الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
احتجاجات في إيران: هل تصمد الدولة أمام العقوبات؟
المظاهرات شملت مدنًا عدة

كيو بوست –
مرة أخرى، تتجدد المظاهرات الشعبية في إيران احتجاجًا على سوء الأوضاع الاقتصادية، لكن هذه المرة أخذت الاحتجاجات في الاتساع لتشمل عددًا من المدن الإيرانية.
وبدأت الاحتجاجات قبل 3 أيّام، وأخذت في الاتساع منذ اليوم الأول، مدفوعة بارتفاع الأسعار وانهيار سعر العملة ونقص إمدادات المياه والكهرباء.
اقرأ أيضًا: اقتصاد إيران تحت نار العقوبات: احتماليات الانهيار والثبات
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظروف حساسة تعيشها البلاد، خصوصًا أنها تسبق بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على طهران بأيام، ما يفتح الباب على احتمالات عدة حول ما إذا كانت البلاد ستصمد في وجه خناق واشنطن.
وكما حدث في الاحتجاجات الماضية، تكررت هتافات مناوئة للنخبة الدينية التي تتمتع بأعلى السلطات، على رأسها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
سلسلة الاحتجاج تستمر
هذه الاحتجاجات ليست الأولى من نوعها، إنما امتداد لسلسلة احتجاج بدأت في إيران منذ بداية العام، مما يؤشر وفقًا لمراقبين إلى تأزم الوضع الداخلي.
وكانت الموجة الأخيرة في سلسلة الاحتجاج انطلقت في حزيران/يونيو الماضي، اعتقلت خلالها السلطات الإيرانية “أعدادًا كبيرة” ممن وُصفوا بأنهم من “مثيري الشغب”.
وشارك في تلك المظاهرات المئات من التجار وأصحاب المحلات التجارية، الذين أغلقوا محالهم احتجاجًا على ارتفاع الأسعار وهبوط قيمة الريال الإيراني.
دعوة لـ”ثورة”
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في إيران على نطاق واسع، فيديو يظهر ناشطة تردد شعارات تدعو لثورة شاملة.
وأظهر الفيديو، الذي نشرته صفحة التجمع النسائي في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المرأة وهي توجه كلمة أمام عشرات المحتجين. وحسب الترجمة المرفقة بالفيديو، دعت الناشطة إلى الاتحاد لإعادة بناء إيران وعدم الخوف، مؤكدة أن الوقوف صفًا واحدًا سيمنع أي قوة من ممارسة إسكات صوت الحق.
اقرأ أيضًا: هل تهب رياح التغيير على النظام الإيراني قريبًا؟
وتتشابه هذه الدعوة مع الشعارات التي خرجت لأول مرة، منذ بداية العام الجاري، التي طالت المؤسسة الرسمية والدينية.
لكن تزايد مثل هذه الشعارات والدعوات، يرى فيه مراقبون، دلالة على انتقال الاحتجاج لمرحلة جديدة، تتسم بكسر حاجز الخوف من القبضة الأمنية للنظام.
اعتراف رسمي
وما يجعل موجة الاحتجاج الحالية مختلفة، هو الاعتراف الرسمي بالمظاهرات من قبل الدولة، وفقًا لتقارير.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن النواب الإيرانيين أمهلوا الرئيس حسن روحاني شهرًا للمثول أمام البرلمان، والإجابة على أسئلة تتعلق بتعامل حكومته مع المشاكل الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
اقرأ أيضًا: شعار “الموت لخامنئي” لأول مرة: هل هي بداية الربيع في إيران؟
وقالت وكالة الطلبة شبه الرسمية للأنباء إن النواب يريدون استجواب روحاني في قضايا، من بينها تراجع الريال الذي فقد أكثر من نصف قيمته منذ أبريل/نيسان، وضعف النمو الاقتصادي، وارتفاع البطالة.
وهذه المرة الأولى التي يستدعي فيها البرلمان روحاني، تحت طائلة الضغوط من خصومه المحافظين لتغيير حكومته في ضوء تدهور الوضع الاقتصادي.