
كيو بوست –
لا يخفى على أحد أن انتشار الأفلام الإباحية بات هائلًا، خصوصًا في العشر سنوات الأخيرة مع انتشار الهواتف الذكية والأجهزة التكنولوجية، والإنترنت فائق السرعة. فهذه الصناعة -التي يفوق دخلها 100 مليار دولار سنويًا بحسب بعض التقديرات- يجري عادة مناقشتها في السياق الأخلاقي غير آبهين بالجانب الأمني وما ينتج عنه من اختراق لخصوصية المتصفح لهذه المواقع، خصوصًا على الأجهزة الذكية.
فنحو ربع الأعطال التي تصيب هاتفك النقال سببها ناتج عن زيارة هذه المواقع، بالإضافة إلى أن خطر تحميل البرامج الضارة عن غير قصد على الأجهزة الذكية يزيد بنسبة ثلاثة أضعاف. ويعود السبب في ذلك بحسب دراسة أجراها الخبير الأمني الإستراتيجي في شركة “بلو كوت” لأمن الويب هيو تومسون، إلى أن الهواتف الذكية يصعب عليها التمييز بين المواقع الخبيثة والمواقع العادية، لما تستخدمه هذه الهواتف من الروابط القصيرة التي يصعب عليها مهمة كشف المواقع الخبيثة من غيرها، مما يجعل مشاهدة الأفلام الإباحية على الهواتف الذكية أخطر بكثير من مشاهدتها على جهاز الكمبيوتر.
ووفقًا لصحيفة “مترو” البريطانية، فالمئات من تطبيقات الأفلام الإباحية على الهواتف الذكية من نوع “الأندرويد” تتسبب في إقفال شاشة الهاتف مما يصعب من فتحها لاحقًا. وبالتالي يمكن لهذه التطبيقات سرقة البيانات أو حتى المال من أصحابها. وبحسب الباحث الأمني أليكس ديبروفسكي، جرى اكتشاف حوالي مئة تطبيق إباحي من هذا النوع تحتوي على برمجيات ضارة.
وتعدى الأمر سرقة البيانات أو حتى المال، ليصل إلى نشر معلوماتك إلى محيطك. فوفقًا لبحث أجرته شركة “وانديرا”، فإن ما يقرب من ربع البرامج الضارة على الأجهزة المحمولة يأتي من المواقع الإباحية. بعبارة أخرى، فإن مشاهدة الأفلام الإباحية على هاتفك الذكي أخطر بكثير من مشاهدتها على الكمبيوتر، لأن أنظمة تشغيل الهواتف الذكية ليست آمنة، وهناك عدد من نقاط الضعف في أنظمتها، مما يجعلها عرضة للاستغلال من قبل “الهاكرز”.
وهكذا فإن 40 موقعًا من أصل 50 من أكثر المواقع الإباحية شهرة، تعرضت لتسريبات بيانات هائلة لمتصفحيها، بحسب ما أورده البحث. فعلى سبيل المثال في عام 2016، تم الكشف عن بيانات 800.000 متصفح لموقع إباحي واحد، ليتبعه اختراق بيانات 400 مليون متصفح لموقع آخر.
وفي السياق ذاته، جرى إصابة ما لا يقل عن 1.2 مليون جهاز، يعمل بنظام تشغيل “أندرويد”، عام 2017، ببرامج خبيثة مخفية داخل المواقع الإباحية.
ويعني هذا أن ربع الأجهزة التي تعمل بنظام الأندرويد جرى مهاجمتها من قبل البرامج الضارة في العام الماضي، وعادة ما يستخدم “الهاكرز” الوسائط المتعددة كفخ للإيقاع بمتصفحي هذه المواقع. ففي عام 2017 قام مجموعة من الهاكرز بصنع تطبيق إباحي وهمي، لمهاجمة مليون هاتف “أندرويد” وسرقة حوالي 892.000$. في حين أقدمت عصابة أخرى من الهاكرز على صنع شبكة تحتوي على 90 ألف حساب وهمي، أو ما يعرف “بالروبوت”، لإرسال رسائل بريدية مزعجة من خلال موقع “تويتر”، تؤدي إلى موقع ويب مخادع، وذلك وفق دراسة معمقة على أجهزة “الأندرويد”، قامت بها شركة أمن الكمبيوتر الروسية “كاسبرسكي”.
وتكمن خطورة هذه المواقع بحسب الدراسة، في تمكنها من تغيير كلمات المرور الخاصة بالأجهزة الذكية، وفي بعض الأحيان تقوم الفيروسات التي جرى إنزالها على الجهاز بتعديل رمز التعريف الشخصي “PIN”. وحتى لو تمكن الشخص من القضاء على هذه الفيروسات إلا أن جهازه سيبقى مغلقًا.
كيف تتجنب هذه المواقع؟
فكر مرتين قبل أن تضغط على أي موقع غير موثوق أو حتى تحميل أي ملفات مشبوهة، ولا تثق في كل ما يعرض على الشاشة؛ فأغلبها مواقع ضارة تهدف إلى سرقة بيانات والإضرار بمعلوماتك. وفي حال دخلت إلى أي موقع، تحقق من الروابط، عبر النظر إلى شريط عناوين المتصفح.
واستخدم مضاد الفيروسات لتوفير أفضل الحلول الأمنية وحماية جهازك من الإصابة بالفيروسات الخبيثة.