شؤون عربية
اتهامات بالتطبيع تطال راشد الغنوشي بعد لقائه مع سعد الدين إبراهيم
هل تعترف الجماعة بتطبيعها؟

كيو بوست –
نشرت الصفحة الرسمية لحركة “النهضة” على فيسبوك، وصفحة راشد الغنوشي رئيس الحركة، خبرًا عن لقاء الأخير بعدد من أساتذة جامعة Yale University الأمريكية، إضافة إلى ثلة من الباحثين والحقوقيين والناشطين في المجتمع المدني.

وكان من بين الذين التقاهم الغنوشي، الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في القاهرة، الذي يعتبر من رواد التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ فقد زار سعد الدين إبراهيم إسرائيل، في شهر يناير/كانون الثاني العام الماضي، وألقى كلمة في ورشة نظمها مركز “موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” في تل أبيب.
اقرأ أيضًا: بمباركة “النهضة”: حكومة الشاهد تركض باتجاه التطبيع مع إسرائيل
وعندما جاءت كلمة إبراهيم في الندوة، قاطعه الطلاب العرب الحاضرون، واعترضوا على تلك الزيارة، إذ وقف أحد الطلاب وقال موجهًا كلامه لإبراهيم: “ما تفعله عيب.. هذا اسمه تطبيع”. فيما هتف باقي الحضور من الطلاب العرب “التطبيع خيانة”، قبل أن يغادروا القاعة مُعلنين مقاطعتهم لسعد الدين إبراهيم.
وعلى إثر تلك الزيارة، قامت السلطات اللبنانية بعدها بثلاث شهور بترحيل سعد الدين إبراهيم من لبنان، وإرجاعه للقاهرة في طائرة ركاب، عملاً بالقانون اللبناني الذي يرفض استقبال المطبعين على أراضيه.
موقف مرن للغنوشي تجاه إسرائيل
أثار افتخار حركة النهضة باللقاء بين سعد الدين إبراهيم والغنوشي جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا بين التونسيين، بسبب رفع حركة النهضة الإخوانية لشعارات المناصرة مع إسرائيل، في الوقت الذي تمارس فيه الحركة تطبيعًا علنيًا مع أشخاص تونسيين وعرب تربطهم علاقات وثيقة مع دولة الاحتلال. واعتبر النشطاء أن تلك الشعارات هي للاستهلاك المحلي، ولدغدغة مشاعر التونسيين البسطاء الذين يساندون بالمطلق مقاطعة إسرائيل حتى ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه على أرضه.
وهو ما تمثّل في دعم حركة النهضة، في مشاركة الوزير روني طرابلسي، في حكومة الشاهد، على الرغم من شبهة التطبيع التي تفاخر بها في وسائل الإعلام، وسط حديث عن حيازته لجنسية إسرائيلية إلى جانب جنسيته التونسية، وامتلاكه لعدد من شركات سياحية تُنظم الزيارات بين تونس وإسرائيل.
اقرأ أيضًا: صفقة يوسف الشاهد والنهضة: قصر قرطاج مقابل “أخونة” تونس!
ويعتبر الغنوشي صاحب مواقف متناقضة من التطبيع مع دولة الاحتلال، إذ يُصرّح بأنه ضد التطبيع، بينما كان قد رفض علانية في 2013 محاولة فرض مادة في الدستور التونسي تُجرّم التطبيع، واعتبر بأن هذا الكلام “لا معنى له”!
وجاءت النداءات بمقاومة التطبيع في تونس، بعد تزايد عدد الإسرائيليين الذين يزورون تونس بعد إسقاط نظام زين العابدين بن علي، وقد علّق الغنوشي على هذه الزيادة في نيسان/أبريل 2014 قائلًا: “الموسم السياحي في صعود، ولا ينبغي التشويش عليه بهذه القضية”.
الإخوان والمرور من خلال تل أبيب
برغم التصريحات العلنية لجماعة الإخوان المسلمين ضد إسرائيل، ورفعهم لهذه الشماعة من أجل معاداة الأنظمة، وخلق شعبية لهم في الشارع العربي، إلا أنهم كانوا السباقين في طمأنة الولايات المتحدة بأن لا نوايا سيئة من قبلهم تجاه إسرائيل، وتمثل ذلك في حديث راشد الغنوشي لمجلة “ويكلي ستاندر” بحسب ما نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إذ صرّح الغنوشي للمجلة قائلًا بأن الدستور التونسي الجديد لن يتضمن “أي مواد تُدين إسرائيل”.
التطبيع الذين ينشده الغنوشي بين تونس وإسرائيل، سرعان ما يتم تكذيبه من قبل حركة النهضة، على الرغم من أن الغنوشي استثمر حضوره لمؤتمر “دافوس” بسويسرا، ليدلي بحوار صحفي مع راديو “صوت إسرائيل”، ومع الصحفي الإسرائيلي غيديون كيست.
ويصف مراقبون هذه المداخلات الإعلامية واللقاءات مع مطبعين وإسرائيليين، بأنها رسائل سياسية موجهّة للولايات المتحدة، يحاول الإخوان الإثبات من خلالها بأنهم مهتمون أولًا بالحكم، بعكس ما روجوا له على مدار سنوات قبل وصولهم للسلطة، إذ كانت ورقة العداء لإسرائيل هي الورقة الرابحة في الشارع العربي، قبل أن يتضح أنها ورقة انتخابية وعاطفية، استثمروا من خلالها لخلق شعبية أوصلت معظم أذرع الإخوان للحكم في بعض الدول العربية.