الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
إيران تساعد تركيا وحكومة الوفاق الوطني في ليبيا.. وكذلك الولايات المتحدة!

كيوبوست – ترجمات
يزداد الوضع على الأرض سوءاً في ليبيا مع كل ثانية، ويعاني مجلس النواب وجيشه؛ الجيش الوطني الليبي، صراعات دموية مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا منذ أشهر. وقد أدى ذلك إلى انقسام داخل حلف شمال الأطلسي؛ حيث انضمت فرنسا إلى التحالف الذي تقوده مصر ضد تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط، في حين تقدم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الدعم العسكري والسياسي، في البداية ضد “داعش” و”القاعدة”، إلى ميليشيا مصراتة التابعة لجماعة الوفاق الوطني.
اقرأ أيضاً: الاختراق التركي المقلق في ليبيا
وتتمثل المشكلة في أن حكومة الوفاق الوطني باتت الآن حاضنة لمجموعة متنوعة من الإسلاميين والإرهابيين والعصابات الإجرامية؛ حيث يشغل معتقلون سابقون في غوانتانامو، ينتمون إلى تنظيم القاعدة، مناصب عسكرية. وعلاوة على ذلك، فإن معظم الأراضي الليبية الشاسعة والنفط، الذي ترغب فيه تركيا التي تعاني ندرة الموارد، يقع تحت سيطرة خليفة حفتر.
وقد قامت مصر بنقل قواتها إلى الحدود الليبية، بعد عدم ورود أي ردود من جانب حكومة الوفاق الوطني بشأن مبادرة القاهرة للسلام المقترحة، والتي من شأنها أن تضع حداً للأعمال العدائية، وتُعيد البلد إلى مسار إعادة الدمج. وإذا تدخلت مصر في الأمر، فمن المرجح أن يؤدي هذا إلى متاعب أكبر بكثير بالنسبة إلى حكومة الوفاق الوطني ومؤيديها.
اقرأ أيضاً: سياسة المصالح الخبيثة بين إيران وتركيا
ففي حين تتأرجح معركة جماعات الضغط من أجل كلا الجانبين في واشنطن، والغلبة حتى الآن لجماعات الضغط التركية والقطرية الموالية لسيطرة حكومة الوفاق الوطني لإبقاء الولايات المتحدة على اتصال بأردوغان، فإن الأدلة الأخيرة تشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة يعودان إلى ليبيا ويزدهران، مع شق تنظيم القاعدة طريقه إلى ليبيا عبر الحدود التونسية التي يسهل اختراقها، جنباً إلى جنب مع الدعم اللوجيستي والإنساني المقدم من قطر عبر جنوب تونس.

وبعد ساعاتٍ فقط من ظهور شائعات مؤكدة حول اتفاقية تعاون بين تركيا وإيران، بدأ مقاتلو سرايا أنصار بيت المقدس يتدفقون على البلد عبر مصراتة. وأمكن للجنود دخول البلد عبر تونس بواسطة سفينة. والحقيقة البسيطة التي تؤكد أن هذه العمليات تتم على نحو مفاجئ على أرض الواقع في بلدٍ لا شأن لهم به تضفي مصداقية على حقيقة مفادها أن جهات فاعلة أجنبية يتم جلبها لتقويض البلاد. واستيراد تركيا للمرتزقة السوريين ليس سوى بداية.
اقرأ أيضاً: وكلاء الخراب.. العلاقات والمصالح بين إخوان ليبيا وأردوغان
وتتناقض هذه التطورات مع السياسة الخارجية الأمريكية القائمة على الحفاظ على علاقة وثيقة مع تركيا لمعادلة النفوذ الإيراني في سوريا وأماكن أخرى في المنطقة. بل على العكس من ذلك، تُظهر التحركات التركية الأخيرة استعداد أردوغان للعمل مع مجموعة متنوعة من الحلفاء، بل وإقامة علاقات حيث تبدو المعارك الأيديولوجية حتمية. والآن أصبح تشكيل الكتلة الإسلامية، الذي استند في البداية إلى علاقة تركيا بقطر وباكستان وماليزيا، يشمل حكومة الوفاق الوطني الليبية، وتونس، وربما حتى حكومة المجلس العسكري العلماني في الجزائر.
والسؤال الآن هو: أين تقف الولايات المتحدة من هذه القضايا؟ لدينا علاقات دبلوماسية طويلة الأمد مع تركيا وتحالفاتها؛ فالقيادة التركية تحب دائماً أن تُدلي بحقيقة أن “قاعدة أنجرليك” ضرورية من الناحية التكتيكية للاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. هل يعني هذا أن الولايات المتحدة سوف تقف إلى جانب تركيا في هذه الجهود، حتى بعد أن يثبت أن إيران متورطة بشكل مباشر؟
اقرأ أيضاً: هل توصل أردوغان إلى صفقة مع ترامب حول ليبيا؟
وإذا لم تتعامل الولايات المتحدة مع الوضع بحرص، فإنها ستعطي عن غير قصد الضوء الأخضر للأشخاص أنفسهم الذين كانوا يقاتلونها لسنواتٍ عديدة. والآن، أصبحت الميليشيات التي تدعمها إيران بالوكالة على الأرض على مرأى من الجميع، جنباً إلى جنب مع تنظيم القاعدة، وما تبقى من تنظيم داعش. ويجب على المجتمع الدولي أن ينتبه إلى ذلك، ويدق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان.
المصدر: مودرن بوليسي