الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
إيران تلتف على العقوبات الأمريكية بتهريب المخدرات
تهديدات طهران في حيز التنفيذ لتجاوز الأزمة الاقتصادية

كيو بوست –
منذ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات على طهران في مايو/أيار الماضي، التي دخلت الحزمة الثانية منها حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بدأت طهران بتطبيق تهديداتها وخططها المرسومة لتجاوز العقوبات والالتفاف عليها بأساليب ملتوية لتعويض مبيعات النفط، التي تعتمد عليها بشكل رئيس لدعم اقتصادها في ظل الأوضاع المزرية التي تمر بها البلاد.
هذه الأساليب الملتوية والتهديدات كان قد ألمح لها وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي لابتزاز الأوروبيين على وجه الخصوص، وتهديدهم؛ لعدم الخروج من الاتفاق النووي حين قال: “إذا أغمضنا عيوننا 24 ساعة، سيذهب مليون لاجئ إلى أوروبا عبر حدودنا الغربية من خلال تركيا، بالإضافة إلى إمكانية تهريب نحو 5000 طنّ من المخدرات إلى الغرب”.
اقرأ أيضًا: بالوثائق: تورط المخابرات التركية بتهريب المخدرات والسلاح لمتطرفين بحماية إردوغان
ولم يمض أسبوع واحد على العقوبات، حتى كشفت السلطات الإيطالية عن ضبطها سفينة قادمة من إيران تقل 270 كغم من الهيروين في ميناء جنوى، وهي أكبر كمية تضبط من المخدرات منذ نحو 20 سنة. وذكر متحدث باسم الشرطة الإيطالية أن السفينة أبحرت من ميناء بندر عباس الإيراني، ورست في هامبورغ بألمانيا وفالنسيا في إسبانيا، قبل وصولها إلى ميناء جنوى يوم الـ17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث ضبطت الشرطة الإيطالية شحنة الهيروين. وأشار المتحدث إلى أن الشرطة الإيطالية سمحت لمهربي المخدرات بمواصلة نقل جزء صغير من الشحنة باتجاه هولندا برًا على متن شاحنة، وراقبت الشاحنة في طريقها عبر سويسرا وفرنسا وبلجيكا، وصولًا إلى مدينة روسيندال الهولندية، وعليه وبعد وصول الشاحنة إلى مكانها المقرر، داهمت الشرطة الهولندية والإيطالية المستودع يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني، واعتقلت شخصين من أصول تركية.
تهريب المخدرات ليس بالأمر الجديد على النظام في إيران التي تعتبر من أكبر مهربي المخدرات في العالم؛ فهي أكبر مشترٍ للأفيون الأفغاني، وأحد أكبر منتجي الهيروين في العالم، حسب برقية سرية صدرت بتاريخ 12 يونيو/حزيران 2009 عن السفارة الأمريكية في باكو، ونشرها موقع “ويكيليكس” في يناير/كانون الثاني 2016. كما أن دخول النظام الإيراني سوق المخدرات عبر الحرس الثوري يعود لعام 1982 كما قال الدبلوماسي الإيراني السابق، أبو الفضل إسلامي، في مقابلة سابقة مع “التايمز” البريطانية، وكان ذلك بالتزامن مع هبوط أسعار النفط؛ حيث سمحت القيادة الإيرانية للحرس الثوري بأن يدخل في تجارة الممنوعات وعمليات التهريب وغسل الأموال لتغطية تكاليف حروبه، بهدف الاكتفاء الذاتي، علمًا أن الحرس الثوري يتكفل منذ سنوات بتأمين الحدود الشرقية مع باكستان وأفغانستان، وهو ما يثير الشكوك حول علاقته بعصابات تهريب المخدرات، ومسارات مرورها إلى الدول الأخرى.
اقرأ أيضًا: لماذا يتعاطى الجنود الإسرائيليون المخدرات قبل تنفيذ المهام القتالية ضد الفلسطينيين؟
وكشفت تقارير إعلامية سابقة مدى تورط النظام الإيراني في تجارة وتهريب المخدرات، كان آخرها ما كشفه رئيس منظمة دانا الزراعية في محافظة كوهكيلويه وبوير أحمد جنوب شرق إيران، فضل الله أذرفر، في أغسطس/آب الماضي، بحصول مواطن علی قرض قدره 400 ملیون تومان، من “لجنة إغاثة الإمام الخميني” الحكومية، لإیجاد فرصة عمل، وزرع بدل ذلك عشبة الماريجوانا المخدرة.
وبهذا التاريخ الأسود للنظام الإيراني في تجارة المخدرات، لن يكون إعلان الشرطة الإيطالية عن ضبط أكبر شحنة هيروين منذ 20 سنة، هي النهاية، بل هي بداية لسلسلة تهريب بكميات مضاعفة تستهدف قارة أوروبا، التي تعتبر بجميع دولها أكبر مستهلك للمخدرات بنسبة 19%، وتليها إيران بنسبة 15%.
اقرأ أيضًا: القصة الكاملة لمسارات تهريب المخدرات من إفريقيا إلى أوروبا
حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا