اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
إسرائيل تعلن بداية التطبيع مع العراق!
تل أبيب كشفت عن زيارة 3 وفود عراقية خلال الأسابيع الماضية

كيو بوست –
تشهد العلاقات العربية – الإسرائيلية حالة من التقارب في السنوات الأخيرة، إذ كان عام 2018 شاهدًا على سباق دول عربية نحو تطبيع وتوطيد العلاقات مع إسرائيل؛ فمن جهة، استضافت قطر منتخبات ووفودًا رياضية وبعثات رسمية في عدد من المناسبات خلال العام الماضي، كما أنها تستعد -حسب ما أعلنت مؤخرًا- لاستقبال الجماهير الإسرائيلية في مونديال 2022، عبر توفير كل احتياجاتهم خلال زيارتهم الدوحة من طعام حسب الطريقة اليهودية، وأماكن للصلاة. ومن جهة أخرى، استقبلت سلطنة عُمان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في زيارة رسمية جمعته مع السلطان قابوس، كخطوة مفاجئة على المستويات العربية.
اقرأ أيضًا: بلسان عربي.. هكذا تثير إسرائيل الفتنة بين العراقيين والفلسطينيين
ولكن الجديد في هرولة العرب نحو التطبيع مع إسرائيل جاء من بوابة العراق التي تعتبر إسرائيل نفسها في حالة حرب معها حتى الآن، ولا ترتبط معها بأية علاقات دبلوماسية.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان نشرته على موقعها الرسمي في “تويتر”، أن 3 وفود حزبية عراقية ضمت 15 شخصًا، زارت إسرائيل خلال العام 2018، وبحثت قضايا خاصة بإيران والتطبيع، مضيفة أن الوفود ضمت شخصيات سنية وشيعية وزعماء محليين لهم تأثيرهم في العراق، إذ زارت الوفود متحف ياد فاشيم لتخليد ذكرى المحرقة، واجتمعت ببعض الأكاديميين والمسؤولين الإسرائيليين.
ودون الأكاديمي الإسرائيلي إيدي كوهين على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “أرسلت الحكومة العراقية هذه الوفود للتفاوض مع إسرائيل على الانسحاب الإيراني من جنوبي سوريا، مقابل وقف القصف الإسرائيلي للأراضي السورية”، مشيرًا إلى أن الوفود فاوضت أيضًا على حل الأحزاب الشيعية في العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج، وبحثت سبل التطبيع مع إسرائيل. بينما قالت قناة “حداشوت” الإسرائيلية، مساء الأحد الماضي، في تقرير لها، إن “الزيارات لا تعتبر أبدًا زيارات رسمية، بل جاءت بشكل سري تمامًا، لتجنب إثارة غضب إيران المجاورة، كما شملت أيضًا لقاءات مع منظمات تتعامل مع الإرث اليهودي العراقي، مشيرة إلى أن الزوار العراقيين ليسوا من كردستان العراق، بل من العراق ذاتها – أي من بغداد”، وأن هدفها كان “بناء بنية تحتية لعلاقات مستقبلية” بين العراق وإسرائيل، وأن المبعوثين عادوا إلى العراق “كسفراء مستقبليين” لإسرائيل هناك.
اقرأ أيضًا: يستمر التطبيع: إسرائيل تتوج في بطولة قطرية للخيول
في المقابل، طالب النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقيّ، حسن كريم الكعبي، وزارة الخارجية العراقية بالتحقيق في الأنباء بشأن زيارة ثلاثة وفودٍ عراقيّة لإسرائيل، موجهًا لجنة العلاقات الخارجية النيابية للتحقيق في حقيقة هذه الزيارة ومدى دقّتها، والكشف عن أسماء المسؤولين الذين زاروا الأراضي المحتلة، لا سيما من أعضاء مجلس النواب، إن صحت الزيارة.
كما أكد الكعبي أنّ قضية الذهاب إلى الأراضي المحتّلة خطٌّ أحمر، ومسألة حساسة للغاية بالنسبة للمسلمين في أقصى مشارق الأرض ومغاربها، وأن على الخارجية التحقيق بما نقلته وسائل إعلام غربية وإسرائيلية بشأن “زيارة ثلاثة وفود عراقية إلى الكيان الإسرائيلي”.
واعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، النائب فرات التميمي، أن الزيارة، إن حصلت فعلًا، فهي من مسؤولية الجهات الأمنية، تحديدًا المخابرات والأمن الوطني، موضحًا أن عليهما “بيان حقيقة تلك الادعاءات وتوضيح مدى صحتها”. ورجح التميمي في تصريح لموقع السومرية نيوز أن “تكون تلك التصريحات جزءًا من لعبة قامت بها إسرائيل بغية خلق فتنة داخل العراق”، مشيرًا إلى أن اللجنة ستناقش خلال أيام ما تم تداوله من تصريحات نسبت لوزير حول موقفه من حل الدولتين للقضية الفلسطينية، مبينًا أن “ما طرح عن زيارة وفود حزبية عراقية إلى إسرائيل سيتم طرحه من باب الاستيضاح لأنه ليس من اختصاص وزارة الخارجية؛ على اعتبار أن الزيارة لم تكن بعلم وزارة الخارجية أو موافقتها”.
اقرأ أيضًا: إسرائيل تستخدم تركيا كجسر للتطبيع: وفد سوادني التقى بإسرائيليين في إسطنبول
يذكر أن إسرائيل عززت في الأشهر الأخيرة مبادراتها للتواصل مع العراق، مدعية أن العراقيين معنيون بإقامة علاقات مع الدولة العبرية. كما أطلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في شهر مايو/أيار من العام الماضي، صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مخصصة لبناء العلاقات مع العراق. وقال دبلوماسيون إسرائيليون حينها إن الصفحة العربية بمثابة “سفارة رقمية” إلى البلد الذي تمزقه الحرب.
حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا