجابية لدعم الأشقاء الفلسطينيين ولمناصرتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي جعل من القدس محطة لمهاجمة العمق الإسلامي لكل إنسان عربي ومسلم، مشيراً إلى أن “حماس” استثمرت أحداث القدس، وقامت بعمل يهدد مصالح استراتيجية إسرائيلية، حتى وصلت إلى العمق الإسرائيلي.

محمد الملكاوي

ويرى الملكاوي، في تصريحاتٍ خاصة أدلى بها إلى “كيوبوست”، أن الإخوان المسلمين في الأردن باعتبارهم الجماعة والحزب الإسلامي المنظَّم قد استفادوا مما يجري على الساحة الفلسطينية، منوهاً بأن هذه هي المرة الأولى التي يستفيد فيها إخوان الأردن بشكل كبير جداً مما يجري من أحداث في قطاع غزة، ويريدون استثماره في الأردن؛ لاستعادة الأذرع التي سبق أن خسروها خلال السنوات العشرين الماضية، سواء حجمهم الذي بدأ يتناقص في مجلس النواب أو حجمهم في الشارع الأردني.

ويوضح الملكاوي أن الإخوان المسلمين حالياً يريدون العودة بقوة على الساحتَين الأردنية والفلسطينية، عبر قيامهم بتثوير الفلسطينيين في كل مناطق العالم؛ بما فيها الأردن، ليكونوا جزءاً من الدعم السياسي والمعنوي والعاطفي لهم؛ حتى يصلوا إلى نقاط متقدمة سبق أن خسروها.

دعت الجماعة الشارع الأردني إلى المشاركة في فعالية الزحف الشعبي في منطقة سويمة بالأغوار الأردنية

ويخشى الملكاوي أن يتم تجيير النضال الفلسطيني لمصلحة فئة أو طائفة واحدة، منوهاً بأن الطفل والمرأة والشيخ الفلسطيني لا يعنيه أن يكون تابعاً لتنظيم أو فصيل؛ بل يعنيه أن يكون تابعاً لفلسطين، لكن الإخوان يريدون حصر النجاح والانتصار الشعبي الفلسطيني وتجييره لصالح فئة معينة ممثلة بجماعة الإخوان، مشدداً على أن أي انتصار فلسطيني هو لفلسطين، فلا يحق لأحد سرقة حق الشعب الفلسطيني في التضحية.

ويضيف الملكاوي، قائلاً: ما يجري بغزة لا يمكن تسميته انتصاراً؛ حتى إن كان وهج الصواريخ كبيراً جداً، لأن الدمار على أرض غزة كان قاتلاً؛ “فلا أريد لأي أحد، سواء إخوان مسلمين أو غيرهم، المتاجرة بالدم الفلسطيني، ولا يحق لمَن لا يعيش على غير الأرض الفلسطينية المتاجرة بالدم الفلسطيني، من أحزاب وقوى؛ بمَن فيهم الإخوان”.

اقرأ أيضًا: إخوان الجزائر يتسلقون على حملة التضامن الشعبية مع فلسطين

ماذا قدم الإخوان؟

وفي سياقٍ متصل، يتساءل الكاتب والمحلل السياسي الأردني فارس الحباشنة، في معرض حديثه عن القضية بالقول: “ماذا قدم الإخوان والإسلام السياسي للقضية الفلسطينية؟ ينسى الإخوان أنفسهم ويتفجرون غضباً ويعدون أنفسهم وكلاء القضية الفلسطينية، دون شركاء وطنيين آخرين”، مشيراً إلى أنه لو عُدنا إلى تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي؛ “فإن الإخوان لم يقدموا شهيداً واحداً على ثرى فلسطين وحروبها”.

فارس الحباشنة

ويرى الحباشنة، في حديثه إلى “كيوبوست”، أن الإخوان ركبوا موجة القضية الفلسطينية واستغلوها وعبروا من خلالها إلى وجدان الشعوب، واستغلوا عدم تمكن الأنظمة العربية من إدارة الصراع مع إسرائيل، إضافة إلى فشلهم في الحكم وبناء الدولة الوطنية، منوهاً بأن الفراغ المدوي في الساحة اختطفه الإخوان في المنابر والخطب والمهرجانات، وفي أوج وهج القضية الفلسطينية انحاز الإخوان لأنظمة تابعة وموالية لأمريكا، الحليف والصديق الحميم لإسرائيل.

ويتابع الحباشنة حديثه بالقول: “وقوف الإخوان في الصف المقابل والمضاد لقوى التحرر الوطني والثوري الفلسطيني، والقضية الفلسطينية في أيديولوجيا الإخوان والإسلام السياسي، بقيت مجهولة وضبابية ومحصورة في نصوص دينية، ولا تعبر عن حضارية وتاريخية الصراع مع إسرائيل”، موضحاً أن الإخوان تفننوا في سرقة القضية وخطفها باسم الدين، وبعد نهايات عصر القطبَين ونهاية الحرب الباردة وسقوط التيار الاشتراكي، ازدهرت ونمت سطوة الإخوان على المجتمعات العربية وعلى وعيها، وحاصروا السياسة في البلاد الغربية؛ ومن بينها القضية الفلسطينية.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مصطفى أبو عمشة

باحث وكاتب صحفي فلسطيني مهتم بشأن الشرق الأوسط والإسلام السياسي

مقالات ذات صلة