الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية

إعادة ضبط العلاقات الدبلوماسية

تركيز أكبر على الاستقرار الإقليمي وتتويج لأربع سنوات من المحادثات على مختلف المستويات

كيوبوست- ترجمات

عبدالخالق عبدالله♦

تصدر خبر عودة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات العربية المتحدة وإيران عناوين وسائل الإعلام العربية والعالمية في الأيام الأخيرة، ونشر موقع “ذا ناشيونال” مقالاً بقلم عبدالخالق عبدالله يتناول فيه الأسباب التي أدت إلى هذا التقارب وتوقيته، ومدى ارتباطه بالمحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني.

يشير عبد الله -في مطلع مقاله- إلى المحادثات الجادة بين البلدين على مدى السنوات الأربع الماضية، بما فيها خمس مكالمات هاتفية بين وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الإيراني. بدأت هذه المحادثات في أوائل عام 2019 قبل الجولة الأخيرة من المحادثات النووية، وانتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب.

اقرأ أيضاً: دلالات عودة السفير الإماراتي إلى طهران

وكانت الإمارات هي التي بادرت بالاتصال وحددت وتيرته بناء على مواقف إيران وتجاوبها مع مبادرات دول الجوار. وكان الهدف الرئيسي من هذه المحادثات، ولا يزال، تهدئة التوترات بين البلدين، وتلطيف التوترات الإقليمية بشكلٍ عام.

ويستنتج عبدالله من ذلك أن القرار نابع من دولة الإمارات، ومدعوم من دول المنطقة وليس بإيحاء أو طلب أمريكي، ولا علاقة له بالتقدم الأخير في المحادثات النووية التي يبدو أنها ستستمر إلى ما لا نهاية. ويرى أن القرار باستئناف العلاقات الدبلوماسية يتماشى تماماً مع المبادرات الإماراتية الأخيرة لإشراك الخصوم التقليديين. وقد تطرقت المحادثات بين أبوظبي وطهران إلى العديد من القضايا الثنائية والمتعددة الأطراف، وغنيٌّ عن القول إن بعضها كان أكثر نجاحاً من بعضها الآخر. والآن تشمل المحادثات مع إيران جميع الدول الخليجية الست، التي تُجمع على التواصل مع إيران والتعامل معها على أمل أن تستجيب هذه المرة في ضوء ما تعلنه من حرص على التوصل لاتفاق نووي جديد.

متجر لبيع السجاد الإيراني في دبي- “ذا ناشيونال”

وعلى الرغم من أن الاتفاق النووي هو أحد عوامل تخفيف التوتر في المنطقة، تبقى حقيقة أن إيران كانت، ولا تزال، من أكبر التهديدات الأمنية لمنطقة الخليج؛ بسبب قدراتها الصاروخية، وطائراتها المسيرة.

ولذلك سيكون من الحكمة التواصل مع طهران، والعمل معها على إيجاد أرضية مشتركة لعلاقات حسن الجوار، والكرة الآن في ملعب إيران. والإمارات اليوم تختبر نوايا إيران وتراقب سلوكها عن كثب، وتأمل في أنها ستخفف من خطابها التهديدي، وتوقف تحركاتها الاستفزازية حول حدودها البحرية، وتعيد النظر في تسليحها للحوثيين، وتنهي في نهاية المطاف احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث.

اقرأ أيضًا: مبادرات عربية لتحسين العلاقات مع طهران وسط حالة من عدم اليقين بشأن المحادثات النووية

وبعيداً عن السياسة، لطالما كانت العلاقات بين البلدين عميقة ومتعددة الأوجه، ولطالما كانت التجارة إحدى أهم هذه الأوجه التي ترجع إلى أكثر من قرن من الزمان. ومن المتوقع أن تؤدي استعادة العلاقة الدبلوماسية، واحتمال توقيع اتفاق نووي جديد، وتراجع التوترات الإقليمية، ونجاح الحوار المستمر بين طهران وعواصم دول الخليج إلى زيادة حجم التجارة بين الإمارات وإيران إلى أكثر من 20 مليار دولار سنوياً.

ويخلص عبدالله إلى أن إعادة سفير الإمارات إلى طهران تتماشى مع المبادرات الإماراتية الأخيرة، ومن المؤكد أن هذه الخطوة ستفتح فصلاً جديداً في العلاقة ببن الدولتين؛ بما يخدم مصالح كل منهما.

ولا شك أن إيران ستستفيد سياسياً واقتصادياً، ولكن الإمارات ستستفيد أيضاً من الناحية الاقتصادية والدبلوماسية، كما ستستفيد المنطقة من انخفاض مستوى التوترات فيها. والأمر متروك للقوى الإقليمية الرئيسية، وليس للقوى العظمى التي تريد نظاماً جديداً في الشرق الأوسط من صنعها.

♦أستاذ العلوم السياسية، متقاعد، مقيم في الإمارات العربية المتحدة.

المصدر:ذا ناشيونال نيوز

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة