الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

احتواء إيران للشيعة العراقيين: إلى أين يتجه تحالف العامري والصدر؟

رسالة إلى السعودية والولايات المتحدة

متابعة كيو بوست – 

في خطوة مفاجئة، أعلن زعيما القائمتين الانتخابيتين اللتين حصلتا على أعلى الأصوات في الانتخابات العراقية، تشكيلهما لتحالف حكومي يمكن أن يقود البلاد خلال 4 سنوات مقبلة.

وفاز في الانتخابات التي جرت في 12 مايو/أيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي أظهر أكثر من مرة إشارات على عدم رغبته في الحفاظ على التواجد الإيراني في بلاده. وبـ54 مقعدًا، تصدر مقتدى الصدر الانتخابات، فيما حل في المرتبة الثانية ائتلاف “الفتح”، المدعوم من إيران، تحت زعامة هادي العامري أحد أبرز قادة الحشد الشيعي، بـ47 مقعدًا.

وكان الصدر قد أعلن الخميس الماضي تشكيله ائتلاف “الأغلبية الوطنية الأبوية” مع كتلتي إياد علاوي وعمار الحكيم، قبل أن يعلن عن انضمام تحالف العامري إليه. وكان قيادي في تيار الحكمة قد قال إن الأيام المقبلة ستشهد انضمام “قوة شيعية” إلى التحالف، وأخرى كردية.

وشكل التحالف الجديد صدمة للطبقة السياسية وللمراقبين، خصوصًا أن الصدر كان يبعث بإشارات توحي باستحالة التحالف مع العامري المدعوم من طهران.

ويقطع التحالف الجديد الطريق أمام رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، بالاستمرار في الحكم، بعد أن أصبح بمقدور الصدر والعامري تشكيل الحكومة بعيدًا عنه.

 

لا تزال الطريق طويلة

مع أن تحالف الصدر والعامري قطع الطريق على العبادي، إلا أن تحالفهما لا يزال يحتاج إلى مزيد من الأحزاب من أجل استكمال النصاب الواجب توفره من أجل تشكيل الحكومة.

وأصبح للتحالف الجديد مع إضافة الكتلتين الأخريين (الحكمة والوطنية) ما مجموعه 140 مقعدًا،  من أصل 329 مقعدًا، ما يعني أنه لا يزال بحاجة إلى تأمين مجموعة أخرى من المقاعد من أجل تشكيل حكومة مستقرة تحظى بثقة البرلمان.

 

لماذا يتحالف العبادي مع العامري؟

“يحاول الصدر أن يقترب من العامري بسبب توتر الأوضاع في البلاد، وتزايد أعمال العنف، الأمر الذي قد يتسبب بما لا يحمد عقباه، فضلًا عن تعالي الأصوات المنادية بضرورة بناء تحالف شامل قادر على إدارة البلاد في المرحلة المقبلة”، هذا ما ذكره المحلل السياسي باسل الكاظمي.

لكن الكاظمي أشار إلى أن التحالف الجديد قام على بعض المرتكزات من بينها نزع سلاح الفصائل المسلحة، واعتماد سياسة العلاقات الخارجية المتزنة، بما في ذلك “إعادة العراق إلى محيطه العربي”، فضلًا عن محاربة الفساد.

وعادة ما يشير مصطلح الفصائل المسلحة إلى فصائل الحشد الشعبي، التي كانت قد حصلت على ضمانات رسمية بالحفاظ على سلاحها، ووضعه إلى جانب سلاح الدولة الرسمي، خلال فترة حكم العبادي.

كما أن “المحيط العربي” قد يكون إشارة على نداءات الصدر المستمرة بضرورة الابتعاد عن سياسات طهران، ومطالباته بأن تحافظ الدولة على طابعها العربي.

وكان الصدر قد دعا قبل أيام إلى البدء بحملة نزع للسلاح وتسليمه للدولة العراقية، من مناطق العراق كافة، بدءًا من مدينة الصدر. وطلب زعيم التيار الصدري حينها من القوات العراقية إعلان مدينة الصدر منزوعة السلاح، بعد عيد الفطر، ثم تعميم التجربة على باقي مناطق العراق.

 

استيعاب انتصار الصدر

بحسب صحيفة لبنانية، فإن توجهًا إيرانيًا بضرورة استيعاب انتصار الصدر هو الذي أدى إلى الإعلان المفاجئ عن التحالف، بعدما جرى الحديث عن نوايا من طهران لتشكيل حكومة بدون الصدر.

وبحسب مصادر الصحيفة، فإنه من غير المفهوم سبب تبدل قناعات طهران، التي تمثلت بتحركات قاسم سليماني بهدف الجمع بين العامري والصدر. لكن خطوة كهذا قد تشير إلى قناعة لدى إيران بضرورة استيعاب الصدر (المعارض لها)، في محاولة للحفاظ على “البيت الشيعي”، والتشديد على أن إيران تظل هي الجهة الراعية لهذا البيت.

كما تشير مصادر الصحيفة إلى أن إيران ترغب في توجيه رسالة إلى السعودية وإلى الولايات المتحدة بأن لطهران اليد العليا في اللعبة السياسية في العراق، حتى لو خسر ممثلوها في نتائج الانتخابات.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة