الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
اغتصاب ومقتل طفلة في الهند
جزء مما تواجهه نساء طبقة المنبوذين في البلاد

كيوبوست- ترجمات
مونيكا ساركار♦
تكرس مجموعة من الناشطات من طبقة الداليت أو المنبوذين في الهند حياتهن لمساعدة ودعم النساء اللاتي تعرضن إلى الاعتداء الجنسي في مجتمعهن. وتُصنف طبقة الداليت في أسفل الهرم الطبقي في الهند الذي يحدد المهن التي يمكن أن يمارسها أفراد هذه الطبقة واختيارهم شركاء حياتهم ومَن يختلطون معهم منذ لحظة ولادتهم.
وبعد الضجة التي أثارها تعرض طفلة في التاسعة من عمرها إلى الاغتصاب الجماعي والقتل في العاصمة دلهي، نشر موقع “سي إن إن” مقالاً بقلم مونيكا ساركار، تلقي فيه الضوء على قضية الداليت.
اقرأ أيضاً: الكراهية عبر الإنترنت والعلاقات الطائفية في الهند
تشير ساركار إلى أنه في عام 2012 تم الإبلاغ عما يقارب 25,000 حالة اغتصاب في الهند، بلغت حصة نساء الداليت منها 1576 حالة. وارتفع هذا العدد ليصل إلى 3486 في عام 2019. ولكن صعوبة الإبلاغ عن حالات الاغتصاب؛ خصوصاً بالنسبة إلى نساء طبقة المنبوذين، تعني أن الأرقام الحقيقية هي أكبر من ذلك بكثير.
وتشير إلى تقرير صدر عن منظمة “المساواة الآن” غير الحكومية، مفاده أن الطبقات المهيمنة تستخدم العنف الجنسي لقمع نساء وفتيات الداليت اللاتي غالباً ما يُحرمن من العدالة؛ بسبب ثقافة الإفلات من العقاب عندما يكون الجناة من الطبقة العليا.

تقول أنوشكا، التي تعرضت إلى الاغتصاب منذ 12 عاماً، ولم تتمكن من تحقيق العدالة إلى اليوم: “في كل مرة أسمع فيها عن حالة اغتصاب أعود إلى ما حدث لي، وأشعر بحزن شديد؛ لأن شيئاً لم يتغير”.
بعد تعرضها إلى الاغتصاب، تواصلت منظمة “داليت ومن فايت” مع أنوشكا، وانتهى بها المطاف بالانضمام إلى المنظمة كمدافعة عن الناجيات من العنف الجنسي. وتطلب أنوشكا أن يشار إليها على أنها ناجية وليست ضحية، وتقول: “إن العار ليس لي”.
اقرأ أيضاً: صعود حركة هندوتفا يلقي بظلالٍ من الشك حول مستقبل الأقليات في الهند
ويقوم فريق من 200 متطوعة محلية من خمس ولايات هندية بالاتصال بالناجيات من العنف الجنسي وزيارتهن، وغالباً ما يصحبنهن إلى أقسام الشرطة لتقديم شكوى، وإلى المستشفيات لإجراء فحوصات طبية لاستخدامها دليلاً في المحكمة؛ لأن الشرطة كثيراً ما لا تأخذ قضاياهن على محمل الجد.
تقول الناشطة ريخا: إن أفراد الشرطة تتغير ملامحهم فور رؤيتنا ويعترضون على مرافقتنا للناجيات، ويقولون إن الناجية تستطيع تقديم الشكوى بمفردها. وعلى الرغم من أن القانون في الهند يحظر التمييز الطبقي؛ فإن قوات الشرطة تنظر إلى نساء الداليت بازدراء كما اعترف المدير العام السابق لشرطة أوتار براديش، فيكر سينغ.

ولا تقتصر معركة نساء الداليت على تغيير المواقف في المجتمع؛ بل في داخل طبقتهن أيضاً.
تقول أنوشكا: “ما زلت إلى اليوم أواجه الكثير من السلبية من والدي، والجميع يلقي باللوم والعار عليَّ، حتى جيراننا”.
وتعاني نساء الداليت التمييز حتى من رجال مجتمعهن، ولا يسمح لهن بالذهاب إلى المدارس في القرى المجاورة؛ خشية تعرضهن إلى العنف الجنسي في طريقهن. وتقول أنوشكا: “إن هذا يضيف طبقة أخرى من الاضطهاد إلى التمييز الطبقي والجنساني الذي تواجهه النساء”.

تقول موهيني بالا، الناشطة والقيادية في منظمة “داليت ومن فايت”: إنه بعد نحو 14 عاماً من العمل في هذا المجال تغيرت المفاهيم. وتقول إنها أول امرأة في قريتها تغادر القرية وتحصل على وظيفة وتدرس القانون بعد زواجها من رجل اختارته بنفسها. وتشير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة قوية في يد نساء الداليت؛ لمشاركة تجاربهن الاجتماعية. وتقول: “لقد حان الوقت للتخلص من نظام الطبقات الاجتماعية”.
♦معدة برامج في مكتب “سي إن إن” في لندن
المصدر: سي إن إن