الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

إلهان عمر متهمة بالزواج من أخيها

ترجمات-كيوبوست

أقامت مجموعة النشطاء المعروفة بـ”جوديشيال ووتش” عددًا من الشكاوى الأخلاقية ضد إلهان عمر؛ حيث تم اتهام نائبة مجلس النواب الأمريكي من قِبَل المؤسسة ذات الميول المحافظة، ببعض الاتهامات الشائنة؛ من بينها التحايل على قانون الهجرة الأمريكي. وهكذا تجد عمر نفسها مضطرة إلى مواجهة تقرير جديد، من المفترض أنه يتضمن نتائج تحقيقات استمرت ثلاثة أعوام متصلة؛ من بينها اتهامها بالزواج من أخيها بالدم “أحمد نور سعيد علمي” عام 2009؛ بغرض تحقيق بعض المكاسب غير المشروعة من خلال وثيقة الزواج.

ولإلهان عمر قصة صعود جذابة؛ فهي أمريكية من أصل صومالي، قدمت مع عائلتها إلى أرض الأحلام وهي لا تزال طفلة صغيرة، ثم حصلت على الجنسية الأمريكية في عمر السابعة عشرة. وقد تمكنت من دخول مجلس النواب الأمريكي عن ولاية مينيسوتا عام 2018، وحققت صيتًا ذائعًا بصحبة ثلاثة من النائبات الجدد؛ جميعهن قادمات من أقليات عرقية ودخلن المجلس في التوقيت نفسه.

لكن يبدو أن التقرير الجديد أضاف أبعادًا أخرى أكثر تشويقًا إلى القصة. فزواجها الثاني من علمي لم يعد أمرًا شخصيًّا كما يفترض؛ حيث لا أحد يفهم كيف أتمت زواجها الثاني في الفترة التي تخللت زواجها الأول، ثم إن علمي، حسب التقرير، أخوها بالدم، وهذا يثير  عدة شكوك حول القصة برمتها.

اقرأ أيضًا: تضاعف اهتمام المسلمين الأمريكيين بالسياسة خلال عامين فقط لهذه الأسباب

وهكذا اتخذت الأمور وتيرة سريعة، بدأت بظهور التقرير ثم تعقيب دونالد ترامب على الادعاءات الواردة فيه، ومن ثَمَّ وجدت مجموعة “جوديشيال ووتش” الفرصة سانحة لمطالبة لجنة الأخلاقيات بالكونجرس بإجراء تحقيق موسع حول الأمر.

توم فيتون مدير مؤسسة “جوديشيال ووتش”

“يبدو أن هنالك بعض الأدلة على شروع النائبة ذائعة الصيت إلهان عمر، في اختراق القوانين الحاكمة لمجلس النواب”، هكذا قال توم فيتون، مدير مؤسسة “جوديشيال ووتش” في الخطاب الذي وجِّه إلى رئيس لجنة الأخلاقيات بالكونجرس ديفيد سكاجز. كما أضاف فيتون: “على مجلس النواب أن يبدأ في إجراء التحقيقات في الاتهامات الموجهة ضد عمر”. كما دعا فيتون المواطنين الأمريكيين إلى التعبير عن وجهات نظرهم في تلك السلوكيات الشائنة، وذلك من خلال دفع ممثليهم في مجلس النواب إلى التصدي لهذا الوضع.

ومن المعروف أن مؤسسة “جوديشيال ووتش” قد نشأت في الأساس كجهة رقابية مستقلة؛ حيث تركز اهتمامها حول رفع الدعاوى القضائية الخاصة المتعلقة بتداول المعلومات، خصوصًا إذا تعلَّق الأمر بالمسؤولين الحكوميين. وبالنسبة إلى عمر، فهي تواجه تقريرًا صادمًا أعدَّه ثلاثة من خبراء المؤسسة؛ هم على الترتيب: ديفيد سينبيرج، وبريا سامسوندر، وسكوت بلوج.

