شؤون خليجية

استطلاع: ما موقف الشعب القطري من إيران، الإخوان وتركيا؟

على خلاف مواقف حكومتهم، تعارض نسبة ساحقة من القطريين سياسات إيران والقوى التابعة لها في المنطقة، وفق استطلاع جديد شمل عينة من ألف مواطن في قطر.

وعلى الرغم مما تروج له الحكومة القطرية من أنها في حالة توافق مع شعبها، يبدو الواقع على الأرض مختلف تماماً.

ويضم الاستطلاع الذي أجري بطريقة عشوائية من قبل شركة رائدة متخصصة في أبحاث الأسواق العربية في آب/أغسطس 2017، ونشرت نتائجه في سياق دراسة للباحث البريطاني ديفيد بولوك، تركيبة ديمغرافية تمثّل إجمالي السكان الأصليين في قطر: 60% منهم تحت سن الخامسة والثلاثين؛ ويعيش نصفهم في العاصمة الدوحة، وربع في الريان المجاورة، في حين أن الربع المتبقي يتوزع في أنحاء مختلفة من البلاد، وذلك من ضمن 300 الف شخص هم السكان القطريين في دول قطر.

وما يمثّل مفاجأةً بالنسبة للباحث هو أولاً، في ما يخص إيران، “إذ يعارض القطريون بشدة – بهامش بلغ 79 في المائة مقابل 16 في المائة – سياساتها الإقليمية الحالية، وبنسبة أكبر من المعارضة تجاه القوى التابعة لطهران، فقد حصل كل من «حزب الله» والحوثيين في اليمن على تقييمات سلبية من 90 في المائة من الشريحة السكانية البالغة في قطر”.

وفي المقابل حسب نتائج الاستطلاع تحظى تركيا اليوم بشعبية كبيرة في قطر: حيث يرحب 81 في المائة من المستطلعين بسياسة تركيا الحالية في الشرق الأوسط، وتعتبر نسبة 90 في المائة أن العلاقات الطيبة مع تركيا قيّمة بالنسبة إلى قطر.

وكما تظهر النتائج أمراً آخر غير متوقع لما سوقته قطر عن وقوف شعبها بجانبها في صف واحد، إذ يسود موقف سلبي إلى حدّ كبير بين القطريين تجاه عنصر أساسي آخر موضع خلاف في الأزمة الخليجية، وهو: «الإخوان المسلمين». فعلى الرغم من استمرار الحكومة القطرية بدعم هذه الجماعة، إلّا أن الشعب القطري لا يوافق على هذه الخطوة بنسبة تفوق ال50%، وفق نتائج الاستطلاع.

ويعلق الكاتب بولوك بالقول: يقيناً، إنّ قطر ليست دولة ديمقراطية، لذلك فإن لغالبية الرأي العام هناك، تأثير غير مباشر على السياسة العامة. ولكن يتعيّن حتى على هذه الملكية المطلقة أن تولي بعض الاهتمام للمواقف الشعبية. وخلال توقف كاتب هذه السطور في الدوحة الأسبوع الماضي، شاهد جميع الملصقات البطولية للأمير تميم بن حمد آل ثاني المزينة بشعار “اللهم اجعل شعبنا يحبنا كما نحبه”!.

“لكي يحافظ أمير قطر على شعبيته يجب أن يبحث عن حل وسط للأزمة الخليجية ويبتعد أكثر عن إيران والأخوان المسلمين”، هذه هي النتيجة التي خلص لها الاستطلاع.

الباحث ديفيد بولوك الذي أعد الدراسة ضمن سلسلة استطلاعات ينفذها في الخليج، عمل مديراً ل”منتدى فكرة” في معهد واشنطن. وفي الثمانينيات والتسعينيات، كان المستفتي الرئيسي للحكومة الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط، ومنذ ذلك الحين واصل الإشراف على استطلاعات مستقلة واسعة النطاق في المنطقة، بحسب تعريف موقع معهد واشنطن للدراسات الذي نشر المقالة.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة