إيران متهمة باستهداف الأمن السيبراني للإمارات

كيوبوست

جاءت تصريحات محمد حمد الكويتي؛ رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، عن تعرض بلاده إلى هجمات إلكترونية خطيرة بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، لتؤكد حجم الاستهداف الخارجي الذي يريد النيل من أمن واستقرار المنطقة بعد توقيع تلك “الاتفاقية التاريخية” كما أجمع العالم.

وأكد رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، في مؤتمر الخليج لأمن المعلومات “جيسيك”، أن كثيراً من الهجمات في المنطقة مصدرها إيران، وذلك من دون تحديد الجهة التي تقف خلف هذه الهجمات.

وحسب مدير مركز دبي لبحوث السياسات العامة د. محمد بهارون، فإن خطورة الهجمات الإلكترونية تكمن في عدم خضوعها لقوانين الجرائم العادية؛ “الأمر الذي يحمي الدول والجهات التي ترعاها”.

يقول بهارون، خلال حديثه إلى “كيوبوست”: إن دولة مثل إيران يمكنها تنفيذ هجمات ضد الإمارات مثلاً ودول أخرى في المنطقة؛ لكن عند توجيه الاتهام إليها سيكون بإمكانها الإنكار، بدعوى أن أشخاصاً عاديين هم مَن قاموا بذلك وليس الحكومة، “للأسف لا يوجد دليل دامغ يمكن الاستناد إليه لإثبات تبني دولة ما الهجمات بصورة قاطعة ونهائية”.

تأثير معدوم

يرى مدير مركز دبي لبحوث السياسات العامة، أن تأثير الهجمات على الأمن الإماراتي ليس كبيراً ولا يحمل خطراً قوياً، “غير أنه مع كل هجمة فإن هناك أثراً سلبياً يحدث”؛ حيث إن كل الهجمات تؤثر بشكل ما أو بآخر، ولكن المسألة تخضع لمدى قوة هذا التأثير، “وفي حالتنا الآن أقول إنه تأثير يكاد يكون معدوماً”، مضيفاً: لم نسمع مثلاً عن مطار إماراتي توقف عن العمل بسبب هجمة، وذلك يعود لأن الدولة كثفت استثماراتها في مجال الحماية الإلكترونية، وباتت قادرة على صدّ الهجمات من هذا النوع للحفاظ على أمنها السيبراني.

بالنسبة إلى اللواء محمود الرشيدي؛ مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق لأمن المعلومات، فإن “هناك حرباً دائرة منذ سنوات بين الأجهزة المخابراتية حول العالم للوصول إلى مستويات متقدمة من التفوق السيبراني والقدرة على اختراق العدو إلكترونياً”.

اقرأ أيضًا: لماذا هاجمت إيران وتركيا اتفاق السلام الإماراتي- الإسرائيلي؟

يضيف الرشيدي لـ”كيوبوست”: الصراع بين الإمارات وإيران مشتعل منذ فترة، وبطبيعة الحال جاءت اتفاقية السلام مع إسرائيل لتؤجج هذا الصراع، بما يحمله الاتفاق ضمنياً من تهديد وتحجيم للدور الإيراني، وبالتالي تحاول طهران بشتى الطرق اختراق الإمارات؛ وحرب المعلومات هي الحرب الدائرة حالياً، ومَن يتفوق على خصمه فيها سيضمن الانتصار عليه في جميع المجالات؛ بما فيها المجال العسكري”.

يؤكد الرشيدي أن إيران ليست متفوقة في مجال الأمن السيبراني، “والدليل هو تعرضها بالفعل إلى اختراقات وهجمات متعددة خلال الفترة الأخيرة، ولو كانت تتميز بتفردها في هذا المجال ما كانت تعرضت إلى ذلك، غير أن تبنيها هذه السياسة حالياً بدلاً من تدعيم نظامها السيبراني أولاً، يتماشى مع عشوائية النظام السياسي هناك وضعفه وعدم وضوح الرؤية لديه”.

يرى مدير مركز دبي لبحوث السياسات العامة محمد بهارون، أن اتفاقية السلام الإماراتية- الإسرائيلية شكلت تهديداً وجودياً لإيران، والحديث هنا ليس عن النظام الإيراني بقدر ما هو تهديد للثورة الإسلامية، وثوابتها ومعتقداتها، وبطبيعة الحال ستكثف إيران كل جهودها لإفشال الأمر، غير أن ما تمارسه من هجمات سيبرانية لن يفلح تحت أي ظروف، وإنما هو نوع من أنواع البلطجة السياسية فقط.

اقرأ أيضًا: اتفاق إسرائيلي- إماراتي يخلق واقعاً جديداً لصعود قوة إقليمية

يتوقع المحلل السياسي الإيراني يوسف عزيزي، أن تمارس إيران المزيد من الهجمات مستقبلاً؛ “خصوصاً أن اتفاقية السلام ضمنت لإسرائيل وجوداً وتأثيراً قوياً في منطقة الخليج”، الأمر الذي سيسهم في إضعاف إيران ودولتَي قطر وتركيا؛ حيث تمثل الدول الثلاث محوراً واحداً يتبنى نفس الأهداف والوسائل، وستكون حرب المعلومات هي المعركة التي ستحوز على الاهتمام الأكبر لدى هذا المحور الخطير لزعزعة أمن المنطقة خلال الفترة المقبلة.

اقرأ أيضًا: مستقبل النفوذ الإقليمي لتركيا وإيران في الوطن العربي

يختم عزيزي لـ”كيوبوست”: “المعركة بين إيران والإمارات لن تتوقف، وستشهد مزيداً من الصراعات الخفية والمعلنة، غير أن الأداء الإيراني المتراجع على المستويات كافة، إقليمياً ودولياً، فضلاً عن معاناة النظام داخلياً؛ كل هذه عوامل تضمن للإمارات تفوقها، خصوصاً بعد توقيع الاتفاقية مع إسرائيل؛ حيث منحتها ثقلاً أكبر على جميع المستويات، فضلاً عن تعاظم الدور المنتظر منها على المستويين الإقليمي والدولي”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات