الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة

استغلال أشبه بالعبودية!

كوريا الشمالية تنتقد صناعة موسيقى "كي بوب"

كيوبوست- ترجمات

جوشوا بيرلينغر- يون جون سيو

تعتبر موسيقى “كي بوب” واحدة من أكثر الصادرات الثقافية شعبية في كوريا الجنوبية، وهي تنتشر بشكل كبير في مختلف أنحاء العالم؛ ولكن على ما يبدو ليس الجميع معجبين بها؛ ففي عطلة نهاية الأسبوع الماضي، نشر أحد مواقع الدعاية الكورية الشمالية الرسمية مقالاً يتهم فيه شركات تسجيل موسيقى “كي بوب” بالتورط في استغلال أشبه بالعبودية للفرق الناجحة؛ مثل فرقة “بي تي إس” وفرقة “بلاك بينك”. وزعم المقال الذي نشره موقع “آريرانغ مياري”، أن الفنانين الكبار في هذا النوع من الموسيقى “ملزمون بعقودٍ مجحفة إلى حد ل يصدق منذ سن مبكرة”، وزعم أنهم يحتجزون أثناء تدريبهم، ويعاملون كعبيد بعد أن سلب كبار الأشرار الفاسدين في صناعة الفن منهم أجسادهم وعقولهم وأرواحهم.

من المعروف أن صناعة موسيقى “كي بوب” مرهقة وصعبة للغاية؛ ولكن المقال الكوري الشمالي لم يتضمن أي دليل على ما جاء فيه، بل كان مجرد مجموعة من الفقرات المطولة استشهدت بتقارير من مصادر إعلامية أخرى. ومن المعروف أن كوريا الشمالية لطالما اتُّهمت بارتكابها انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان؛ منها إجبار السجناء السياسيين على العمل القسري في ظروفٍ تشبه العبودية، وفقاً لتقرير للأمم المتحدة صدر عام 2014.

اقرأ أيضاً: ترامب وكيم.. أزرار النووي على طاولة واحدة هذه المرة!

ومن المرجح أن هذا المقال هو جزء من حملة دعائية تنظمها كوريا الشمالية ضد وسائل الإعلام الأجنبية. وعلى الرغم من أجهزة الرقابة الصارمة في بيونغ يانغ التي تقيد بشدة الأفلام والموسيقى ومحطات التلفزة والصحف والكتب التي تصل إلى البلاد؛ فإن التكنولوجيا الرقمية قد سهلت من عملية تهريب المحتوى من الخارج، خصوصاً مع انتشار وحدات التخزين USB””.

كيم يونغ أون رئيس كوريا الشمالية وسط عدد من جنرالاته- أرشيف

يقول المنشقون: إن المواطنين العاديين الذين يضبطون وهم يستهلكون محتوى أجنبياً؛ خصوصاً إذا كان من كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة الأمريكية، يتعرضون إلى عقوباتٍ شديدة. تاريخياً، لم تردع قوانين كهذه المواطنين، ولكن هذا الأمر قد يتغير قريباً. فبعد سنوات من الأداء الاقتصادي الضعيف، يبدو أن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، يضاعف جهود التخطيط المركزي كوسيلة لتحفيز النمو في ما وصفه في اجتماعٍ سياسي مهم عقده في وقت سابق من هذا العام بأنه أولويته الأولى على المدى البعيد. ويعتقد بعض الخبراء أن هذا التركيز المتجدد على سيطرة الحكومة سوف يطول أيضاً قطاع الإعلام واستهلاك المحتوى الإبداعي الأجنبي.

اقرأ أيضاً: كيم أون يخشى “مصير صدام”: ما أسباب تخليه عن النووي؟

 على الرغم من أن نظام كيم لطالما اتخذ إجراءاتٍ صارمة بحق من يشاهد أو يقرأ مواد أجنبية؛ فإنه قد أقرت الهيئة التشريعية في كوريا الشمالية قانوناً جديداً في ديسمبر الماضي يطالب المواطنين والمنظمات بمنع “انتشار الأيديولوجية المعادية للاشتراكية”، ومن الناحية العملية عادة ما يشمل ذلك أي محتوى لم توافق عليه الرقابة الحكومية. كما اقترح كيم، في فبراير، فرض ضوابط أكبر على المحتوى المجتمعي، ودعا إلى مزيدٍ من “النضال المكثف ضد أعداء الاشتراكية والممارسات غير الاشتراكية أكثر من أي وقتٍ مضى”.

كوريا الجنوبية تزيل مكبرات الصوت العملاقة عبر الحدود- “شيكاغو تريبيون”

الاختلافات الموسيقية في شبه الجزيرة الكورية

على الرغم من قرون من الثقافة المشتركة؛ فإن الموسيقى تطورت في كل من كوريا الشمالية الشيوعية وكوريا الجنوبية الرأسمالية بشكلٍ مختلف تماماً منذ تقسيم شبه الجزيرة إلى كيانَين سياسيَّين بعد الحرب العالمية الثانية. أصبحت موسيقى “كي بوب” صناعة تقدر بمليارات الدولارات، وانتشرت في مختلف أنحاء العالم؛ حتى إن كوريا الجنوبية كانت تبث هذه الموسيقى عبر الحدود من خلال مكبرات الصوت العملاقة كجزءٍ من حملتها الدعائية في السنوات الماضية، عندما كانت العلاقات بين الكوريتَين في حالة من الجمود. وعلى الجانب الآخر، تشكل الموسيقى في كوريا الشمالية جزءاً مهماً من الحياة اليومية، وتستخدم كوسيلة دعائية تمجد عائلة كيم الحاكمة ونضالها ضد العدو الإمبريالي.

اقرأ أيضاً: هل يتسبب كيم جونغ أون في وفاة 60 ألف طفل كوري شمالي؟

إن احتكار سلطات كوريا الشمالية التعبير الإبداعي يجعل أغاني الدولة -وبالتالي محتواها الذي تمت الموافقة عليه- تنتشر بشكلٍ فريد جداً. قال كيث هوارد، الخبير في موسيقى الشعوب والموسيقي الكوري الشمالي، في مقابلةٍ أجراها العام الماضي: “لا يوجد أي دليل على أن الناس يؤلفون موسيقاهم الخاصة خارج ما هو مسموح به مركزياً؛ فشركة التسجيلات الوحيدة مملوكة للدولة، ولا تُقام أي عروض خارج ما هو مصرح به”.

المصدر: سي إن إن

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة