الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
اتفاقية “إعلان نوايا” بين الأردن وإسرائيل… الأسباب والخلفيات

كيوبوست- مصطفى أبو عمشة
يثور جدل واسع ومتواصل متعلق بالأسباب والخلفيات التي أدت إلى توقيع اتفاقية “إعلان نوايا” بين الأردن والإمارات وإسرائيل؛ للتعاون في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتحلية المياه، على أن تبدأ دراسات جدوى المشروع العام المقبل 2022.
ومن المرجح أن يحصل الأردن بموجبه على 200 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، ويصنف الأردن ثاني أفقر دولة في العالم بالمياه، وفق المؤشر العالمي للمياه.
ويتضمن اتفاق “إعلان نوايا” مشروعاً واحداً مؤلفاً من محورين؛ هما برنامج “الازدهار الأخضر”، ويشمل تطوير محطات طاقة شمسية كهروضوئية في الأردن، بقدرة إنتاجية تبلغ 600 ميغاواط، على أن يتم تصدير كامل إنتاج الطاقة النظيفة إلى إسرائيل.
اقرأ أيضًا: محطات توتر متعاقبة بين الأردن وإسرائيل: ما مستقبل العلاقة؟
أما المحور الثاني؛ فهو برنامج “الازدهار الأزرق” الذي يهدف إلى تطوير مشاريع تحلية مياه مستدامة في إسرائيل لتزويد الأردن بحوالي 200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة.

وعن الأسباب والخلفيات الحقيقية يكشف خبير الأمن الإستراتيجي عمر الرداد، بأنّ الاتفاقية الأخيرة بين الجانبين الأردني- الإسرائيلي، تدخل ضمن تصنيف “كهرباء نظيفة مقابل مياه نظيفة”، وتمّ اختيار مسمى: “ازدهار أخضر” لمشروع إنتاج الطاقة الكهربائية الأردنية عبر محطة شمسية في الأردن ستصدر إنتاجها لإسرائيل، منوهاً إلى أنّ “ازدهار أزرق” هو مسمى المشروع الذي ستنفذه إسرائيل، ويتضمن تحلية حوالي 200 مليون متر مكعب من المياه النظيفة لسد احتياجات الأردن المائية، وجاء عبر اتفاق تمّ توقيعه بين الأردن واسرائيل، بمشاركة أمريكية في الإمارات.
ويوضح الرداد في تصريحاتٍ أدلى بها إلى “كيوبوست” أنّ الاتفاقية تأتي في سياق تحولاتٍ إقليمية عميقة، بدأت بالظهور بعد الإطاحة بحكومة نتنياهو واليمين المتطرف، وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بقيادة بينت، توصف بأنّها أقل تشدداً، التي ترى في الأردن حليفاً استراتيجياً لابدّ من تطوير العلاقات معه، منوهاً إلى أنّ اتفاقات السلام “الإبراهيمي” بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل أسهم في توفير أرضية جديدة ومناخاتٍ للسلام.
اقرأ أيضاً: سيناريوهات ما بعد إنهاء اتفاق “الباقورة والغمر” الأردنيتين
كما ويرى الرداد بأنّ اتفاق إعلان النوايا علاوة يحقق مصالح الطرفين، إلا أنّه غير معزول عن سلسلة مشاريع إقليمية كبرى، من بينها اتفاق توريد الكهرباء الأردنية والغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، والاتفاقات الإقليمية الشاملة بين الأردن ومصر والعراق، في إطار ما يعرف بـ” الشام الجديدة”.
ويوضح الرداد بأنّ أبوظبي، وعبر علاقاتها العربية والإقليمية، تكفلت بمشروع إنتاج الكهرباء الأردنية من مزارع الشمس، وهو ما يعكس دوراً قادماً بعد أن قطعت شوطاً بخطواتٍ متسارعة في السلام مع إسرائيل، مشيراً إلى أنّ الازدهار الأزرق والأخضر ستتبعه مشاريع أخرى مع دول الخليج، وبهذا الخصوص سبق أن أعلن نتنياهو عن مشروع سكة حديد يمتد من إسرائيل إلى دول الخليج، عبر الأردن، ومشاريع أخرى تشمل قطاعات الطاقة، والطب والتكنولوجيا الزراعية.

في سياقٍ متصل، يرى المحلل السياسي السعودي سامي المرشد، أنّ الاتفاق الأخير يأتي في نطاق الجهود الإقليمية والدولية الكبيرة، على مستوى العالم كله، في وضع مشاريع تساعد على حماية المناخ وحماية كوكب الأرض من الانبعاثات الكربونية، مشيراً إلى أنّ الأمر لا يثير نوعاً من الغرابة، خاصة وأنّ كلاً من الأردن والإمارات لها علاقات دبلوماسية مع تل أبيب (إسرائيل).
اقرأ أيضاً: الأردن ينقذ إسرائيل من عواقب “سنة التبوير”

ويرى المرشد في حديثه الخاص إلى “كيوبوست”، بأنّ الإمارات ليست بصدد إخفاء جهودها في التعاون مع إسرائيل وإنهاء النزاع معها بعد تحقيق مطالب الفلسطينيين، وقيام دولتهم مستقبلاً، فهي لم تتخذ خطوة العلاقات مع إسرائيل إلا بهدف إشاعة الأمن والإستقرار والسلام في المنطقة، ومن هذه الجوانب مسألة المناخ، معتبراً أنّ أبوظبي لها مصلحة في أن يكون هناك مشاريع بيئية مشتركة ثنائية وثلاثية الأطراف في الإقليم والمنطقة، مشيراً إلى أنّ الدول العربية غير المطبعة مع إسرائيل لو أنّها أقامت علاقات دبلوماسية معها لكان هناك مشروع إقليمي متعلق بالبيئة لكل المنطقة.
اقرأ أيضاً: وساطة إماراتية تسمح للمزارعين الفلسطينيين الوصول إلى غور الأردن
ومن هنا يوضح المرشد بأنّ الإمارات تدعم رغبة الأردن في المحافظة على البيئة، والتي ستساعد بإمكانياتها المادية والفنية، منوهاً إلى أنّ الإتفاق الأخير جاء بناء على طلب أردني.