اسرائيلياتشؤون دولية

إسرائيل تستخدم تركيا كجسر للتطبيع: وفد سوادني التقى بإسرائيليين في إسطنبول

مهدت تركيا لتطبيع عربي مع إسرائيل

كيو بوست –

بعد أيام من نشر تقارير إعلامية إسرائيلية تحدّثت عن أن دولة السودان هي الوجهة العربية الثانية لنتنياهو، بعد زيارته لسلطنة عُمان، كشفت الصحافة العبرية عن أنّ إرهاصات التطبيع والعلاقات الثنائية بين السودان وإسرائيل بدأت من الأراضي التركية.

ونشرت “القناة العاشرة” العبرية، تقريرًا بالاستناد إلى مصادر أجنبية، قالت فيه إن لقاءً تم في تركيا العام الماضي، بين مسؤول إسرائيلي ومسؤولين حكوميين سودانيين. وقالت القناة إن اللقاء تم في بيت رجل أعمال تركي، مقرّب من الرئيس السوداني عمر البشير، وحضر الاجتماع السري مسؤولون سودانيون، أبرزهم مساعد رئيس جهاز المخابرات السوداني، محمد عطا، الذي يشغل اليوم منصب سفير السودان في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا: لماذا يريد النظام السوداني استقبال بنيامين نتنياهو؟

وبحسب القناة العاشرة، فإن المسؤول الإسرائيلي، الذي التقاه عطا، كان بصفة المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وهو دبلوماسي مخضرم عمل منذ التسعينيات مبعوثًا سريًا لوزارة الخارجية الإسرائيلية لدى دول الخليج العربي، ويشغل مهمة المبعوث السري الإسرائيلي المكلّف بالتواصل مع دولة السودان، إذ يعمل بعيدًا عن الإعلام.

اللقاء الذي جمع الطرفين العام الماضي، وصفته الصحافة الإسرائيلية مؤخرًا بأنه كان “دافئًا”، ودار النقاش فيه حول تقديم مساعدات إسرائيلية للسودان في مجالات الاقتصاد والزراعة والصحة والطب.

وذكرت القناة العبرية العاشرة أن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، لم ينفِ الخبر عند سؤاله، وأجاب “لا يوجد رد”.

وبحسب التقرير، منذ بداية 2016، بدأ نقاش عام حيوي في السودان حول إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل. كما نوقشت القضية في مؤتمر الحوار الوطني السوداني – وهو إطار يشمل جميع الأطراف والفصائل في البلاد، بما فيها الجيش السوداني، بهدف إنهاء الصراعات الداخلية في البلاد. وفي سياق المناقشات، دعمت وزارة الخارجية في السودان في يناير/كانون الثاني، مجموعة من قادة الأحزاب لإمكانية التغيير في الموقف تجاه إسرائيل وتطبيع العلاقات معها، كجزء من التأثير على الولايات المتحدة وإزالة العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.

اقرأ أيضًا: إحصائيات رسمية تكشف: تركيا الداعم الأول للاستيطان الإسرائيلي

وفي المقابل، فقد جاءت مكافأة إسرائيل للسودان بأن عملت وزارة الخارجية الإسرائيلية، على التأثير في مواقف الدول الغربية من العقوبات المفروضة على السودان، إذ تم -بناءً على تلك الاتصالات- إيجاد تسهيلات اقتصادية، كما قدّمت إسرائيل مقترحات للاتحاد الأوروبي وللولايات المتحدة لمساعدة السودان، من خلال التخفيف من أعباء ديونه الخارجية الضخمة، البالغة 50 مليار دولار، والنظر في إمكانية محو بعضها.

استخدام الأراضي التركية كجسر للتطبيع

ويأتي الكشف عن اللقاء السوداني الإسرائيلي في إسطنبول، بالتوازي مع اتساع النفوذ التركي في السودان؛ أي منذ توقيع اتفاقيات تعاون بين البلدين أثناء زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للخرطوم العام الماضي، بما في ذلك تولي تركيا إدارة جزيرة سواكن لمدة غير معلومة، واستغلال أراض زراعية سودانية لمدة 99 سنة. وفي الوقت ذاته، لدى تركيا علاقات رسمية وتجارية علنية مع إسرائيل منذ التوقيع على معاهدة التطبيع بين البلدين في 2016.

وتعتبر تركيا من أوائل الدول الإسلامية التي اعترفت بإسرائيل، وأقامت معها علاقات دبلوماسية واقتصادية وأمنية هي الأقوى في العالم الثالث. ويبلغ ميزان التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل ما يقارب 4 مليارات دولار سنويًا.

وبرغم تصريحات إردوغان النارية ضد إسرائيل، يكشف التقرير الأخير عن دور تركيا في التمهيد لدخول إسرائيل إلى البلدان العربية، من خلال الأنظمة الحليفة لها، المحسوبة على الإخوان المسلمين.

اقرأ أيضًا: تركيا وإسرائيل: نظرة إلى الشراكة الاقتصادية بين “الحلفاء السيئين”

وبحسب مراقبين، فإن علاقات تركيا بإسرائيل امتدت لتشمل دولًا حليفة لتركيا، وتحكمها أنظمة محسوبة على جماعة “الإخوان المسلمين” المقربة من الحزب الحاكم في تركيا، مثل قطر التي كانت سبّاقة إلى التطبيع الإعلامي من خلال قناة “الجزيرة”، وما تلاه من تطبيع سياسي وتجاري، تحوّل في الآونة الأخيرة إلى العلن.

إضافة إلى حزب “حركة النهضة” الإخواني في تونس، الذي رفض رئيسه راشد الغنوشي التوقيع على مادة في الدستور طرحتها الأحزاب اليسارية تُجرّم التطبيع مع إسرائيل.

ويأتي “حزب المؤتمر الوطني” في السودان، المحسوب على جماعة الإخوان، الذي وصل الحكم بانقلاب عسكري في عام 1989، ليدخل هو الآخر في علاقات مع إسرائيل من خلال البوابة التركية، بعدما كان يُجرّم في السابق إقامة علاقات مع إسرائيل.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة