شؤون عربية

اسم وهمي على فيسبوك.. أسرار اغتيال العالم السوري عزيز إسبر

كان يحمل اسم نادر كوسا على فيسبوك

كيو بوست – 

لا يزال الغموض يكتنف مقتل العالم السوري الذي يعمل لصالح النظام عزيز إسبر، بتفجير عبوة ناسفة في مركبة كان يقودها. رغم هذا الغموض، إلا أن الترجيحات تشير إلى جهات محددة بالمسؤولية عن عملية الاغتيال.

اقرأ أيضًا: فضيحة صارخة: كيف سلّحت إسرائيل عصابات المخدرات حول العالم؟

 

من هو عزيز إسبر؟

قبل اغتياله، كان إسبر يقف على رأس مركز البحوث العلمية السوري، الذي يقف خلف الصناعات الدفاعية والصاروخية للنظام السوري.

وقد قاد إسبر العمل في مجال تطوير الأنشطة الدفاعية، والأسلحة الصاروخية، وهو عالم في مجال وقود الصواريخ، ويحمل كفاءة علمية وخبرة عاليين في مجال تطوير الأسلحة الصاروخية، كما أنه من المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد ومن حزب الله اللبناني والقيادة الإيرانية.

وإسبر من أكثر الوجوه التي كانت تحظى بثقة ودعم حزب الله، ووفق قناة العالم الإيرانية فإنه أشرف بشكل شخصي على تجهيز العديد من مخازن السلاح التابعة للحزب.

وعاش إسبر حياة محاطة بالسرية، وقد أشرف بشكل مباشر منذ بدء الثورة السورية على تطوير أسلحة النظام لسحق المعارضة.

 

من يقف خلف الاغتيال؟

بقاء ظروف الاغتيال غامضة يرجح وقوف الموساد الإسرائيلي وراء العملية، فمعظم عمليات الاغتيال التي نفذها الأخير طويت في مهدها ولم تعرف ظروفها.

عامل آخر يرجح دور الموساد، يتمثل في أن مركز البحوث السوري كان هدفًا رئيسًا لغالب الغارات التي نفذتها إسرائيل في سوريا خلال السنوات الأخيرة. كما أن عقيدة السياسة الاستخبارية الإسرائيلية دائمًا ما لاحقت العلماء والأشخاص الذين قد يكون لهم دور في تطوير السلاح.

اقرأ أيضًا: تعرف على قصة المغربي الذي فضح أسرار إسرائيل – ما علاقة الموساد بالأمر؟

وتشير التقارير إلى أن الاغتيال تم بوضع عبوة ناسفة تحت وسادة المقعد الأمامي للمركبة، وعند تفجيرها قضى إسبر وسائقه على الفور، على طريق مدينة مصياف في ريف حماة، حيث يتواجد أحد أفرع مركز البحوث الذي يعتقد أنه مركز لصناعة الأسلحة الكيماوية.

وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول استخبارات رفيع بالشرق الأوسط قوله إن “الموساد” هو من اغتال العالم السوري.

ووفقًا للمصدر ذاته، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن هذه الواقعة هي رابع عملية تغتال فيها إسرائيل علماء ومهندسين على أراضي أجنبية خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن المسؤول الذي تحدث إليها عن “العملية السرية” يعمل لصالح وكالة مخابرات تم إبلاغها بعمليات الاغتيال على الأراضي السورية. وتمت العملية عبر عملاء للموساد في سوريا.

وأوضح المصدر ذاته أن إسرائيل تعتقد أن الدكتور إسبر قد تولى إدارة وحدة سرية تسمى “القطاع 4” في مركز الدراسات والأبحاث العلمية في سوريا. وحسب قول المصدر، فقد كان الدكتور إسبر يملك “تذكرة دخول حر” إلى قصر الأسد الرئاسي في دمشق، وكان يلتقي مع قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني.

ورغم هذه التصريحات، إلا أن احتمالات أخرى قد تقود للمنفذ الحقيقي، إذ أعلنت جماعة سورية معارضة تابعة لما يسمى بـ”هيئة تحرير الشام”، موصومة بالارتباط بـ”جبهة النصرة” و”القاعدة”، مسؤوليتها عن الاغتيال.

وأصدرت ما تسمى بـ”كتيبة أبو عمار” بيانًا على تلغرام، قالت فيه إنها زرعت العبوات الناسفة التي قتلت إسبر. 

اقرأ أيضًا: هل نجحت قوة إسرائيل الناعمة في تحسين صورتها دوليًا؟

يبقى هذا الاحتمال قائمًا ولو أنه مستبعد، نظرًا لضعف القوة الاستخبارية في مجابهة نظام قائم أساسًا على الاستخبارات.

والغريب أنه لم يصدر أي تعقيب رسمي من الجهات التي كان يعمل لصالحها القتيل، لا من حزب الله ولا النظام السوري.

 

حساب وهمي على فيسبوك

بعيدًا عن ظروف الاغتيال، وتأكيدًا للسرية التامة التي كان يعيشها إسبر، تبين أنه كان ناشطًا على فيسبوك، بحساب وهمي يحمل اسم “نادر كوسا”.

كشف عن ذلك، النائبٌ في برلمان النظام السوري، نبيل صالح، في منشور له على صفحته الفيسبوكية الرسمية، الإثنين، بقوله إن “نادر كوسا” هو حساب الدكتور القتيل، معيدًا نشر منشور له كتبه عام 2016، كان قد ذكره فيه بالاسم. في حين أن عددًا من أنصار النظام، تداول منذ الأحد، اسم نادر كوسا على أنه للدكتور القتيل.

وكان آخر نشاط للقتيل، بوضع أيقونة مبتسمة، تعليقًا منه على أحد الردود، وكان ذلك قبل وقت قصير جدًا من اغتياله.

 

موالاة شديدة لإيران

كما يظهر من منشورات إسبر في حسابه الوهمي على فيسبوك، فقد كان موال بشدة لإيران.

وكان يستخدم مصطلح “الخليج الفارسي” عوضًا من الخليج العربي. وقال في آخر منشور له يتعلق بقاسم سليماني، وذلك بتاريخ 27 من الشهر الماضي: “لا خوف على الشرق بوجود قادة من أمثالك أيها المقاتل الجسور والوفي”، مرفقًا بهاشتاغ خليج فارس.

كما أنه وصف سليماني بـ”قاهر” العرب من “المحيط إلى الخليج”.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة