الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
إيران تستفز الفلسطينيين واللبنانيين بوصف “خطوط المواجهة الأمامية”!
قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني تحدث عن توريط دول أخرى في المواجهة مع الولايات المتحدة.. وعلى رأسها لبنان وقطاع غزة

كيوبوست
أثارت التصريحات التي أدلى بها قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني علي حاجي زادة، والتي اعتبرت أن كلاً من قطاع غزة ولبنان، هما من الخطوط الأمامية للمواجهة مع إسرائيل، حالة من الجدل في الأوساط اللبنانية والفلسطينية؛ حيث أكد القائد العسكري الإيراني أن ما يمتلكه البلدان من قدرات صاروخية تم بدعم إيراني.
وخلال المقابلة المثيرة للجدل، والتي أذاعتها قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله”، قال زادة: إن إيران علَّمت المقاومة صناعة الصواريخ، مؤكداً أن القدرات الصاروخية لإيران ليست للتفاوض، ولا يحق لأحد طلب هذا الأمر من بلاده.

تصريحات خطيرة

يصف الدكتور خالد عزي؛ أستاذ العلاقات الدولية في لبنان، تلك التصريحات بالخطيرة؛ والتي تجر لبنان إلى الصراع الأمريكي- الإيراني، ما سينقل الصراع خارج إيران للدول التي يتمركز فيها وكلاؤها؛ ومن بينها لبنان، خصوصاً أن “طهران تسعى لإبراز قوتها والتأكيد أن لديها أوراق لعب قوية يمكن أن تفاوض وتناور بها مع الولايات المتحدة”، في ظل القلق من تزايد الوجود العسكري في المنطقة مؤخراً.
وأكد عزي أن إيران لن تقوم بضرب واستهداف المصالح الأمريكية؛ نظراً لإدراكها التداعيات الأمريكية ورد الفعل العاصف الذي سيحدث، مشيراً إلى أن لبنان واقع تحت السيطرة الإيرانية بشكل كامل من خلال “حزب الله”.
“في حال تعرضت إيران إلى عدوان أمريكي مباشر، فإن أذرع إيران في المنطقة ستتحرك؛ سواء في لبنان أو العراق أو غزة، وحتى في اليمن”، حسب رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات ببيروت العميد الركن هشام جابر، الذي يرى في تعليق لـ”كيوبوست”، أن التحرك الأمريكي سيجعل المصالح الأمريكية والإسرائيلية أهدافاً لـ”حزب الله” ووكلائه في المنطقة.
وأضاف جابر أنه رغم الاستنكار اللبناني الواسع لتصريحات المسؤول الإيراني؛ فإن الواقع يقول إن “حزب الله” سيتحرك لدعم إيران، ليس فقط لأن أمينه العام حسن نصر الله، يؤكد مراراً وتكراراً أنهم جزء من إيران؛ ولكن لأن التوتر سيكون على نطاق أوسع من المواجهة المباشرة بين واشنطن وطهران، مشيراً إلى أن الحديث الإيراني جاء كرسالة للأمريكيين والإسرائيليين بتحريك جميع الجبهات الممكنة في حال حدوث الاعتداء المباشر.
وأكد جابر أن غالبية اللبنانيين لن يؤيدوا “حزب الله” إذا بادر بالضربة الأولى؛ لأنها ستؤدي إلى رد فعل عنيف قد يدفع نحو تخريب لبنان على خلفية النزاع الأمريكي- الإيراني، لكن الوضع سيختلف حال ما إذا كانت الضربة الأولى إسرائيلية.
اقرأ أيضًا: دور حزب الله في شرق أوسط متغيّر
وأكد قائد القوات الجوية بالحرس الثوري، خلال المقابلة التي أُجريت بالتزامن مع مرور عام على اغتيال الولايات المتحدة قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، أن بلاده تقف مع أي طرف يواجه إسرائيل، مشيراً إلى أن الدول العربية ستكون المتضرر الأكبر من أي حرب مع إيران؛ لأن طهران لن تفرق بين القواعد الأمريكية والدول التي تستضيفها حال نشوب الحرب.
“يبدو أن حاجي زادة يُصدِّق الدعاية التي تبثها أجهزة حكومته الإعلامية، ويعيش في العالم الافتراضي الذي تحاول حكومته خداع شعبها وأمتنا العربية لتصديقه”، حسب ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري في حركة فتح، والذي يؤكد، في تعليق لـ”كيوبوست”، أن التصريحات عن مساواة حيفا وتل أبيب بالأرض حال ارتكبت أية حماقة ضد إيران، يطرح العديد من التساؤلات؛ خصوصاً أن إيران تعرضت إلى عدة هجمات من قِبل إسرائيل والولايات المتحدة، سواء باغتيال سليماني أو باستهداف القوات الإيرانية الموجودة في سوريا وغيرها، ولم يحدث رد.
اقرأ أيضًا: بناء صورة حزب الله بعد الحرب الأهلية السورية
صمت وتغاضٍ

لو كان لدى إيران القدرة على الرد ما انتظرت عاماً كاملاً على مقتل سليماني، حسب وزير العدل اللبناني الأسبق أشرف ريفي، الذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن هذه التصريحات لا تعتبر سوى جزء من دفعة معنوية لا أكثر يريد بها المسؤول الإيراني مغازلة الشارع، ورفع معنويات أنصاره.
والتزمت الدولة اللبنانية الصمت تجاه التصريحات الإيرانية، في وقتٍ علق فيه الرئيس ميشال عون، بشكل غير مباشر، على التصريحات، بتغريدة عبر “تويتر” قال فيها: “لا شريك للبنانيين في حفظ استقلال وطنهم وسيادته على حدوده وأرضه وحرية قراره”.

يرى أشرف ريفي أن رد الرئيس اللبناني مخيب للآمال، منتقداً عدم سماع صوت للسلطة في لبنان تجاه ما حدث، ومعتبراً في الوقت نفسه أن الصمت الرسمي يعبر عن الصورة الحقيقية في كون “حزب الله” أصبح مُصادراً للقرار اللبناني، وحوَّل البلاد إلى ساحة مبارزة بين إيران والولايات المتحدة بأسلحته، والتي لا تهدف إلى حماية الشعب اللبناني؛ بل لحماية المصالح الإيرانية في المنطقة.
اقرأ أيضًا: الأسئلة الأربعة الحرجة بعد اغتيال سليماني
كما انتقد الدكتور خالد عزي الاستباحة الحادثة مع الدولة اللبنانية من قِبل طهران، وعدم تحرك رئيس الجمهورية والقيادات الأمنية للرد على التصريحات بشكل رسمي، من خلال استدعاء السفير الإيراني وإبلاغه رسالة استنكار شديدة اللهجة، مشيراً إلى أن رد الفعل الخجول حتى من بعض السياسيين اللبنانيين يؤكد أن بيروت أصبحت أسيرة لإيران في ظل وجود صواريخ على الأراضي اللبنانية هدفها حماية دولة أخرى.

واستبعد ديمتري دلياني أن يكون هناك تعقيب من الرئاسة الفلسطينية على هذه التصريحات التي تسيء إلى الفلسطينيين جميعاً.
واعتبر ديمتري دلياني أن حديث حاجي زادة عن المقاومة الفلسطينية بهذا الأسلوب، فيه إهانة واستعلاء وتناسٍ لفضل منظمة التحرير الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، في تدريب وتمويل الثورة الإيرانية التي أتت بحاجي زادة وغيره، والتي من دونها لكان حاجي زادة في السجن أو المنفى، مشيراً إلى أن إيران بسبب السياسات الحالية للنظام تعاني حصاراً اقتصادياً وتخوض حروباً لا ناقة لها بها ولا جمل، ويموت أبناؤها ويُستنفد ما تبقى من ثرواتها ويهاجر منها خيرة شبابها.