الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
إعدامات وحشية وطفولة غامضة: ما لا تعرفه عن زعيم كوريا الشمالية
كيف يفكر كيم جونغ أون؟

كيو بوست –
كثيرًا ما يتصدر زعيم كرويا الشمالية كيم جونغ أون عناوين وسائل الإعلام المختلفة حول العالم، نظرًا لما تتميز به شخصيته من قوة وتحدٍ للعالم أجمع. وقد سيطر كيم جونغ أون على عناوين الأخبار خلال الفترة الماضية، بسبب تجاربه الصاروخية المثيرة لقلق كثير من دول العالم، خصوصًا تجربته للصاروخ الباليستي العابر للقارات في أيلول 2017، الذي قال مراقبون إنه قادر على ضرب أراضي الولايات المتحدة، ويشكل تهديدًا حقيقيًا لها.
ومنذ وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، مطلع العام الماضي، لعبت الجدالات المستمرة بينه وبين كيم أون دورًا في التركيز على كوريا الشمالية، باعتبارها خطرًا حقيقيًا على النظام العالمي. مع ذلك، يكاد كثيرون لا يعلمون حقيقة كيم جونغ أون، وحقيقة ما يجري داخل كوريا الشمالية في النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية.
أصل الحكاية
منذ خمسينيات القرن الماضي، كانت كوريا الشمالية حليفًا للاتحاد السوفيتي، لكن مع انهيار الأخير عام 1990، شعر كيم جونغ أون والد الرئيس الحالي، بأن بلاده في خطر وجودي، وأنه بدون الإعداد والتجهيز لمعركة محتملة مع النظام الرأسمالي، على رأسه الولايات المتحدة، قد تكون بلاده مهددة بالاختفاء من الخارطة. لذلك، عمل كيم إل وابنه كيم أون على إيجاد قوة ردع لا تسمح لأحد بأن يفكر في الهجوم عليها في أي وقت من الأوقات.
ويدرك كيم جونغ أون حاليًا أن قدرات بلاده لا تقارن مع قدرات الولايات المتحدة، خصوصًا إذا علمنا أن ميزانية الدفاع الكورية تبلغ 8 مليارات دولار سنويًا، مقابل 600 مليار دولار لميزانية الدفاع في الولايات المتحدة، علاوة على قوة جوية تقدر بـ1000 طائرة مقاتلة لكوريا، مقابل 12 ألف طائرة مزودة بالتكنولوجيا الحديثة للولايات المتحدة.
لكن ذلك، بالنسبة لكيم، لا يعني أنه مستعد للاستسلام، بل على العكس؛ كان ذلك دافعًا للعمل على تطوير القدرات العسكرية يومًا بعد يوم، بما فيها الأسلحة النووية والهيدروجينية. ويرى مراقبون أن زعيم كوريا الشمالية الشاب (33 عامًا) لن يتوقف عن إجراء التجارب الصاروخية حتى بعد أن يضمن أن مداها يمكن أن يصل إلى أراضي الولايات المتحدة كافة.
طفولة غامضة
شخصية الزعيم الكوري شخصية غامضة ومتوترة ودائمة الغضب، بحسب ما كشف عنه أحد المقربين. وقال لي يونغ غوك، الذي كان يعمل كحارس شخصي لوالده، إن طفولة الدكتاتور تميزت بالانعزال عن الناس، والابتعاد عن الأشخاص ممن هم في سنه، كما كان دائم الصراخ في وجه النساء، ويفعل ما يريده بقوة وغضب.
وقد روى عنه غوك أنه كان يحطم ألعابه عندما كان في سن السادسة، وأنه كان ضعيف التحصيل العلمي، ومهووسًا بألعاب الحاسوب.
كما روي عنه أنه انفصل عن صديقة المراهقة في سويسرا بعد أن صرخ في وجهها، لأنها طلبت منه التوقف عن التدخين، مهاجمًا إياها بكلمات بذيئة جدًا.
وكانت نيو يورك تايمز قد نشرت تقريرًا تتحدث فيه بعض تفاصيل حياة كيم أون، قائلة إنه حتى الآن تبدو شخصية كيم غامضة، حتى بعد أن مر على استلامه الحكم مدة 7 سنوات (2011). وتضيف الصحيفة أن دوافع كيم لامتلاك السلاح النووي لا تزال غامضة هي الأخرى، إذ يرى بعض المراقبين أنها خطوة إستراتيجية ماكرة، فيما يرى آخرون فيها محاولة للبقاء، وآخرون يرون فيها رغبة نرجسية في امتلاك السلاح النووي.
أحد المختصين في برنامج السياسات النووية بمؤسسة كارنيغي للسلام جون وولفستال، كان قد أوضح أن الولايات المتحدة لا تمتلك معلومات استخبارية كافية، لمعرفة الطريقة التي يفكر بها الزعيم الكوري، مضيفًا أن كل ما يرد عبر وسائل الإعلام هو مجرد تخمينات، وأن ما من أحد يدرك حقيقة كيم من الداخل.
وفي السياق ذاته، يقول محلل الشؤون الأمنية في علاقة الولايات المتحدة بآسيا في مؤسسة راند ديفيد شلاباك إن ما يجعل الأزمة مع كوريا الشمالية مختلفة ومعقدة، هو نقص الرؤية حول عقلية كيم جونغ أون.
العلاقة مع العائلة
في شهر شباط 2017، اغتيل شقيق الزعيم الكوري في ماليزيا، وقد تواردت أنباء كثيرة تتحدث عن قيام الزعيم باغتيال شقيقه عبر غاز الأعصاب، حتى لا ينافسه على الحكم، بصفته الأخ الأكبر له والمرشح للوصول إلى سدة الرئاسة. ولم تكن تلك، أول ولا آخر حادثة اغتيال يقوم بها كيم –إن ثبتت صحتها- بتصفية أحد أقربائه.
وقام كيم بتصفية عمه جانغ سونغ ثايك عام 2013، بعد أن علم بأنه ينوي تنفيذ انقلاب على الحكم ضده بدعم صيني.
وكانت تقارير إعلامية صينية قد تحدثت عن طريقة بشعة لعملية الإعدام، تتمثل في إلقائه عاريًا في قفص يحتوي 120 كلبًا مسعورًا، جرى تجويعها لـ3 أيام، ما أدى إلى نهش لحم جسده لأكثر من ساعة. كما أوردت تقارير أخرى أن عملية الإعدام جرت عبر استخدام سلاح مضاد للطائرات، وفي الحالتين، كانت طريقة الإعدام بشعة جدًا، ترجع إلى الأذهان طرق الإعدام في العصور الوسطى.
ومنذ تولي كيم الحكم عام 2011، قام بقتل عدد كبير من كبار المسؤولين والأقارب الذين اعتقد بأنهم يخططون للإطاحة به. وتروي تقارير كثيرة، أن مجرد الاعتقاد أو الشك بأن شخصًا ما قد يخالف تعليمات النظام الحاكم، قد يكون سببًا في إعدامه.
كما تتناقل وسائل الإعلام بشكل مستمر أخبارًا تتعلق بإعدامه لأشخاص بمجرد عدم “تصفيقهم بشكل حماسي” أثناء الاحتفالات الرسمية.