الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

استقالة سلامة.. إقرارٌ بالإخفاق أم بدايةٌ جديدة؟

كيوبوست

طرحت الاستقالة المعلنة لأسباب صحية من مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، تساؤلات عديدة عن توقيتها وما إذا كانت إقرارًا بالإخفاق للرجل الذي قضى في مهمته نحو عامَين، أم بداية لمرحلة جديدة في ظل فشل جهود الأمم المتحدة لإقرار السلام في البلد الذي مزَّقه الإرهاب وتحوَّل إلى ساحة صراع دولي بين القوى الكبرى، وسط محاولات للسيطرة على ثرواته من قِبَل تيارات الإسلام السياسي.

اقرأ أيضًا: لماذا يُعد التدخل في ليبيا جزءًا من استراتيجية أنقرة في الشرق الأوسط؟

نهاية متوقعة

النائب الليبي علي التكالي

عضو مجلس النواب الليبي علي التكالي، يقول في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن الاستقالة من دون الوصول إلى نتائج حقيقية أمر طبيعي ومتوقع من البداية؛ لأن المبعوث الأممي لم ينظر إلى الأغلبية الرافضة للإسلاميين وحكمهم من البداية، وأصر على فرضهم كطرف في أي حديث؛ مما ساعد على تأزيم الموقف وتجاهل إرادة الشعب الليبي، سواء في التواصل مع ممثليه المنتخبين بمجلس النواب، أو التواصل مع الإسلاميين الذين ارتبط بصداقة مع بعضهم وحاول إشراكهم في الحكم بالمستقبل عبر إمساك العصا من المنتصف في أوقات كثيرة”.

وأضاف التكالي أن سلامة لم يستطع تقديم رؤية تعبِّر عن الوضع في ليبيا وتناسبه، ولكنه جاء راغبًا في فرض رؤية خاصة لا يمكن تطبيقها؛ فالأمم المتحدة تتعامل مع الوضع في ليبيا بمنطق نظري من دون أن تعرف طبيعة الإرادة الليبية، ومن ثَمَّ كان واضحًا وجود رفض حتى للحوارات التي دعا إليها سلامة، وسجلت إخفاقات واضحة؛ لدرجة جعلته يُدير الحوار بمَن حضر وليس بمَن يتحمَّل المسؤولية ومَن يريده الشعب الليبي.

اقرأ أيضًا: التهديد العثماني الجديد في “المتوسط” وشهية السلطان أردوغان للنفوذ

ادعاءات غير صحيحة

وأكد التكالي أن مجلس النواب الليبي سيقوم بإرسال رسالة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، ينتقد فيها ما ردده سلامة من ادعاءات عن المجلس، داعيًا إلى إجراء استفتاء شعبي في ليبيا عما إذا كان الشعب يريد الإسلاميين في الحكم كما زعم المبعوث الأممي المستقيل في أحاديثه خلال السنوات الماضية أم لا، مشيرًا إلى أن عدم ترك المجال للجيش لحسم المعركة على أرض الواقع تسبب في إطالة أمد الأزمة ووفَّر فرصةً للإسلاميين للحصول على سلاح ومقاتلين من الخارج.

اقرأ أيضًا: أردوغان يحاول توسيع نفوذه في ليبيا بالتنقيب في مياه الصومال

إطالة غير مبررة

علي السعيدي

واتفق معه في الرأي النائب في البرلمان الليبي علي السعيدي، الذي أكد أن خريطة مباحثات الأمم المتحدة بشأن ليبيا تتسبب في إطالة أكد الأزمة وليس حلها، وعلى مدى عامَين تقريبًا لم يقدِّم سلامة أية رؤية للحل السياسي؛ بل اعتمد على إطالة الأزمة والتفاوض، والتغيُّر الوحيد الذي حدث هو التفاف الشعب الليبي حول المؤسسة العسكرية.

وأكد السعيدي، في تعليقه لـ”كيوبوست”، أن “المبعوث الأممي المستقيل يتحمل جزءًا كبيرًا مما وصلت إليه الأوضاع الآن؛ بسبب تمديده شرعية حكومة السراج ودعمها دوليًّا بالمخالفة لإرادة الشعب الليبي وبالمخالفة لاتفاق الصخيرات”، مشيرًا إلى أن سلامة كان يدرك أن عائدات النفط تذهب في شراء السلاح، ولم يعترض.

اقرأ أيضًا: إدانة أممية لخرق تركيا قرارات الأمم المتحدة بشأن ليبيا

ولفت النائب في البرلمان الليبي إلى أن الأزمة في ليبيا أمنية في المقام الأول ومرتبطة بمواجهة الإرهاب والتصدي له، وليست أزمة سياسية، ومن ثَمَّ يجب أن تكون هناك نظرة مختلفة من الأمم المتحدة مع الحرب التي يخوضها الجيش الليبي في مواجهة عناصر إرهابية جاءت إلى ليبيا من مختلف الأنحاء، مشددًا على أن سلامة لم يكن يملك شيئًا ليفعله لصالح الليبيين، ومن ثَمَّ جاءت استقالته متوقعة دون إحراز أي تقدُّم.

تصورات خارجية

المحلل السياسي الليبي عبد الحكيم فنوش

الدكتور عبدالحكيم فنوش، المحلل السياسي الليبي، أكد في تعليق لـ”كيوبوست”، أن “مشكلة التعامل الأممي مع الأزمة الليبية مرتبط بمحاولة فرض أطراف خارجية تصورًا محددًا لمعالجة الأزمة وليس البحث عن حل من الداخل؛ وهو الأمر الذي كان يجب العمل عليه من البداية”، مشيرًا إلى أن استقالة سلامة تعني فشل مشروع الأمم المتحدة ورؤيتها للعمل في ليبيا؛ الأمر الذي سيعني تخليها عن إدارة الملف لفترة.

وأضاف فنوش أن سلامة وصل إلى طريق مسدود دفعه إلى الاستقالة؛ خصوصًا بعدما فشلت محادثات جنيف الأخيرة، فمحاولاته للحل ارتكزت دائمًا على فرض تيار الإسلام السياسي كشريك في السلطة؛ بما يخالف الإرادة الشعبية الليبية، ومن ثَمَّ ستكون الأمم المتحدة مطالبةً بإعادة النظر في الملف؛ لكن بعد فترة ستكون للوضع العسكري فيها الكلمة العليا.

وختم المحلل السياسي الليبي قائلًا: “الأوضاع في ليبيا تتجه نحو واقع جديد سيُفرض على أرض الواقع عبر القوة العسكرية، وعلى أساسه تُجرى إعادة التفاوض بناءً على المتغيرات الجديدة”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة