اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةترجماتفلسطينيات

إسرائيل: تطهير عرقي، وسرقة أراضي، وفصل عنصري ضد الفلسطينيين

الأبارتهايد الجديد ضد الفلسطينيين

ترجمة كيو بوست عن غلوبال ريسيرتش الكندية – أنس أبو عريش

خلال الفترة الأخيرة، تصاعدت وتيرة الممارسات العنصرية والأبارتهايدية ضد الفلسطينيين على يد إسرائيل. هاجم اللوبي الصهيوني وحلفاؤه حرية التعبير في الولايات المتحدة، بما يظهر نواياهم في منع إدراك الشعب الأمريكي لخطورة ممارساتهم، الأمر الذي تجسد مؤخرًا في قضية طرد الصحفي مارك لامونت هيل من قناة سي أن أن.

إذا علم عدد أكبر من الأشخاص الحقيقة حول سياسات الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل، فسيؤدي ذلك إلى اختفاء الدعم الاقتصادي المقدم من الولايات المتحدة، إضافة إلى الحماية السياسية لإسرائيل. كما أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى اعتراف إسرائيل بحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

اقرأ أيضًا: كيف تستغل إسرائيل تنظيم “شبيبة التلال” الإرهابي لتحقيق مشاريعها بالضفة؟

تعلم إسرائيل أنه بدون الدعم المقدم من الولايات المتحدة، لا يمكنها الاستمرار في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني. أما الدرس الذي تعلمه النشطاء الأمريكيون فهو: استمروا في قول الحقيقة حول ما يحدث على يد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

 

“لدى الجيش ما يكفي من الرصاص لكل الفلسطينيين”

هدد مسؤول لجنة الأمن في الكنيست الإسرائيلي، آفي ديختر، الأسبوع الماضي، الفلسطينيين، خلال حديثه عن مسيرة العودة الكبرى في غزة، بالقول إن لدى الجيش رصاص بما فيه الكفاية ليصيب كل الفلسطينيين. ومعنى ذلك أن إسرائيل يمكنها أن تقتل كل فلسطيني، وإنها مستعدة لاستخدام كل الوسائل من أجل إيقاف الفلسطينيين، وهذا هو المعنى الحقيقي للتطهير العرقي.

ديختر ليس شخصية هامشية في المجتمع الإسرائيلي؛ فهو عضو في حزب الليكود الذي يقوده بنيامين نتنياهو، كما كان رئيسًا لجهاز المخابرات الداخلية الشين بيت، ووزيرًا للأمن الداخلي.

من ناحية ثانية، وصف وزير الشوؤون الإستراتيجية غلعاد أردان الفلسطينيين الذين يقتلون في غزة برصاص الجيش الإسرائيلي بالنازيين، حينما قال بأن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في المظاهرات لا يهم، لأنهم على كل الأحوال “نازيون”.

اقرأ أيضًا: لماذا يتعاطى الجنود الإسرائيليون المخدرات قبل تنفيذ المهام القتالية ضد الفلسطينيين؟

وقتلت إسرائيل 180 فلسطينيًا، وأصابت 6000 آلاف آخرين بالرصاص، خلال مسيرات العودة الكبرى، بينما يقدر العدد الكلي للإصابات بأنواعها المختلفة 24 ألف فلسطيني.

وأظهر فيديو نُشر الأسبوع الماضي جنودًا إسرائيليين يطلقون النار على فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة من مسافة 80 مترًا. ونشرت منظمة بيتسليم الإسرائيلية الفيديو، لتفضح الجيش الذي زعم أنه قتله خلال “اشتباكات عنيفة”. يظهر الفيديو الشاب محمد حبالي (22 سنة) يقتل برصاص الجيش الإسرائيلي في ديسمير/كانون الأول في الضفة الغربية. يظهر الفيديو بوضوح أن لا وجود للاشتباكات بين السكان والجنود في المنطقة المجاورة.

