الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
اعتراف جديد بتورط النظام الإيراني في قتل المتظاهرين

كيوبوست
منذ إخماد السلطات الإيرانية احتجاجات اندلعت في نوفمبر الماضي، على خلفية قرار رفع أسعار الوقود، تتوالى اعترافات النظام بقتل قوات الأمن للمتظاهرين؛ آخرها اعتراف المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ضمن توصيات وجَّه المرشد الإيراني علي خامنئي، بتنفيذها بأسرع ما يمكن، تتعلق بقتل المحتجين مؤخرًا.
وحسب صحيفة “الوفاق” الإيرانية، رفع أمين المجلس علي شمخاني، تقريرًا إلى المرشد الإيراني، يطلب منه فيه دراسة أسباب وجذور أحداث الاحتجاجات الأخيرة.
الصحيفة ذكرت أنه “بشأن الضحايا الذين قتلوا خلال التظاهرات الاحتجاجية بأي نحو، اقترح التقرير موضوع دفع الدية لذويهم ومواساتهم. وأما القتلى الذين قتلوا خلال الاشتباكات المسلحة مع القوات الأمنية، فتقرر بعد دراسة وضعهم وسوابق أُسرهم أن يتم فرز العوائل المعتبرة عن الشخص الذي أقدم على الممارسات الإجرامية -وفق التقرير- وأن يتم الاهتمام بهذه العوائل ومواساتها”. وكان علي شمخاني صرَّح سابقًا بأن “مجاهدي خلق” كانوا وراء هذه المظاهرات، وهم مَن هاجموا القوات.

وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية قالت، في بيان سابق: “إن من مهامها مواجهة الأشرار”، قاصدةً المتظاهرين في الاحتجاجات التي أخمدتها بحملة أمنية دموية، حسب تقارير أممية.
وبينما شنت أجهزة الأمن حملات (اعتقال) واسعة طالت آلاف الشبان والطلبة الجامعيين، أوصى المرشد الإيراني، حسب صحيفة “الوفاق”، بالتعامل مع الأشخاص (المعتقلين) المشكوكين من أية جهة أو مجموعة، وَفق الرأفة الإسلامية قدر الإمكان، بعدما تحدث سابقًا عن دور “الملكيين” و”منظمة مجاهدي خلق” في الاحتجاجات التي وصفها بـ”المؤامرة والحرب الكبرى والشغب”.
اقرأ أيضًا: مصدر لـ”كيوبوست”: إيران تستعد لجولة جديدة مع العراقيين بعد استقالة عبد المهدي
وفي اعتراف سبق ذلك، ضمن تقرير على التليفزيون الرسمي الإيراني قال: “إن مثيري شغب مسلحين بالسكاكين والأسلحة احتجزوا الناس رهائن من خلال إغلاق جميع الطرق في بعض المناطق. ولم يكن أمام قوات الأمن خيار سوى أن تواجههم بحسم، ولقي مثيرو شغب حتفهم في الاشتباكات”.
كما أقر مسؤولون أمنيون، عبر التليفزيون الإيراني، بقتل المحتجين في عدة مدن إيرانية؛ منها قدس وشهريار وملارد بمحافظة طهران، ومدينة صدار بشيراز، وفرديس في محافظة البرز، واصفين المحتجين بالمحرضين، واتهموهم بحمل الأسلحة البيضاء والنارية.

وفي السياق ذاته، اعترف في وقت سابق البرلمان الإيراني، على لسان أحد نوابه، بقتل المتظاهرين.
قال علي مطهري، نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني والنائب عن مدينة طهران: “إن قوات الأمن الإيرانية، قتلت المحتجين خلال المظاهرات الأخيرة”، معتبرًا أن الأحاديث المتداولة عن قتلهم بمثابة فضيحة (ينبغي التستر عليها)؛ بهدف حماية النظام الإيراني، وَفق ما نقلت شبكة “إيران إنترناشيونال” المعارضة.
اقرأ أيضًا: أكراد إيران المنسيون من قِبَل الجميع
الخبير في الشأن الإيراني مسعود الفاك، قال في تعليق أدلى به إلى “كيوبوست”: “بعد رفع الحظر عن خدمات الإنترنت -التي قطعتها السلطات منذ اليوم الثاني للاحتجاجات- بدأت وسائل الإعلام والمؤسسات الدولية في تلقي الأخبار والصور والفيديوهات الخاصة بالمظاهرات؛ ما اضطر النظام الإيراني إلى الاعتراف بأن شيئًا ما حدث، ولكنه اعتراف لتصغير الصورة ليس أكثر، وحتى يقول إنه كنظام (لا ينكر) الأدلة الدامغة على تورط الأمن”.

وضرب الفاك مثالًا على ذلك بالقول: “كاعتراف أحد المسؤولين الإيرانيين بأن القتلى في الاحتجاجات كانوا يستخدمون الأسلحة النارية والبيضاء، وأنهم سقطوا بعد محاولتهم الهجوم على مقرات حكومية وعسكرية، كما قال مسؤولون آخرون إن بعض القتلى هم من المارة بجانب التظاهرات؛ إذ سقطوا برصاص طائش”، متابعًا: “هؤلاء المارة اقتُرح تسميتهم بالشهداء، وَفق تقرير أوصى المرشد الإيراني بتنفيذه، يشير إلى منح حكم (الشهيد) للمواطنين العاديين الذين قتلوا خلال أحداث الشغب الأخيرة دون أن يكون لهم دور في الفوضى”.
ووصف الخبير في الشأن الإيراني كل تلك المحاولات لإسكات الداخل بـ”الفاشلة”، لافتًا إلى أن التيار الإصلاحي له دور كبير في كشف الأوراق في الوقت الراهن، وتوريط النظام؛ على أمل أن يسقط.