اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون دولية
إلى أي مدى استفاد الإيرانيون من الجاسوس الإسرائيلي؟
وزير إسرائيلي يتجسس لصالح إيران!

كيو بوست –
اتهامات بالتجسس لصالح إيران وجهت إلى وزير سابق في الحكومة الإسرائيلية يدعى غونين سيغيف. ويعتبر هذا الإعلان أحد أكبر الصدمات التي تلقتها إسرائيل منذ سنوات، بسبب منصب المتهم بالتجسس لصالح إيران، وطول المدة التي تجسس فيها على الدولة العبرية.
وكان سيغيف قد شغل منصب وزير الطاقة في إسرائيل، بين عامي 1995 و1996، لكنه تجنّد للمخابرات الإيرانية منذ عام 2012 على الأقل، حتى اعتقاله الشهر الماضي.
اقرأ أيضًا: تعرف على قصة المغربي الذي فضح أسرار إسرائيل – ما علاقة الموساد بالأمر؟
ويتهم جهاز الأمن الإسرائيلي الداخلي الوزير السابق بأنه التقى في نيجيريا –حيث يعيش- مسؤولين في السفارة الإيرانية هناك، وبأنه زار طهران مرتين بهدف عقد اجتماعات مع مسؤولين في المخابرات من أجل توجيهه.
وبحسب الاتهامات، فإن الوزير الإسرائيلي قدم معلومات هامة لإيران تتعلق بمواقع أمنية وعسكرية في إسرائيل، إضافة إلى معلومات حول مسؤولين كبار في المؤسسات الإسرائيلية العسكرية والسياسية، ومعلومات تتعلق بقطاع الطاقة، الذي كان يشغل منصب وزير لها.
وأسهم سيغيف في لقاء عسكريين إسرائيليين مع رجال من المخابرات الإيرانية، دون أن يكشف هوية هؤلاء الحقيقية للإسرائيليين، في خطوة يعتقد أنها كانت تهدف إلى اختراق القطاع الأمني والعسكري في إسرائيل من قبل المخابرات الإيرانية.
سؤالان يقلقان الأمن الإسرائيلي
منذ إلقاء القبض على الوزير السابق بتهمة التجسس لإيران، يدور في ذهن المحققين الإسرائيليين سؤالان هامان ومركزيان، تتمحور حولهما عملية التحقيق مع المشتبه به.
السؤال الأول يدور حول مدى دقة المعلومات التي نقلها سيغيف إلى الإيرانيين، والسؤال الآخر حول إمكانية قيامه بتنظيم لقاءات بين إسرائيليين وإيرانيين آخرين، غير ما تم الإعلان عنه.
فيما يتعلق بالسؤال الأول، يدور الحديث عن أن الوزير ترك السياسة والعمل الوزاري منذ أكثر من 20 عامًا. ويعتقد بأنه منذ ذلك الحين، أصبح بعيدًا عن العمل السياسي، وعن المعلومات الدقيقة التي يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على القضايا الأمنية. وبالتالي، هل يمكن أن تكون المعلومات المقدمة لإيران معلومات دقيقة وحديثة، أم أنها مجرد معلومات قديمة لا تسمن ولا تغني من جوع؟ هذا السؤال يراود المحققين في القضية.
فيما يتعلق بالسؤال الثاني، يدور الحديث عن رغبة إيرانية في اختراق الأمن الإسرائيلي، من خلال تنظيم لقاءات مع إسرائيليين، دون الكشف عن هوية الإيرانيين الحقيقية، التي ما هي إلا عناصر مخابراتية.
أراد المشغلون في طهران أن يربط سيغيف بينهم وبين المسؤولين الإسرائيليين الكبار في الدولة، وهو ما جرى فعلًا مع بعض الأسماء، إلا أنه من غير المعروف الآن كم هو عدد الأشخاص الذين نظم سيغيف لقاءات لهم مع الإيرانيين. هل رتب العميل الإيراني لقاءات مع مسؤولين آخرين؟ هل قال للمسؤولين الإسرائيليين إن الذين كانوا معهم في الاجتماعات إيرانيين؟ ليس من الواضح ما هي الإجابة الدقيقة على مثل تلك الأسئلة.
الأموال التي دفعها الإيرانيين للعميل الإسرائيلي تكشف عن استفادة كبيرة منه، ولولا ذلك، وفق رواية جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، لما دفعوا كل تلك الأموال له، إذًا، إلى أي مدى استفاد الإيرانيون من العميل، ليدفعوا له كمية كبيرة من الأموال؟
هناك الكثير من المعلومات التي لا تزال خافية، وهناك الكثير من المعلومات أيضًا التي لم ينشرها جهاز الأمن الداخلي عن مجريات التحقيقات، لكن من الواضح أن هذه القضية شكلت ردًا رمزيًا انتقاميًا على سرقة أرشيفات الملف النووي الإيراني، الذي أعلن عنه نتنياهو في بداية مايو/أيار الماضي.