أما الجانب الآخر من القصة فهو “أحمد سعيد علمي”، الذي يحمل بدوره الجنسية الإنجليزية منذ زمن بعيد؛ حيث تسبب زواجه من إلهان عمر في موجة الاتهامات التي أسلفناها، والناتجة عن شكوك في استغلال عمر وثيقة الزواج لمساعدة أخيها في الحصول على الجنسية الأمريكية. وما يزيد الأمر سوءًا هو حصوله بعد ذلك على بعض القروض المخصصة لطلبة الجامعات، وذلك بعد انضمامه إلى جامعة ولاية نورث داكوتا، التي لم يمكن له الحصول عليها إلا بعد حصوله على الجنسية؛ ما يجعل الاتهام الموجه إلى عمر اتهامًا مزدوجًا.

أحمد نور سعيد علمي

وقد أتمت عمر إجراءات طلاقها من علمي عام 2017، وذلك من خلال تقديم طلب للحصول على وثيقة الطلاق بالطرق البديلة؛ حيث قامت بتقديم الطلب من مكانها في ولاية مينيسوتا، وأقرَّت تحت القسم ببعض الأمور؛ من بينها تأكيد انقطاع صلتها بأخيها منذ عام 2011، كما أكدت عدم معرفتها بالمكان الحالي لأخيها وزوجها السابق (حسب ادعاء التقرير). إلا أن الخبراء الذين أعدوا التقرير أشاروا إلى رواية مختلفة.. فطبقًا لتتبعهم حساب عمر على “إنستجرام”، لم تقُم إلهان عمر بقطع علاقتها بسعيد على النحو الذي أشارت إليه؛ حيث سبق أن التقيا بمدينة لندن عام 2015، وهو ما يُعقد الوضع بالنسبة إلى نائبة البرلمان التي أقسمت على صدق البيانات الواردة في الطلب سالف الذكر؛ أي أنها قد تصبح مُدانة بالكذب تحت القسم علاوة على ما سبق.

اللقاء العائلي لعمر مع علمي عام 2015

“ربما تثبت هذه الحقائق تورط عمر في مخالفات قانونية، هي الأكثر فداحة على مدى تاريخ مجلس النواب الأمريكي”، هكذا عقَّب ستيرنبرج، أحد الخبراء الذين أعدوا التقرير، والذي أضاف أن “مؤسسة (جوديشيال) هي مؤسسة تعليمية غير حزبية”، وعلى ما يبدو أنه يرغب في تأكيد موضوعية التقرير.

ترامب بدوره لم يُضَيِّع على نفسه فرصة التعقيب على هذه الأحداث، وربما يعرف الجميع الخلافات القديمة التي تجمعه مع إلهان عمر، وقد كونت بالإضافة إلى ثلاث نساء أخريات ينتمين إلى أقليات عرقية (ألكساندريا كورتيز من أصل بورتريكي، ورشيدة طليب من أصل فلسطيني، وآيانا بريسلي من أصل إفريقي)؛ جميعهن من الأعضاء الجدد في البرلمان، فريق عمل واحدًا. وسبق أن وجَّه ترامب إليهن خطابًا وصف بالعنصري على نحو واسع؛ حيث طالبهن بالرجوع إلى بلدانهن الفاسدة قبل الشروع في توجيه الاتهامات إلى الحكومة الأمريكية.

اقرأ أيضًا: الفلسطينية رشيدة طليب أول عربية تفوز بالكونغرس الأمريكي: فمَن تكون؟

النائبات الأربع (من اليسار إلى اليمين) رشيدة طليب وآيانا بريسلي وإلهان عمر وألكساندريا كورتيز

“هناك كثير من الأقاويل التي تؤكد زواجها من أخيها، لا أعلم الكثير حول هذا الأمر”، هكذا عقب ترامب حول ما ورد بالتقرير في مؤتمر صحفي عُقد “الأربعاء” الماضي، ثم أضاف قبل أن يغادر القاعة بالبيت الأبيض: “لابد أن أحدهم سيتولى التحقيق في الأمر”. وعلى ما يبدو أن كلمات ترامب القليلة هذه قد وضعت القضية فجأة تحت المجهر، والتالي نحن في انتظار المزيد خلال الأيام القادمة. 

المصدر: “دايلي ميل

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة