الواجهة الرئيسيةترجمات
إعادة تشكيل وجوه ثلاث مومياوات مصرية

كيوبوست – ترجمات
ميندي وايزبيرغر♦
لطالما أثارت المومياوات فضول العلماء والجمهور، ولطالما تساءل الجميع كيف كان مظهر هؤلاء الأشخاص عندما كانوا على قيد الحياة. وقد نشر موقع “لايف ساينس”، مؤخراً، مقالاً عن مجموعة من الباحثين في “مختبرات بارابون نانو لاب” تمكنت من إعادة وجوه ثلاثة رجالٍ عاشوا في مصر قبل أكثر من ألفي عام إلى الحياة، من خلال عمليةٍ رقمية أعادت بناء وجوههم في عمر 25 عاماً، بناء على بيانات الحمض النووي المستخرج من بقايا هذه المومياوات.
اقرأ أيضاً: لحظة فتح قبر “توت عنخ آمون”.. كيف بدأت لعنة الفراعنة؟
جاءت المومياوات من مدينة أبو صير الملق جنوبي القاهرة، وقد دُفنت قبل نحو ألفي عام، واستخدم الباحثون البيانات الجينية لهذه المومياوات لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد لوجوه المومياوات، من خلال عملية “التنميط الظاهري للحمض النووي” التي تستخدمها المختبرات الجنائية للتنبؤ بمعالم الوجه.

وقد كشفت مختبرات بارابون عن وجوه هذه المومياوات في ندوةٍ حول تحديد هوية الأشخاص أقيمت في أورلاندو، فلوريدا. استخدم العلماء طريقة تنميط ظاهري تعرف باسم “سناب شوت” تتيح التعرفَ إلى أنساب الأشخاص ولون بشرتهم ملامح وجوههم. ووجدوا أن الرجال الثلاثة كانوا يتمتعون ببشرة سمراء، وعيون داكنة، وشعر أسود. وكان تركيبهم الجيني أقرب إلى شعوب المتوسط، والشرق الأوسط، منه إلى سكان مصر الحاليين.
اقرأ أيضاً: توت عنخ آمون.. أكثر معرض جذبًا للزوار في تاريخ فرنسا
بعد ذلك قام الباحثون بإنشاء شبكة ثلاثية الأبعاد تحدد ملامح وجوه المومياوات، وبرسم خرائط حرارية لتحديد الاختلافات بين الأشخاص الثلاثة، والتوصل إلى تفاصيل كل وجه. بعد ذلك قام فنان الطب الشرعي في بارابون بدمج هذه النتائج مع تنبؤات “سناب شوت” حول لون البشرة والعيون والشعر.

وتشير كاتبة المقال إلى أن العمل على الحمض النووي البشري الذي يرجع لآلاف السنين يشكِّل تحدياً كبيراً لأنه يكون قد تعرض للتلف إلى حدٍّ كبير، واختلط بالأحماض النووية البكتيرية. ولكن بما أن القسم الأكبر من سلاسل الحمض النووي يكون مشتركاً بين جميع البشر، فإن العلماء لا يحتاجون إلى وجود الجينوم الكامل للحصول على صورةٍ مادية لشخصٍ ما، بل يمكنهم الاكتفاء بتحليل جزءٍ معين من السلسلة الجينية، هو الجزء الذي يختلف من شخصٍ لآخر.
اقرأ أيضاً: كيف نظرت الثقافات القديمة إلى الموت؟
ولكن في بعض الأحيان قد لا يوفِّر الحمض النووي البالغ القدم ما يكفي من هذه الأجزاء لتحديد سمة معينة، وفي هذه الحالات يمكن للعلماء استنتاج البيانات الوراثية المفقودة من خلال الأشكال الأخرى القريبة، يتمكن الباحثون من خلالها من إنشاء توقع إحصائي للأجزاء المفقودة من الحمض النووي.
ويلفت المقال في ختامه إلى إمكانية استخدام هذه التقنية في إعادة تكوين الوجوه للتعرف على الجثث الحديثة. وقد استخدمت مؤسسة بارابون هذه التقنية في تسعة من أصل 75 قضية ساهمت في حل غموضها.
♦كاتبة رئيسية في موقع “لايف ساينس”، تغطي مواضيع للمناخ، وعلم الأحافير والفضاء.
المصدر: لايف ساينس