الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
اشتباكات بين الحلفاء: بشار الأسد وإيران وجهًا لوجه في سوريا
ثورة إيرانية داخلية على النظام السوري

كيو بوست –
تستمر الاشتباكات بين قوات النظام السوري وميليشيا عراقية مدعومة إيرانيًا، لليوم الثالث على التوالي، مخلفة -حتى الآن- 12 قتيلًا من الطرفين.
وتدور الاشتباكات إلى الشرق من مدينة دير الزور، بالقرب من الحدود بين العراق وسوريا، فيما يُتوقع أن تستمر الاشتباكات خلال الأيام القادمة.
وبحسب مصادر سكاي نيوز عربية، فإن سبب الاشتباكات هو الخلاف على إدارة المعابر، التي تجني أموالًا كبيرة، بفضل الأتاوات التي تطلبها الجهة المسيطرة على نهر الفرات من العابرين للنهر، من المدنيين.
اقرأ أيضًا: لهذه الأسباب قد تُجبر إيران على الخروج من سوريا
وليس من الغريب أن يشتبك النظام السوري مع طرف ما من أجل المال، لكن الغريب هذه المرة أن الاشتباكات جاءت ضد موالين لإيران ومدعومين منها، الأمر الذي تتشارك فيه القوات النظامية مع الميليشيا المحاربة.
وقد يشير ذلك إلى تخلي طهران عن حلفائها من النظام السوري، خصوصًا إذا تصاعدت حدة الاشتباكات بين الطرفين، خلال الأيام القليلة القادمة. كما يمكن أن تشير الاشتباكات الأخيرة إلى تناقضات حادة تعيشها إيران، بدعمها لأطراف متناقضة، بهدف توسيع السيطرة على الأراضي العربية في سوريا والعراق. لكن تصاعد الاشتباكات الأخيرة، واستمرارها لأيام، وسقوط القتلى، كلها تشير إلى تباعد في وجهات النظر بين حلفاء طهران في المنطقة.
ليست المرة الأولى
قبل أسبوعين، سادت حالة من الاستنفار العسكري والتوتر بين قوات الأسد وميليشيات إيرانية في مدينة البوكمال، بريف دير الزور الشرقي، والمناطق المحيطة. فيما أرجع مراقبون تلك التطورات إلى خلافات بين ميليشيا تابعة لنظام الأسد، ولواء فاطميون المدعوم إيرانيًا، الأمر الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين.
وأطلقت وسائل إعلام على تلك الأحداث وصف “تمرد الميليشيات الإيرانية” على قوات النظام، بما يوحي بأن التصعيد ما هو إلا ثورة داخلية إيرانية على نظام بشار الأسد، فيما أشارت مصادر إلى أن كل ذلك يعود إلى الخلاف حول تقاسم النفوذ والغنائم في المنطقة.
اقرأ أيضًا: هل يضغط بوتين تجاه انسحاب إيران وحزب الله من سوريا؟
وقبل ذلك بأسبوع، اشتبكت قوات الأسد مع ميليشيات لواء القدس الإيرانية في بلدة بقرص، بالريف الشرقي لدير الزور، حول الأسباب ذاتها. وذكرت مصادر إعلامية أن الخلاف تركز في هذه المرة حول فتح المعابر المائية.
الاشتباكات مع لواء القدس أسفرت عن سقوط 5 قتلى من الطرفين. وأوضحت شبكة فرات برس حينها أن ذلك الاشتباك جاء بعد محاولة قوات تابعة للأسد السيطرة على أجزاء تتبع -حسب التقسيم- لميليشيات إيرانية، الأمر الذي رفضه الإيرانيون، قبل أن يسقط أحد ضباطهم قتيلًا.
وذكر أحد صحفيي الشبكة أن الأحداث انتقلت إلى البوكمال، بعد أن وصلت تعزيزات من الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني من مدينتي الميادين والقائم، وقامت باستعراض عسكري في البوكمال، ثم قامت ميليشيات إيرانية بهجوم على مقرات تابعة للنظام، مخلفة 25 قتيلًا. ورد النظام بإطلاق قذائف الهاون تجاه مقر تلك الميليشيات في المنطقة.
وتصر قيادات الحرس الثوري الإيراني على خروج النظام من المدينة بشكل كامل، الأمر الذي يرفضه الأسد. وهكذا، يتوقع أن تستمر الاشتباكات، لتتصاعد الأزمة بين حلفاء الأمس.
ويتواجد في البوكمال قوات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله، فيما يشير مراقبون إلى أن وفودًا من الطرفين تصل إلى المدينة باستمرار، بهدف تعزيز النفوذ على المنطقة، عبر فتح مكاتب ومقرات لها.