الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دولية
إكسبو دبي.. فرصة فريدة للإمارات والعالم
تحضيرات إقامة "إكسبو 2020" استغرقت نحو 10 سنوات وسط اهتمام دولي بالنسخة الأولى التي تُقام في الشرق الأوسط

كيوبوست
تشهد ساحة الوصل، الخميس المقبل، في دبي، حفل افتتاح “إكسبو 2020” بعد نحو 10 سنوات من التخطيط والإعداد للحدث الأبرز عالمياً، والذي يستمر لمدة 6 أشهر، في وقت بدأ فيه موقع “إكسبو” في استقبال الآلاف من عائلات فريق عمله وأصدقائهم والضيوف الذين تمت دعوتهم بشكل خاص لاكتشاف المعرض خلال فترة التشغيل التجريبي، والتي تختبر جاهزية المرافق قبل الاستقبال الرسمي، الجمعة المقبلة.
ويتضمن “إكسبو دبي” مشاركة 192 دولة ونحو 60 فعاليةً وحدثاً يومياً، تستمر على مدار 182 يوماً، تبدأ من أول أكتوبر حتى نهاية مارس المقبل، وسط اهتمام دولي بالنسخة التي تُقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط والوطن العربي.

ومن ضمن فعاليات “إكسبو 2020” برنامج الإنسان وكوكب الأرض؛ وهو منصة لتبادل الأفكار والابتكارات الجديدة بحرية وانفتاح، يهدف إلى المساعدة في وضع تصور جديد للاقتصاد العالمي، وهو تصور يضع المساواة والاحترام العالمي والكرامة الإنسانية في قلب التقدم البشري، ويغرس شعوراً بالمسؤولية تجاه التعايش مع عالم الطبيعة في انسجام وتوازن.

وتنعقد في إطار البرنامج أسابيع تخصصية لمناقشة أخطر التحديات التي تواجه البشرية، وأهم الفرص السانحة للتعامل معها؛ تبدأ بأسبوع المناخ والتنوع الحيوي، مروراً بأسابيع “الفضاء” و”التنمية الحضرية والريفية” و”التسامح والشمول” و”المعرفة والتعلم” و”السفر والاتصال” و”الأهداف العالمية” و”الصحة واللياقة” و”الغذاء والزراعة وسبل العيش”، لتختتم بأسبوع المياه في الفترة من 20 إلى 26 مارس.
اقرأ أيضاً: مبادرات جعلت الإمارات عاصمة للتسامح وتلاقي الحضارات
وللمرة الأولى في تاريخ إكسبو الدولي ستكون لكل دولة مشاركة جناحها الخاص الذي سيتضمن دعوة إلى الاستمتاع بتجارب ثقافية واكتشاف ما يميز كل دولة، في وقت سيتم التركيز فيه على أهداف التنمية المستدامة من خلال جناح الفرص الذي يوفر رحلة عرض تفاعلية تتناول أبرز التحديات المعاصرة، وستكون للأمم المتحدة مساحة مخصصة تحمل اسم مركز الأمم المتحدة في عالم الفرص، وتركز فيه على مجالات الماء والغذاء والطاقة؛ وهي عناصر أساسية في أهداف التنمية المستدامة.

فرصة نادرة

يعتبر روبرت موجيلنيكي، الباحث المقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، أن “إكسبو 2020” فرصة نادرة للإمارات لمواصلة بناء الزخم من أجل الانتعاش الاقتصادي في البلاد، مشيراً إلى أن إقامة “إكسبو” ستكون فرصة للشراكات الاقتصادية بين مختلف دول العالم خلال الفترة المقبلة.
توقَّع موجيلنيكي لـ”كيوبوست” رؤية إسرائيليين يحققون نجاحات كبيرة في المعرض، بالإضافة إلى تطلع الصين لتعزيز مكانتها كشريك تجاري موثوق به للشرق الأوسط الكبير، ولاعب رئيسي في المجالات ذات التوجه التكنولوجي، مشيراً إلى أن إقامة المعرض في الفترة الحالية في ظل مخاوف جائحة “كورونا”، ستجعل المسؤولين الإماراتيين أمام تحدٍّ حقيقي في استمراريته، وأن يحقق نجاحاً عالمياً.
يشير روبرت موجيلنيكي إلى أن هناك العديد من الدروس التي يمكن للإمارات الاستفادة منها خلال فترة “إكسبو”، لكونها تجربة فريدة يمكن أن تخرج منها الدولة كرائدة عالمية في السفر بعد الوباء والسياحة، بالإضافة إلى كونها مركزاً لفعاليات الأعمال، لافتاً إلى أن أبوظبي تسعى لجذب أكبر عدد ممكن من الزوار خلال فترة إقامته؛ حتى بما فيها مشاركة الجماهير عن بُعد من خلال الأحداث التي تمزج بين الحضور الفعلي والافتراضي، الأمر الذي يسمح بوضع أساس سليم لاستراتيجية استقطاب وزيارة الجمهور من مختلف دول العالم.

استثمارات كبيرة

ضخَّت الإمارات استثمارات كبيرة في “إكسبو”، واعتمدت عليه لتعزيز الاقتصاد، حسب راتشنا أوبال، مديرة الأبحاث في شركة “أزوري ستراتيجي” للاستشارات، التي تركز على الشرق الأوسط، التي تقول لـ”كيوبوست”: إن هناك بالفعل علامات على الانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه الإمارات، مدعوماً بارتفاع أسعار النفط ومعدل التطعيم المرتفع والمبادرات الحكومية لزيادة الثقة في الأعمال التجارية؛ وهو ما يجعل هناك زيادة بل وتفوقاً في عائدات القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للعام الحالي والعام المقبل؛ الأمر الذي سيمنح أبوظبي قدرةً على إعادة توازن العلاقات الاقتصادية والتوافق مع أهداف التنمية المحلية.

تشير راتشنا أوبال إلى أن فتح المزيد من مسارات السفر الجوي وزيادة الرحلات الجوية من وإلى الإمارات في الفترة التي تسبق معرض إكسبو، بالإضافة إلى إلغاء اختبارات السفر بين دبي وأبوظبي، ستدعم انتعاشاً اقتصادياً أوسع في كامل الدولة، متوقعةً أن تلعب أدنوك وعدد من الجهات الرئيسية في أبوظبي دوراً رائداً في عملية التخطيط الجارية للانتقال الاقتصادي لمرحلة ما بعد النفط؛ الأمر الذي يعزز الزخم حول المبادرات الوطنية التي يجري التوسع فيها، وعلامة “صنع في الإمارات”؛ مما سيجعل الدولة سوقاً إقليمية أكثر تنافسية ويزيد من انتعاش الاقتصاد.