ثقافة ومعرفةشؤون دولية
اكتشاف أكبر وأبشع مجزرة بحق الأطفال في البيرو
العثور على بقايا رفات أكثر من 100 جثة لأطفال

كيو بوست –
اكتشف علماء آثار ما يعتقد أنه أكبر مجزرة جماعية في التاريخ، من المرجح أن تاريخها يعود إلى نحو 1000 عام، عثر فيها على بقايا ما يزيد عن 100 جثه لأطفال، تتراوح أعمارهم ما بين 6 و15 عامًا. كما احتوى الموقع الذي يقع بالقرب من مدينة تروخيو الحديثة في البيرو، على بقايا 200 حيوان “لاما”، يعتقد أنه تم قتلها في اليوم ذاته.
وبدأت أعمال التنقيب بموقع الدفن في عام 2011، إلا أن الإفصاح عن هذا الاكتشاف كان لأول مرة في أواخر أبريل/نيسان الماضي، من قبل “ناشيونال جيوغرافيك”، التي ساعدت في تمويل التحقيق بهذه المجزرة.
إمبراطورية الـ”تشيمي” والقرابين
احتلت المنطقة المكتشفة من قبل العديد من الحضارات القديمة، فيما يرجح الباحثون ارتباط المجزرة بإمبراطورية “تشيمي”، إذ صرح عالم الآثار “غابرييل برييتو” قائلًا إن هذا الموقع لا يقل عمره عن الألف عام، وتم احتلاله من قبل ثقافة الـ”سالينار”، منذ عام 400م وحتى 600م، ليعاد احتلال المنطقة من قبل التشيمي.
وعن التضحية بالبشر كقربان للآلهة، قال برييتو، إن هناك العديد من الثقافات القديمة في البيرو مارست التضحية في البشر كقربان للآلهة. ومع أن أسباب ذلك غير معروفة حتى الآن، إلا أنه يُعتقد -غالبًا- أنها أجريت من أجل تهدئة الآلهة خلال الأوقات الصعبة، إن ثبت حقًا أنه تم تقديمهم كقربان.
تكسير أضلاعهم وتفتيتها إلى قطع صغيرة
يقول الباحثون إن الأطفال تعرضوا للموت بطريقة عنيفة وقاسية، إذ تم تكسير أضلاعهم، وتفتيتها إلى قطع صغيرة، بالإضافة إلى تهشيم عظم الصدر. ويتوقع الباحثون أن شق القفص الصدري للأطفال لإخراج قلوبهم، قد يكون دلالة على الأضحية.
وبحسب ما أثبتته الأبحاث التاريخية، فإن بعض الطقوس الدينية كتقديم القرابين البشرية، كانت ظواهر منتشرة لدى حضارات “الأزتك” و”المايا” و”الإنكا”. وفي هذا الإطار، فقد كانت إمبراطورية “تشيمي” -التي أقيمت في البيرو- في حرب مع حضارة الأنكا، وانتهت بانتصار الأخيرة في 1475م.
وفي المحصلة، فإن كلام العلماء يبقى مجرد احتمالات، ومن بين الاحتمالات الأخرى، أن تكون هذه المجازر ناتجة عن عمليات إبادة جماعية انتقامية، وليست مرتبطة بطقوس تضحية بشرية.