الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دولية
إيطاليا تشكر الإمارات على المساعدات: لن ننسى أصدقاءنا

كيوبوست
“لفتة لن ننساها”، هكذا غرَّد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، عبر حسابه على “تويتر”، مساء اليوم، بعد وصول طائرات المساعدات الطبية والإغاثية التي أرسلتها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إيطاليا؛ لمساعدتها في مواجهة أزمة تفشِّي فيروس كورونا، ونقص المستلزمات الطبية بشكل حاد.
ووجَّه الوزير الإيطالي الشكر إلى نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد، مؤكدًا أن روابط الصداقة والتضامن التي ظهرت في الدعم الإماراتي لبلاده لن يتم نسيناها.

مواقف إنسانية

أستاذ الاقتصاد في جامعة الإمارات الدكتورة فاطمة الشامسي، أكدت أن الإمارات دائمًا سباقة إلى تقديم العون ليس فقط إلى الدول المحتاجة بل حتى إلى الدول الغنية، فهي بلد الإنسانية، وتمد يد العون في المواقف الإنسانية إلى كل مَن يحتاج إليها بغض النظر إذا كان من الأصدقاء ولديها علاقة جيدة معه أو حتى مَن تكون العلاقة معهم متوترة؛ لذلك نرى أن أيادي الخير الإماراتية امتدت إلى كلٍّ من بريطانيا وإيطاليا وحتى إيران.
اقرأ أيضًا: ردود فعل مُرحِّبَة بمبادرة الإمارات لإجلاء عشرات الهاربين من جحيم “كورونا” في الصين
وأرسلت الإمارات 10 أطنان من الإمدادات والمساعدات الطبية إلى إيطاليا، يتوقع أن يستفيد منها أكثر من 10 آلاف شخص بالقطاع الطبي، في إطار تعزيز الإمارات جهودها الدولية؛ من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد عالميًّا.

الباحثة الإيطالية سارة برزوسكيويتش، أكدت أن المساعدات الإماراتية لبلادها التي تعيش أسوأ أزمة لها بعد الحرب العالمية الثانية، تعبر عن التضامن في وقت صعب، وهو تضامن ليس بالمساعدات فقط؛ ولكنه أيضًا تضامن معنوي.. فباحثة عاشت لفترة في الإمارات وتشاهد اليوم برج خليفة يُضاء بالعلم الإيطالي، فإن الأمر يعني لها ولآلاف السياح الإيطاليين الذين يزورون الإمارات كل عام، كثيرًا من الرسائل الإيجابية، ويُسهم في ترك أثر إيجابي للغاية عن الإمارات وشعبها.

الخطوة الإماراتية في تقديم المساعدة إلى إيطاليا هي استكمال، من وجهة نظر الدكتورة مريم سلطان لوتاه الأستاذ المشارك بقسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات، للدور الذي تقوم به الدولة في التعامل مع أزمة كورونا على المستوى الخارجي، والذي يسير بالتوازي مع المستوى الداخلي؛ ففي الوقت الذي تحركت فيه الحكومة الإماراتية سريعًا لتقديم الرعاية الطبية للمتضررين والحجر الصحي للمشتبه في إصابتهم بالفيروس، سواء أكانوا من المواطنين أم المقيمين من دون تمييز، نجد يد العون تمتد إلى الخارج بشكل مستمر؛ لمساعدته لأسباب إنسانية، متجاوزةً مشكلات سياسية.
اقرأ أيضًا: “سي إن إن” عن مساعدات الإمارات لإيران لمواجهة “كورونا”: خطوة غير تقليدية
وترى الباحثة الإيطالية أن نهج الإمارات في التعامل مع أزمة فيروس كورونا بالداخل عبر تطبيق القانون بشكل حازم واتخاذ التدابير اللازمة لحماية مواطنيها، وفي الوقت نفسه مساعدتهم على أداء عملهم، أمر يعتبر بمثابة وصفة للنجاح من أجل تجاوز هذه المرحلة.
المصمم الإيطالي العالمي روبيرتو فليشيتي: كنت أتمنى ان يكون لدي العلم الإماراتي لأشكر سمو الشيخ وكل الشعب الإماراتي على اللفتة الجميلة تجاه إيطاليا، ولكن بسبب حظر التجوال قررت أن ارسم العلم الإماراتي شكرا #علوم_الدار #معا_ضد_كورونا pic.twitter.com/BwLWCL3PGK
— عـ لـ و م ا لـ د ا ر (@oloumaldar) April 6, 2020
مساعدات مستمرة
وسبق أن أرسلت الإمارات مساعدات طبية إلى إيران، الشهر الماضي؛ من أجل مساعدتها في علاج حالات الإصابة المنتشرة بالفيروس على أراضيها، كما أجلَت عبر رحلات خاصة مواطني دول صديقة من “ووهان” بالصين واستضافتهم في المدينة الإنسانية بأبوظبي؛ لحين التأكد من عدم إصابتهم بالفيروس الرئوي القاتل قبل عودتهم إلى بلادهم.
تؤكد الشامسي أن الإمارات تؤمن أن العمل الإنساني لا لون له ولا مذهب ولا موقف سياسي، ومن ثَمَّ فإنها تبادر دائمًا لفعل الخير وغوث المحتاج ونجدة المكلوم من دون تردد.
وبينما أبرزت عدة وكالات أجنبية خبر المساعدات الإماراتية إلى إيطاليا عبر صفحاتها الرئيسية؛ ومن بينها “سي إن إن” ووكالة الأنباء الإيطالية، اعتبرت برزوسكيويتش المساعدات بأنها رسالة إلى الإيطاليين بأنهم ليسوا بمفردهم، وبنظرة مستقبلية فإن الإيطاليين سيكونون بعد انتهاء الأزمة في حاجة إلى تصدير منتجاتهم من أجل إنعاش اقتصادهم وسيكونون بحاجة إلى دعم البلاد الصديقة، ولدينا ثقة في أن الإمارات ستكون واحدة من هذه الدول.
اقرأ أيضًا: الصحافة الفرنسية تشيد بموقف الإمارات الإنساني حيال إيران
دور رائد
وحسب الدكتورة مريم لوتاه، فإن الموقف الإماراتي يأتي استكمالًا للدور الرائد في إدارة الأزمات، والتحرك السريع لاحتواء المشكلات وتحويل التحدي إلى نجاحات جديدة؛ فالدولة نجحت في خلق رأي مجتمعي مساند لجهودها ومتعاون معها بين المواطنين والمقيمين، مؤكدة أن التحركات الأخيرة تأتي في إطار سياسة الإمارات الإنسانية؛ وهو ما ظهر أيضًا في مساعدة بريطانيا بتحويل أرض المعارض المملوكة للحكومة الإماراتية، لتكون مستشفى لعلاج المصابين.

شاهد: فيديوغراف.. مدينة الإمارات الإنسانية خطوة على نهج زايد الخير
وأكدت لوتاه أن هذه المواقف تمثل تعزيزًا لمواقف القيادة السياسية الإماراتية ودبلوماسيتها ومبادراتها السباقة في إغاثة الشعوب المنكوبة، مشيرةً إلى أن الصورة الإيجابية لدولة الإمارات؛ سواء أكانت على المستوى التنموي أم السياسي الخارجي، واضحة للجميع منذ بدايات تأسيس الدولة من خلال ما أرساه الشيخ زايد من نهج خارجي يعتمد على الحوار وتعزيز السلام والتعاون الدولي، واستكملته القيادة السياسية من بعده.