الأسبوع الماضي، توفي طفل بعمر 4 سنوات بعد أن أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرات روتينيىة في غزة. ورغم أن والده ياسر أبو عابد لا يحضره عادة إلى المظاهرات، لكن هذه المرة أصر الطفل على مرافقة والده. خلال دقيقتين من وصولهما إلى المكان، بدأ القناصة بإطلاق الرصاص رغم أنهما كانا بعيدين عن الجدار الفاصل مئات الأمتار. يقول الوالد: “نحن نطالب بحقوقنا الأساسية، كل ما نريده هو أن نرى حصار غزة قد وصل إلى نهايته”. يذكر أن حصار غزة المستمر منذ 11 سنة تسبب بمعاناة هائلة للسكان الفلسطينيين، وانتهاكات لحقوق الإنسان.

اقرأ أيضًا: مجلة كندية: هكذا يختار قناصة الجيش الإسرائيلي أهدافهم

من بين الأمثلة الكثيرة على انتهاك حقوق الإنسان ما أظهره تقرير لصحيفة موندويس أن هناك الكثير من عمليات القتل العشوائي، بما في ذلك الضربات الصاروخية على الأطفال الذين يلعبون كرة القدم، وعلى الحفلات التي تقام على الشاطئ، والمستشفيات، والمنازل الآمنة لتي تتبع للأمم المتحدة بعد أن فتحت أبوابها للناجين من عمليات القصف الإسرائيلي، وسيارات الإسعاف.

 

الكنيست والأبارتهايد

كل الادعاءات السابقة بأن إسرائيل ليست دولة أبارتهايد -مع سياسات أسوأ في بعض الأحيان- قد أزيلت الآن بعد أن أعلنت إسرائيل سياساتها العنصرية بشكل أوضح؛ فقد وافق الكنيست هذا الأسبوع على إقامة 200 مجتمع يمنع على غير اليهود الإقامة فيه. بالمحصلة، أصبح الآن هناك 700 مجتمع داخل إسرائيل يحظر على غير اليهود الإقامة فيها. إن منع العرب من العيش في مجتمعات محلية هو فعل يمحو التاريخ الفلسطيني ويسرق الأرض ويجعل الفلسطينيين مواطنين من الدرجة الثانية أو حتى أسوأ من ذلك.

كما رفض الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون لإعطاء جميع المواطنين حقوقًا متساوية. في المقابل، تبنى الكنيست قانون “الدولة القومية للشعب اليهودي” الذي يعطي المزيد من الحقوق لليهود حصرًا.

اقرأ أيضًا: بالمال والسلاح والسياسة: حقائق عن الدعم الأمريكي لإسرائيل منذ عقود

 

هل حان موعد محاسبة إسرائيل؟

تسن إسرائيل قوانين تمثل تحديًا صريحًا للقانون الدولي ومفاهيم حقوق الإنسان؛ إذ تجري حاليًا محكمة الجنايات الدولية تحقيقًا حول إسرائيل في هذا الشأن. وفي اليوم الذي هدد فيه جون بولتون المحكمة بفرض عقوبات اقتصادية إذا حققت في جرائم حرب أمريكية أو إسرائيلية، وافق “حزب الخضر” في الولايات المتحدة على إرسال رسالة إلى المحكمة الجنائية لإجراء تحقيق كامل حول إسرائيل.

الأسبوع الماضي، أعلنت المحكمة أنها أحرزت نجاحًا في مرحلة ما قبل التحقيق في هذا الأمر، وفي أكتوبر/تشرين الأول، قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا: “يشكل التدمير الواسع للممتلكات ونقل السكان في الأراضي المحتلة دون ضرورة عسكرية جريمة من جرائم الحرب”.

ستكون محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها لحقوق الإنسان الخطوة الأولى، وسيستمر التقدم إذا ما واصلنا قول الحقيقة، ومشاركة مقاطع الفيديو حول الانتهاكات الإسرائيلية اليومية، من أجل دعم فلسطين.

 

المصدر: مجلة غلوبال ريسيرتش الكندية

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة