
كيو بوست –
مخاطر جمة يتركها الجلوس الطويل على صحة الإنسان، لا تقتصر على البنية الجسدية فقط، بل يتعدى ذلك إلى الإصابة بأمراض دماغية خطيرة، بما فيها خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
هذا ما كشفته دراسة حديثة نشرت نتائجها في مجلة “بولس ون” العلمية، جاء فيها أن الأشخاص الذين يجلسون طويلًا تكون لديهم المادة الرمادية في الفص الصدغي المتوسط، أقل كثافة مقارنة بنظرائهم كثيري الحركة. وبحسب الباحثين فإن الحياة الرتيبة والمستقرة تؤثر على الصحة العقلية للإنسان؛ فالأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة يمتلكون هياكل دماغية رفيعة أو رقيقة.
وقدمت نتائج الدراسة، بعد تحليل بيانات 35 شخصًا، تتراوح أعمارهم ما بين 45 و65 عامًا، بحسب عدد الساعات التي يقضونها جالسين يوميًا، على مدار الأسبوع.
أمراض القلب
ولا تقتصر مخاطر الجلوس على الصحة العقلية فقط، ففي دراسة نشرت نتائجها عام 2016، تبين أن كل ساعة يمضيها الفرد جالسًا تؤدي إلى زيادة بنسبة 12% في تكوين الكالسيوم بالشرايين التاجية، وهذا ما يعني إحدى العلامات المبكرة لمرض القلب التاجي.
وحلل الباحثون في مركز ساوثوسترن الطبي التابع لجامعة تكساس الأمريكية بيانات أكثر من ألف متطوع في الدراسة، يبلغ متوسط أعمارهم 50 عامًا، عن طريق قياس النشاط البدني، باستخدام أجهزة تتبع للحركة وفحص مستويات الكالسيوم في الشرايين التاجية. وأمضى المتطوعون ما بين ساعة إلى 11 ساعة في اليوم جالسين، دون ممارسة أي نشاط بدني على الإطلاق، فتبين أن نحو ربع المشاركين كانت لديهم كميات من الكالسيوم يمكن رصدها في الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ولا يتوقف الأمر على ذلك، فتجمع الأحماض الدهنية وارتفاع ضغط الدم يؤديان إلى الإصابة بأمراض القلب أيضًا.
مرض السكري
وفي دراسة سابقة أجراها فريق باحثين من المعهد الألماني للتأهيل الرياضي في جامعة كولونيا، تبين أن من يجلسون لفترات طويلة ترتفع نسبة السكر في الدم لديهم، قد تصل إلى مستوى مرض السكري. وجاء، بحسب الدراسة، أن الجسم يبقى في حالة توتر، ونتيجة لذلك، فإن الطعام لا يهضم جيدًا. كما أن الجلوس لفترات طويلة يؤدي إلى عدم استجابة العضلات لمادة الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.
آلام العنق والظهر والمفاصل
وصولًا إلى الآلام الجسدية، الجلوس المطول يؤدي إلى حدوث اختلالات دائمة في الفقرة العنقية بالرقبة، خصوصًا التسبب في آلام للعضلات الرابطة بين الرقبة والكتفين، وصولًا إلى العمود الفقري. ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تعرض العمود الفقري للتلف بسبب قلة الحركة، نتيجة تصلب مادة الكولاجين، الداعمة لحركة الأوتار والأربطة. في حين أن الساقين سيعانيان من ضعف بسبب اضطرابات الدورة الدموية، فالجلوس يؤدي إلى تجمع السوائل المسببة لتورمهما، وبالتالي الإصابة بجلطات الساقين، أو الدوالي، بالإضافة إلى الإصابة بهشاشة العظام نتيجة ضعف الساقين.
وكانت قد حذرت دراسة في عام 2014، للمركز القومي للبحوث، من أن الجلوس لساعات طويلة أمام جهاز الحاسوب للعمل أو للعب، يضاعف أعراض الاكتئاب، ويعمل على عزل الأشخاص عن محيطهم الاجتماعي، وبالتالي الانعزال عن المجتمع، مما يضر بأنشطتهم اليومية، ويزيد من التوتر النفسي.
كيف تقلل من أوقات جلوسك الطويلة؟
1- خذ فاصلًا من دقيقة إلى خمس دقائق كل ساعة، تحرك فيه، واستخدم السلم بدل المصعد مما يساعد على تقليل الآثار السلبية للجلوس.
2- تجنب انحناء الرقبة أثناء الجلوس المطول، وأبقِ رأسك مستقيمًا أثناء الجلوس أمام جهاز الحاسوب، بحيث تكون الشاشة على مستوى النظر تمامًا، أو أقل منه بمقدار بسيط.
3- بعد انتهاءك من العمل أمام الحاسوب، استرح لمدة تتراوح ما بين ساعة أو ساعتين، وأثناء الاستراحة حاول إغماض عينيك أو أنظر إلى أماكن بعيدة، حتى لا يلحق التعب بعينيك.
4- مارس التمارين الرياضية لمدة تتراوح بين 30 إلى 40 دقيقة في اليوم لأربعة أيام في الأسبوع على الأقل.