الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
إردوغان يتحرّك لاحتلال مناطق إضافية شرقي الفرات
بعد عفرين، هل يتجه الجيش التركي شرقًا؟

كيو بوست –
بعد سيطرة تركيا على بلدات الباب وجرابلس وأعزاز، ثم مدينة “عفرين”، إضافة لنفوذ تركي وسيادة غير مباشرة على الفصائل المسلحة في إدلب، يبدو أن تركيا الآن في طريقها للقيام بعملية عسكرية جديدة في منطقة شرق الفرات.
وقال إردوغان في كلمة له خلال زيارة لنيويورك: “إن شاء الله سنزيد في الفترة المقبلة عدد المناطق الآمنة في سوريا لتضم شرق الفرات”. ووصف تلك الخطوة التركية المنتظرة بأنها “ستكون شبيهة بالخطوات المتخذة في مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون” شمالي سوريا”.
اقرأ أيضًا: العفو الدولية تدين انتهاكات تركيا والجماعات الموالية لها في عفرين
تصريحات إردوغان جاءت بعد أسبوع من اتفاق عقده مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حول مناطق منزوعة السلاح في مناطق إدلب شمالي غرب سوريا.
وبرغم الاتفاق، يبدو أن إردوغان لا يزال يرى في القوات الكردية القوة الإرهابية الوحيدة، متجاهلًا سيطرة عشرات التنظيمات الإرهابية المحسوبة على القاعدة، التي تدين بولاء كامل لتركيا -بما فيها جبهة النصرة- على إدلب.
وبرزت أطماع إردوغان في السيطرة على مناطق شرق الفرات، إثر تصريحات عديدة تشبه الوعيد لتلك المناطق التي تسيطر عليها “وحدات الحماية الكردية”، مع تكرار اتهامها بالإرهابية، على الرغم من عدم تورط الوحدات في أي عمليات إرهابية تستهدف المدنيين. وعلى العكس من ذلك، أخذت على عاتقها طوال سنوات الحرب السورية مقاتلة تنظيم داعش في شرق الفرات، إضافة لقيامها بتحرير مدن سقطت بيد التنظيم الإرهابي، بعكس ما قامت به الفصائل المتطرفة الموالية لإردوغان، التي تحالفت مع تنظيمي داعش والنصرة لسنوات طويلة، بل إن معظمها انبثق من جسم تلك التنظيمات.
ومما يُعزز تلك الرؤية التوسعية لإردوغان، تصريحه الذي جاء قبل يوم واحد من سفره إلى نيويورك، وتأكيده على أن “المشكلة الأكبر بالنسبة لمستقبل سوريا حاليًا هي المستنقع الإرهابي المتنامي شرق الفرات”.

اقرأ أيضًا: مذكرة كردية إلى الهيئات الأممية حول عفرين، فهل يستجيب المجتمع الدولي؟
أنشأت تركيا بعد انتهاء عمليات السيطرة على غرب الفرات في مارس/آذار 2018، مجالس محلية للحكم تابعة لها في المدن المحتلة، حيث تتولى دفع رواتب المسلحين والموظفين، على الرغم من قيام التنظيمات المسلحة بعمليات تطهير عرقي ضد الأكراد، بعدما استولت على أراضيهم، وبعد إشارات متكررة من إردوغان على طرد الأكراد وإحلال ما أسماه “السكان الأصليين” مكانهم. والمقصود بالسكان الأصليين أولئك المتطرفين الحالمين بعودة “الخلافة العثمانية“، الذين يحرّضون إردوغان على الدوام على احتلال المزيد من أراضي سوريا!
وتبدأ “معركة إردوغان على الإرهاب” في سوريا، بشيطنة الأكراد، ثم إدخال الجيش التركي وحلفائه من فصائل الإرهاب لتطهير مدنهم، وبعدها تقوم تركيا بتحصين مواقعها في تلك المناطق، وتُسلّم حلفاءها من فصائل الإسلام السياسي مفاتيح تلك المدن، ثم تتوالى عمليات “التتريك“، في عملية طويلة الأمد لتكون تلك المناطق السورية تركية خالصة، ومُحتلة من قبل الجيش التركي، مثلما فعلت مع “لواء الاسكندرونة” المُحتل منذ 1939.
وقد وصف “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في آخر بياناته، عفرين تحت احتلال الفصائل الحليفة لتركيا بأنها “كتلة من الخراب والموت والتدمير والقتل”، وطالب المرصد بتدخل المجتمع الدولي لإنهاء تلك “المأساة”.
اقرأ أيضًا: بي بي سي تكشف زيف الأسباب التركية لاحتلال مدينة عفرين
حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا