الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةملفات مميزة
حقائق مقلقة: اغتصاب الأطفال بثوب “رجل الدين”
كيف يفسّر علم النفس نزوات رجال الدين الجنسية؟

كيوبوست- أثارت حادثة اتهام الداعية الإخواني طارق رمضان، بالتحرش والاغتصاب من قبل سيدتين فرنسيتين الجدل مجدداً حول تجاوزات رجال الدين من مختلف الأديان والطوائف، وهل هي حالات عابرة فعلاً، ثم كيف يفسر علم النفس مثل هذه التصرفات والنزوات؟
انتشرت خلال السنوات الماضية حالات عدة لاعتداء رجال دين من مختلف الديانات على الأطفال على وجه الخصوص، وهذا ما يدفع للتفكير مجدداً في مسألة أن تنشئة الأطفال على يد رجال الدين وتقديسهم، في أحيان كثيرة لا يبدو خيارا صحيحاً، وقد يؤدي لنتائج مفجعة. العديد من حالات الاغتصاب والتحرش وهتك العرض قام بها بعضٌ من هؤلاء بحق أطفالٍ وفتياتٍ في عمر البراءة، متسترين بلباس الدين والعفة لتفريغ كبتهم الجنسي.
بالطبع، لا يمكن تعميم هذه الحالات وقد تعتبر حالات قليلة جداً بالمقارنة مع نظرائهم من الناس، إلا أن المكانة المقدسة التي يحتلها رجال الدين في نفوس الأشخاص تحتم عليهم أن يكونوا في محل ثقتهم وتطلعاتهم، لكن بعضهم أبى إلا أن ينجر خلف شهواته الجنسية مرتدياً درع الدين في سبيل الوصول لغايته.
نستعرض هنا بعض حالات التحرش أو الاغتصاب التي قام بها رجال دين من مختلف الديانات السماوية.
اغتصب عشرات الأطفال أثناء تحفيظهم القرآن!
في قرية الوقف في محافظة قنا المصرية قام “شيخ” بالاعتداء جنسياً في “دار كُتاب” على الصغار ذكوراً وإناثاً أثناء تحفيظهم القرآن، حتى تقدم أباء الأطفال بتحرير محضر بنيابة القرية، وعلى إثره اتخذت قراراً بحبس الجاني والتحقيق معه، ليؤكد تقرير الطب الشرعي وجود اعتداء جنسي على الأطفال.
وفي يوليو الماضي لجأت فتاة مصابة بالقصور الذهني من مدينة المنصورة في مصر إلى “جروبات” دينية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك و”الواتس آب” لحل مشاكلها السرية التي عانت منها، لتتعرف الفتاة إلى “شيخ” يتستر بعباءة الدين يدعي أنه داعية إسلامي ومؤلف كتب إسبانية، ليطلب منها الذهاب إلى منزله في عزبة الشمال بالمنصورة، وتحدث معها عن الدين والسنة إلى أن اطمئن قلبها له، ثم ارتكب فعلته بإغتصابها وخرج مسرعاً من المنزل.
أما في عام 2014 في المدينة القديمة بالدار البيضاء، تعرضت طفلة مغربية (6 سنوات) لاغتصاب وهتك عرض متكرر لمدة شهر على يد شيخ ٍ ستيني، كانت تعرفه العائلة منذ 30 عاماً آنذاك. لكنه استغل صداقته القديمة بعائلة الضحية والظروف الصعبة التي تمر بها، ليستفرد بالطفلة بإغرائها بالهدايا والحلويات ويستدرجها إلى منزله ويشرع بفعلته.
راهب في لبنان يستغل وظيفته كمدير مدرسة…
أمثلة كثيرة وتكاد لا تحصى لمثل هذه الإفعال ولا يمكن حصرها في المجتمع الإسلامي فقط. إذا شكل بابا الفاتيكان قبل عامين لجنة بابوية لتقصي الحقائق بشأن الاعتداءات الجنسية على الأطفال، وقدم اعتذاره باسم الكنيسة عن تلك الاعتداءات التي ارتكبها كهنة كاثوليك خلال سنوات. قال البابا في هذا الخصوص “أشعر بأن من واجبي أن أتحمل المسؤولية عن كل الأذى الذي تسبب به بعض الكهنة، وهم قلة مقارنة بجميع الكهنة، وأن أطلب شخصياً الصفح عن الأضرار التي تسببوا بها بالتعدي جنسياً على الأطفال”، حيث كانت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل انتقدت استمرار الفاتيكان في حماية بعض الكهنة المذنبين والتقاعس عن التشهير بتلك الجرائم بصورة منهجية.
وفي لبنان من منا لا يذكر الفضيحة، التي استغل فيها راهب لبناني مهنته كمدير مدرسة ليمارس شذوذه، فاعتدى على أطفال لم تتعد أعمارهم العشر سنوات. وفي مجريات هذه الحادثة، كان الراهب يقوم باستدراج قاصرين إلى داخل غرفة ويمارس وحشيته على مراحل مستغلاً بذلك براءتهم والثقة العمياء له، لتُكشف فعلته السوداء عن طريق أمِ أحد الضحايا من خلال محادثات موقع التواصل الاجتماعي “الواتس آب” بين ابنها المعتدى عليه وطفلٌ آخر.
