شؤون عربية
اتفاق الجنوب السوري ينبئ بحلول للاجئي الأردن
آمال بعودة لاجئي سوريا في الأردن إلى بلادهم بعد فتح معبر النصيب

كيو بوست –
بعد توارد الأنباء عن التوصل إلى اتفاق في الجنوب السوري بين النظام وحلفائه من الروس، مع فصائل المعارضة التي تسيطر على محافظة درعا، تزايدت الآمال بإيجاد حلول لمشاكل اللاجئين في الأردن، عبر عودة بعض منهم إلى أماكن سكناهم الأصلية.
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن توصل المعارضة المسلحة إلى اتفاق مع الروس ينهي المعارك في المدينة، مع تسليم الفصائل المسلحة لأسلحتها الثقيلة، وتسلم الحكومة السورية لمؤسسات المدينة، بما في ذلك معبر النصيب الحدودي مع الأردن.
وشوهدت عربات مدرعة تحمل العلمين السوري والروسي تتجه إلى المعبر الحدودي، الأمر الذي فُسر على أنه وصول النظام السوري إلى كامل المحافظة الجنوبية، واستعادتها السيطرة عليها بعد 3 سنوات من سيطرة المعارضة.
آمال بفتح المعبر من جديد
أنشئ معبر “النصيب – جابر” الحدودي بين الأردن وسوريا عام 1997. ووصل عدد الشاحنات التي كانت تعبر الحدود بين الطرفين قبل نشوب الأزمة السورية عام 2011 إلى قرابة 7 آلاف شاحنة يوميًا.
وتأسس المعبر ليصل بين بلدة نصيب في درعا السورية، وبلدة جابر في المفرق الأردنية، ليصبح أكثر المعابر ازدحامًا بين البلدين. وبعد إغلاقه لسنوات بسبب الأزمة السورية، قد تشهد الأيام القادمة إعادة فتحه لمرور البضائع والمسافرين.
ويأمل مراقبون أردنيون أن يسهم الاستقرار في الطرف السوري من المعبر إلى إعادة فتحه أمام البضائع والمسافرين، تمهيدًا لعودة أعداد من اللاجئين إلى أماكن سكنهم الأصلية في سوريا.
كما صرح وزير الخارجية الأردنية قائلًا إن عودة عشرات الآلاف من النازحين السوريين إلى جنوب سوريا هي أولوية قصوى للمملكة، بعد سيطرة النظام على المنطقة الحدودية.
وأضاف الصفدي أن ضمانات عملية لتحقيق عودة اللاجئين قد جرى مناقشتها فعلًا، بما في ذلك “الحل السياسي وحماية المدنيين ومنع تهجيرهم وتجنيبهم مزيدًا من المعاناة”.
تأمين الأشقاء #السوريين #جنوب_سوريا وعودتهم إلى منازلهم وتلبية احتياجاتهم وضمان أمنهم في وطنهم في مقدم محادثاتنا مع جميع الأطراف والتي ناقشنا فيها أيضا ضمانات عملية لتحقيق ذلك. الحل سياسي وحماية المدنيين ومنع تهجيرهم وتجنيب الأشقاء مزيدا من المعاناة مسؤولية الجميع #الأردن #سوريا
— Ayman Safadi (@AymanHsafadi) July 6, 2018
لكن كثيرًا من النازحين السوريين يخشون العودة إلى مناطق النظام، موضحين مخاوفهم من أن العودة إلى العيش تحت سلطة الدولة السورية قد يتبعها عقاب وقمع، رغم أن الاتفاق ينص على السماح لعودة آلاف النازحين إلى مدنهم وقراهم دون أن يتعرضوا لعمليات انتقام وتنكيل من النظام.
ويعيش في الأردن حاليًا قرابة 650 ألف لاجئ سوري (1.3 مليون بحسب الحكومة الأردنية)، لكن العودة إلى سوريا لن تكون خيارًا مثاليًا لجميع هؤلاء، حتى بعد أن وجهت الحكومة السورية دعوة لمواطنيها للعودة إلى بلادهم، بعد إحكام السيطرة على المدينة.
حلول اقتصادية
يمكن لفتح المعبر الحدودي بين سوريا والأردن أن يقدم حلولًا اقتصادية لعدد من الأطراف، فالأردن قد يستعيد جزءًا من حركة الاستيراد والتصدير مع الجانب السوري، إذا ما وصلت المنطقة إلى استقرار كامل. كما قد يشكل فتح المعبر فرصة لانتعاش محافظة درعا اقتصاديًا، بعد الدمار الذي لحق بالمدينة خلال السنوات الماضية، بفعل الأزمة السورية.
ويمكن للمعبر أن يكون بوابة لتحسن الاقتصاد اللبناني الذي يستخدم أراض سورية في تنقلاته إلى دول الخليج، خصوصًا العراق، الأمر الذي قد يصبح متاحًا خلال فترة قصيرة، إذا ما عاد الهدوء إلى المنطقة.