الواجهة الرئيسيةتكنولوجياثقافة ومعرفةشؤون عربية
“إكسبو دبي” يطلق أسبوعاً لاستكشاف الفضاء بشكل مثمر
زوار الحدث العالمي على موعد مع فعاليات مرتبطة بالفضاء لمدة أسبوع في عدة أجنحة من بينها الإمارات وفرنسا

كيوبوست
أطلق “إكسبو 2020 دبي” أسبوع الفضاء تحت عنوان “كيف يمكننا استكشاف آفاق جديدة بطريقة آمنة ومثمرة؟”، وهو الأسبوع الذي يشهد العديد من الفعاليات والندوات من خلال الاحتفاء بالمهمات الناجحة التي حققتها الدول في استكشاف الفضاء، باستضافة نخبة من رواد الفضاء البارزين والخبراء في مجال استكشاف الفضاء.
ويتضمن أسبوع الفضاء رحلة (جولة في الفضاء) التي تحتفي بعلاقة البشرية بالحدود الخارجية لكوكب الأرض، من خلال استخدام تقنيات حديثة تمنح الرحلة روح المغامرة، بجانب استعراض عدد من القصص المدهشة حول غزو الفضاء؛ بما فيها مهمة مسبار الأمل الإماراتي لاكتشاف المريخ.

ويشهد أسبوع الفضاء مشاركة أجنحة عدة دول رئيسية؛ لمناقشة عدة موضوعات، من بينها تحسين الحياة على الأرض والتعامل مع التحديات، بالإضافة إلى جهود تغير المناخ والتدهور البيئي، في وقت سيكون زوار “إكسبو” فيه على موعد مع نشاطات متنوعة بأجنحة عدة دول لها تجارب في الفضاء.
فالجناح الهندي سيتضمن التجربة الهندية في اكتشاف الفضاء وكيفية استفادة قطاعات الصحة والدفاع والموارد الطبيعية، بينما سيتضمن الجناح الفرنسي عرضاً لاستكشاف إنجازات وكالة الفضاء الفرنسية، وسيتضمن الجناح الكندي التأثير الابتكاري في مجالات عدة؛ بدءاً من الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة ووصولاً إلى استكشاف الفضاء والمجال الجوي، حيث يعرض لمحات عن برامجها السابقة والحالية والمستقبلية في تلك المجالات.
اقرأ أيضاً: إكسبو دبي.. فرصة فريدة للإمارات والعالم
ويتضمن الجناح السويسري تسليط الضوء على جهود استدامة الخدمات اللوجستية للفضاء وتقديم الحلول لمعالجة قضية المخلفات الفضائية الملحة، بينما تستعرض كازاخستان “مركز المستقبل” الذي صُمِّمَ على هيئة سفينة فضاء الأبحاث في مجال التقنيات الرائدة والتطورات العلمية.

وتطلق جامعة الإمارات، انطلاقاً من مسعاها في التركيز على دور الشباب في ريادة مجال استكشاف الفضاء، “برنامج المستكشفين” في “إكسبو”، ويهدف إلى إشراك الشباب في وضع حلول للتحديات المتعلقة بالفضاء، ويُمَكِّن الزوار من التعرف على فرص إقامة مشروعات في مجال الفضاء؛ من بينها إدارة الحركة الجوية للمركبات الفضائية، وذلك أثناء أسبوع الفضاء.

وسيكون من بين المشاركين عدد كبير من علماء الفضاء والمتخصصين بوكالات الفضاء الدولية على مدار الأسبوع؛ للقاء والمناقشة، ومن بينهم الدكتور ماتياس ديترمان، أستاذ التاريخ المشارك في برنامج الفنون والعلوم الليبرالية، في جامعة فرجينيا كومنولث، والذي يقول لـ”كيوبوست”: إن لديه حماساً كبيراً للحضور والمشاركة في فعاليات “إكسبو 2020 دبي”، والاطلاع على التقدم الكبير الذي أحرزته الإمارات في قطاع الفضاء.
يعبِّر ديترمان عن أمله في إجراء اتصالات مع العلماء والمهنيين المهتمين بالتعاون، بالإضافة إلى رغبته في لقاء عالمات الإمارات في مجال الفضاء؛ خصوصاً أن انخراط المرأة في مجال الفضاء جاء بعد أن سيطر الرجال على هذا التخصص عند نشأته في الولايات المتحدة على العكس من برنامج الفضاء الإماراتي الطموح المعتمد على مشاركة المرأة في أدوار رئيسية منذ بدايته.

يرى ماتياس ديترمان أن الاهتمام الإماراتي بشكل خاص والخليجي بشكل عام بإتاحة الفرص للمرأة لتكون منخرطة في الأنشطة المختلفة، يعطي صورة مختلفة عن الصورة النمطية بأن اهتمامات المرأة مرتبطة بالسلع الفاخرة أو الأعمال الفنية فحسب، مشيراً إلى أن هناك حاجة متزايدة إلى وجود نماذج نسائية في الصناعات التكنولوجية المتقدمة؛ بما فيها قطاع الفضاء.
يؤكد أستاذ التاريخ أن لدى “إكسبو 2020 دبي” اهتماماً باكتشاف فرص جديدة لتحقيق التقدم التكنولوجي المستدام في العديد من المجالات؛ بما فيها الفضاء، وهذا الأمر مهم لدول المنطقة بشكل خاص في ظل العمل على تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري؛ وهو أمر يحتاج إلى مزيد من الجهود المشتركة.
مصدر إلهام
من بين المشاركين أيضاً في أسبوع الفضاء الدكتور مشهور أحمد الوردات، أستاذ الفيزياء الفلكية في قسم الفيزياء التطبيقية وعلم الفلك بجامعة الشارقة وأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، الذي يقول لـ”كيوبوست”: إن مشاركتهم في فعاليات أسبوع الفضاء ستكون من خلال الظهور الإعلامي والحديث عن قطاعات الفضاء ورؤى دولة الإمارات في هذا المجال، مشيراً إلى أنهم قاموا بتصوير فيلم خاص يُعرض في “إكسبو” من خلال علماء مختصين في الفلك والفضاء.
وأضاف أن لديهم حرصاً على مشاركة الموظفين في ظهور إعلامي مباشر من قلب الحدث؛ خصوصاً في أسبوع الفضاء العالمي، وهو دور من أدوار أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، مشيراً إلى أنه سيتم تفريغ الموظفين، لحضور هذه المناسبة؛ للاحتكاك مع الخبرات التي توجد في معرض “إكسبو ٢٠٢٠”، لأن وجود مؤسسات فضائية عالمية هو فرصة للجميع لتبادل المعرفة والخبرة.

وأكد الوردات أن هذا الاهتمام ليس وليد اللحظة، وإنما بدأ منذ السبعينيات على يد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد آل نهيان، الذي استقبل رواد الفضاء الذين شاركوا في رحلة أبولو في بداية السبعينيات؛ وهو النهج الذي يُستكمل إلى يومنا هذا من خلال خطط الإمارات المستقبلية، وأهمها اكتشاف كوكب الزهرة بعد نجاح مهمة مسبار الأمل إلى المريخ.
وأوضح أن “إكسبو 2020 دبي” يستقطب كل الكفاءات من أنحاء العالم؛ خصوصاً الدول السباقة في قطاع الفضاء، بالإضافة إلى الدول النشطة التي تستعد لخوض غمار استكشاف الفضاء، كما يصادف في نفس الفترة استضافة دبي مؤتمر الفضاء الدولي الـ72، وهذا يعني أن الإمارات أصبحت وجهة لكل المستثمرين والمطورين والمستكشفين، وبيئة تجذب العالم للفضاء.
يشير الوردات إلى أن النتائج ليست آنية؛ لكن مجرد استضافة هذا الحدث هو نجاح كبير ليس لدولة الإمارات فحسب، ولكن للوطن العربي ككل، حيث تشارك كبرى المؤسسات في أكبر تجمع ثقافي اقتصادي في المنطقة، لافتاً إلى أن قطاع الفضاء تحديداً، سيستفيد من فعاليات “إكسبو دبي” في تنمية ودعم اقتصاد الفضاء والمشروعات الوطنية في هذا القطاع.