أكثر من 180 اعتداءً جنسياً من متطرفين يهود
في شهر مارس الماضي اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي 22 شخصاً ينتمون إلى الطائفة الأرثذوكسية اليهودية المتطرفة للاشتباه بتورطهم في عمليات اغتصاب أطفال، تكتم زعماء الطائفة التي لا تؤمن بالدولة على أكثر من 180 حالة اعتداء جنسي خلال سنتين.
العديد من الحالات المماثلة حصلت داخل المجتمعات المتطرفة اليهودية، لكن من الصعب العلم بها، كون مبادىء هذه الطائفة الدينية التي تعيش في تكتلات منغلقة تحتكم إلى سلطتها الخاصة وترفض التعامل مع المؤسسات الإسرائيلية ومن ضمنها القضاء.
في عام 2000 أدين حاخام يهودي يدعى “الحاخام لانير” يعمل كمدير مدرسة ابتدائية يهودية من قبل محكمة نيوجرسي الأمريكية، بعد أن أثبتت التحقيقات أنه قام باستدراج الأطفال من المدرسة وإجبارهم على ممارسة الجنس.
ماذا يقول علم النفس في ذلك؟
تقع معظم الحالات الم1كورة في هذا التقرير ضمن خانة “البيدوفيليا”، والتي تعني “الاشتهاء والولع جنسياً بالأطفال”، وهي جريمة جنسية واضطراب نفسي، يندرج تحت خانة الشذوذ الجنسي، كالمازوشية والسادية، وبالطبع هي لا تنطبق على كل رجال الدين.
خلال مقابلة أجراها موقع “NOW” مع المحللة النفسية” رينا سركيس” قالت فيها: إنه ليس كل رجل دين “بيدوفيلي” والعكس صحيح، وفي تفسيرها لحالات الاعتداء التي مارسها رجال الدين في الكنيسة، تقول سركيس: “الكبت الجنسي المفروض على الكاهن وأهم أسبابه، أحد الوعود والمبادىء التي يقطعها كل رجل اختار أن يهب حياته للدين والرهبنة –العفة والطهارة- “. وتضيف سركيس أن الكاهن في الكنيسة يفتقد للحياة الجنسية وحتى ممارسة العادة السرية، وذلك على عكس رجال الدين في الأديان الأخرى، فترى المحللة النفسية أن وضع الكنيسة بخصوص الحياة الجنسية خارج الطبيعة بمخالفته المنطق والجسد والبيولوجيا، فمبدأ الطهارة والعفة هو ضد طبيعة الإنسان.
وسلط باحثون ألمان وكنديون الضوء على هذا النوع من الاضطرابات من خلال بحث شمل 56 مشاركاً من الذكور يعانون من مرض “البيدوفيليا”، أظهرت نتائجه أنه كلما قلت نسبة ذكاء المتحرشين كلما زادت شهوتهم وانجذابهم للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13عاماً بالذات، وبالاستعانة بالتصوير المقطعي بالرنين المغناطيسي “إم آر تي” لقياس الأنشطة الدماغية لهؤلاء المضطربين، بالإضافة إلى برامج كمبيوتر خاصة لاختبار التعاطف والإندفاع نحو غريزتهم الجنسية، تبين أن ميولهم تختلف عن الميول الجنسية للأشخاص الطبيعيين، إذ تنشط عند رؤية الأطفال فقط، على عكس الأشخاص الطبيعيين.
وبخصوص جرائم الاغتصاب والتحليل النفسي لمرتكبها، أورد كتاب “سيكولوجية الاغتصاب لتوفيق عبد المنعم أن هناك دوافع عديدة تتفاعل فيما بينها لتجعل المجرم يقدم على ارتكاب جريمة الاغتصاب، وأهمها: “الإزاحة للعدوان” إي بهدف إثبات السيطرة والتحكم في الضحية، فالعدوان يعتبر عاملاً أساسياً في الاغتصاب، والذي ينشأ عن طريق كراهية المغتصب وعدوانيته إزاء المرأة وغالباً ما يكون هذا العدوان مكبوتاً في نفس الفاعل لمدة طويلة، فما يلبث أن ينفجر في شكل جريمة إغتصاب.
وتقول أخصائية الطب النفسي إيمان السيد في حديثها لموقع “فيتو” أن هناك نوعاً آخر من الاغتصاب وهو “الاغتصاب المتكرر” الذي ينتج عن اختلالات واضطرابات نفسية. هذا النوع يتحول إلى عادة سلوكية، فيكون حالة مرضية وصلت إلى اقصاها من الإضطراب النفسي، وتضيف السيد أن شخصية المغتصب شخصية مرضية من الناحية السيكولوجية وتدخل ضمن ما يسمى “الشذوذ الجنسي الفيتيشي” و “البارانونيا” و “البيدوفيليا”.