الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
“اخترت أن أكون حرة”: كتاب يفضح عالم السلفية واعتداءات طارق رمضان الجنسية
ما الذي يدفع فتاة سلفية إلى التحول إلى ناشطة نسوية؟

كيو بوست –
في كتابها “اخترت أن أكون حرة”، تفضح هندا العياري، السلفية السابقة، الناشطة النسوية، العوالم السلفية وطرق استغلالها للنساء، عبر تحويلهن إلى جواري، كما تفضح المفكر الإخواني طارق رمضان، الذي تتهمه بأنه اغتصبها أكثر من مرة، تحت ستار الدين.
اختارت الفرنسية ذات الأصول العربية أن تكون حرة، وأن تكشف للعالم أجمع، كيف يتصرف المتطرفون، حين ينفذون أجنداتهم، رغم التهديدات التي تعرضت لها، بعد أن أعلنت أن رمضان اغتصبها. وشن محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين حربًا طاحنة ضدها، وصلت إلى التشهير بها وقدحها وذمها عبر وسائل الإعلام، واتهامها بأنها مرتدة وكافرة، في حين أصرت هي على الاستمرار في دربها إلى الحرية.
تتحدث العياري في كتابها عن سنوات طويلة من انضمامها إلى التيارات السلفية، موضحة أن بدايتها مع تلك التيارات المتطرفة كانت عبر نساء أقنعنها بأن الدين يفرض عليها تغطية كامل جسدها، بما في ذلك وجهها، دون أن تسمح لأحد بأن يراها أو يسمع صوتها.
تكشف العياري أن نساءً سلفيات غسلن دماغها بالأفكار الأصولية، حتى باتت مقتنعة بأن الإسلام يطلب منها أن تكون ضحية مغلوب على أمرها، حتى وجدت نفسها أمام زوج قاسٍ يطلب منها أن تكون مطيعة عمياء له، يقتصر دورها على تحقيق رغباته.
وجدت السلفية الجديدة نفسها في سوق نخاسة النساء في فرنسا، إذ نشرت إحدى السلفيات رقم هاتفها بين المجموعات المتطرفة في فرنسا، من أجل العثور لها على زوج “صالح”. وسرعان ما تزوجها رجل سلفي فرض عليها الطاعة العمياء لأوامره، لأن ذلك من “طاعة الله”، فألقت بحياتها القديمة كاملة، وتخلصت من نشاطاتها غير الدينية كافة، بما في ذلك التخلص من حياتها الرياضية السابقة، والتخلص من ملابسها “غير الفضفاضة” لأن الدين يفرض عليها أن أن تتقيد بكل ما هو “حلال”، وأن تتخلص من كل ما هو “حرام”.
وكان الزوج، بحسب ما توضح في الكتاب، يشبعها ضربًا لأتفه الأسباب، فقد وجدها ذات مرة تلتقط صورًا فوتوغرافية لأطفالها، لأن ذلك “محرم في الإسلام” من وجهة نظره. وقد كان كل من السينما والهاتف والتلفاز محرمًا طوال عشرين عامًا عاشتها مع هذا الرجل، قبل أن تستيقظ وتخلع حجابها وتطلب الطلاق. تقول العياري إنها أصبحت الآن حرة، لكنها في الوقت ذاته لم تتخلَ عن مبادئ الإسلام الروحانية، إنما تخلت عن كل ما يدفع إلى تكوين عناصر السلفية.
تقول هندا: “كان يقول زوجي إن المسلمة الحقيقية لا يجوز لها أن تصلي في المسجد، لأنه فيه رجال، ويتوجب على المرأة أن تمنعهم من التفكير في أشياء قبيحة غير الصلاة”. وتوضح ذلك قائلة: “أخبرني زوجي أن الرجال غير قادرين على التحكم بدوافعهم الجنسية، وبأهوائهم ورغباتهم، وعلى المرأة –مصدر الإغواء لهم- أن تسهل لهم حياتهم والتزامهم الديني”.
تقول: “كانت حياتي مع السلفيين حياة بين الموتى، فقد ساهمت السلفية في تخديري، حتى أفرجت عن نفسي من السجن الذهني”.
وتحدثت العياري في كتابها أيضًا عن “الزبير”، المثقف الإسلامي الذي اعتدى عليها جنسيًا ورفضت أن تذكر اسمه الحقيقي. ورغم أن الكتاب لا يظهر أن الزبير هو اسم مستعار اختارته هندا لطارق رمضان، إلا أن ما كشفته لاحقًا أظهر أنه هو المقصود حقًا، وأنها تجنبت ذكر اسمه بسبب التهديدات بالقتل التي تعرضت لها خلال فترة طويلة من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، والمحسوبين على تيارات رمضان الفكرية المتطرفة.
وتروي هندا أنها التقت بـ”الزبير” على هامش أحد المؤتمرات الإسلامية، في باريس عام 2012، ثم دعاها إلى غرفته في الفندق، وهناك قام بمعانقتها وتقبيلها، وعندما حاولت التصدي له قام بصفعها بعنف.
وبحسب ما تروي العياري كانت الهجمات الإرهابية الدامية التي وقعت في فرنسا عام 2015، الحدث الأبرز في حياتها، الذي دفعها إلى تغيير حياتها إلى الأبد، فقد كانت أول ردة فعل لها الخروج من الحركة السلفية، والتمرد على أفكارهم، قبل أن تعلن تحررها بالكامل، وتكتب قصتها في كتاب يحمل عنوان “اخترت أن أكون حرة”.