احذروا التحالف الناشئ بين روسيا وإيران!

كيوبوست- ترجمات

ديفيد إغناتيوس♦

قال ديفيد إغناتيوس، الكاتب الأمريكي المتخصص في الشؤون الخارجية، إن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الغربية يحذرون من التحالف الناشئ بين موسكو وطهران؛ حيث بدأت روسيا باستخدام طائرات من دون طيار إيرانية الصنع في حرب أوكرانيا، بينما عرضت إيران مشاركة شبكاتها المالية لمساعدة روسيا على التهرب من العقوبات.

اقرأ أيضاً: هل أصبحت الطائرات بدون طيار قوة جوية إرهابية؟

كما حذَّر مسؤولو الاستخبارات من أنه بالنسبة إلى روسيا، التي تكافح من أجل الحفاظ على الزخم في أوكرانيا بعد ستة أشهر من الصراع، فإن المساعدات الإيرانية الجديدة يمكن أن تغير قواعد اللعبة، بينما أوضح أحد المسؤولين أن “هذا ليس مجرد تحالف تكتيكي”.

وأضاف إغناتيوس أنه في ظل رفض الصين والهند بيع الأسلحة إلى روسيا، يمكن أن تصبح إيران خط توريد أساسياً للأسلحة والأموال؛ حيث قال مسؤول الاستخبارات عن إيران “إنهم يعرفون كل الحيل” في ما يتعلق بالتهرب من العقوبات.

وأشار إلى أنه يمكن لإيران الاستفادة من شبكة بنيتها التحتية الحالية من الشركات الوهمية والمؤسسات المالية الأخرى في هذه الحملة لخرق العقوبات. كما حذر مسؤولو الاستخبارات من أن المساعدات المالية الإيرانية لروسيا ستكون أسهل إذا تم رفع العقوبات المفروضة على طهران، كجزء من تجديد الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

اقرأ أيضاً: هل تتجه واشنطن إلى رفع العقوبات عن “الحرس الثوري”؟

ووفقاً لمسؤولي الاستخبارات، فإن إيران قد بدأت في تسليم “مئات” الطائرات من دون طيار الانتحارية، لتعزيز مخزون روسيا من الأسلحة المستنفدة، مشيرين إلى أنه من المحتمل أن تكون هذه الطائرات جزءاً من سلسلة “شاهد” التي تماثل حجم طائرة “بريداتور” الأمريكية، والتي استخدمتها طهران بنجاح في العراق وسوريا.

وقد تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل حاد، حتى في الوقت الذي يبدو فيه أن البلدَين يقتربان من التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي. وشن الوكلاء المدعومون من إيران غارة معقدة بطائرة من دون طيار في 15 أغسطس على قاعدة أمريكية في جنوب سوريا.

وكان الروس يسارعون إلى وضع الطائرات الإيرانية من دون طيار في ساحة المعركة وفقاً لإغناتيوس، الذي أورد ما صرحت به له المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، قائلةً: “خلال الأسابيع العديدة الماضية، أجرى المسؤولون الروس تدريبات في إيران كجزء من اتفاقية نقل الطائرات من دون طيار”.

اقرأ أيضاً: من الخاسر في الحرب الاقتصادية العالمية.. أوكرانيا، روسيا، أم الاتحاد الأوروبي؟!

كما أشارت إلى أن روسيا أطلقت هذا الشهر قمراً صناعياً إيرانياً من طراز “الخيام”، يتمتع بـ”قدرات تجسس كبيرة”. ووفقاً لمقال نُشر في صحيفة “بوليتيكو”، فإن روسيا قد أرسلت مديرين تنفيذيين من شركة “غازبروم” وشركات أخرى إلى طهران؛ من أجل توسيع العلاقات الاقتصادية الروسية- الإيرانية، وبناء إطار للتهرب من العقوبات.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين اقتصاديين إيرانيين قد زاروا موسكو أيضاً، مشيرةً إلى أنه بموجب ما يُسميه التجار ترتيبات “المقايضة”، يمكن لإيران استيراد الخام الروسي إلى ساحلها الشمالي على بحر قزوين، ثم بيع كميات معادلة من النفط الخام نيابة عن روسيا في ناقلات إيرانية تنطلق من الخليج العربي.

وأشار إغناتيوس إلى أن إدارة بايدن تحذر منذ أكثر من شهر من خطر قيام إيران بتزويد روسيا بطائرات من دون طيار؛ حيث صرح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، لـ”سي إن إن”، في يوليو، بأن إيران “تستعد لتزويد روسيا بمئات من الطائرات من دون طيار؛ بما فيها الطائرات ذات القدرة على حمل الأسلحة”.

اقرأ أيضاً: زيارة بايدن إلى المملكة العربية السعودية في حقيقة الأمر تتعلق بروسيا

وكانت تقارير موازية قد أوردت أن وفداً روسياً فحص “عرضاً” للطائرات من دون طيار في مطار إيراني؛ لكن إيران سارعت على الفور بالتأكيد لوزير الخارجية الأوكراني أن التقارير الأمريكية كاذبة.

♦كاتب متخصص في الشؤون الخارجية بصحيفة “واشنطن بوست”.

المصدر: واشنطن بوست

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات