الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

إرادة طمس الحقيقة .. العداء الحوثي للصحافة

كيوبوست

يعادي الحوثيون الصحافة؛ من أجل إخفاء ما يفعلونه في اليمن.. سنوات من الحرب، هي السنوات نفسها التي يعاني فيها الصحفيون العاملون في اليمن التعدي المستمر عليهم وعلى حقهم في ممارسة عملهم الذي تكفله كل القوانين الدولية، لكن مَن في الحوثيين يهتم بالقوانين؟!

منظمة “مراسلون بلا حدود” أصدرت بيانًا، أكدت فيه أن 10 صحفيين محتجزين حاليًّا لدى جماعة الحوثي، يواجهون خطر الإعدام؛ حيث تتهمهم الجماعة بـ”التعاون مع العدو”. وقد احتجز الحوثيون في 2015، الصحفيين ويحاكمونهم أمام نظامهم القضائي؛ وهو تابع لهم ويُحاكِم المتهمين حسب الأهواء.

وأكدت صوفي أنموت، المسؤولة عن مكتب الشرق الأوسط في المنظمة، أنه بعد أن حرم الحوثيون الصحفيين من الحرية لمدة 4 سنوات، وقاموا باحتجازهم في ظروف مروعة، يواجه الصحفيون الآن خطر الإعدام، وطالبت المنظمة بالإفراج الفوري عن الصحفيين بلا قيد أو شرط.

اقرأ أيضًا: الذكرى الرابعة .. عاصفة الحزم صفعة على وجه الحوثيين وإيران.

تاريخ العداء الحوثي للصحفيين كبير؛ ففي تقرير أعدته منظمة “مواطنة لحقوق الإنسان” عن حال الصحفيين في اليمن؛ تبين أن الحوثيين خلال عام 2015 فقط اعتقلوا عددًا كبيرًا من الصحفيين؛ منهم على سبيل المثال لا الحصر، الصحفي جلال الشرعبي، الذي يعمل في الملحقية الإعلامية لسفارة المملكة العربية السعودية في اليمن، والذي اعتقلته الجماعة من منزله وأُفرج عنه بعد 4 أشهر من الاعتقال التعسفي، كما اختُطف مراسل موقع “نيوزيمن”، محمود طه، واعتقل صلاح القاعدي، محرر الأخبار في قناة “سهيل” الفضائية، وكذلك وحيد الصوفي وهو رئيس تحرير صحيفة “العربية” ومدير موقعها. وهنا نتحدث عن فترة قصيرة جدًّا من تاريخ استهداف جماعة الحوثيين للصحفيين واعتقالهم وتعذيبهم لأشهر طويلة في سجونها.

وفي أكتوبر من العام الماضي، نقلت وسائل إعلام اختطاف ميليشيات الحوثي عددًا من الصحفيين في أثناء إقامتهم ندوة صحفية عن الكراهية في الخطاب الإعلامي، وكان من بينهم نقيب الصحفيين الأسبق عبد الباري طاهر؛ إذ قامت جماعة الحوثي باقتحام الفندق مقر الندوة واقتيادهم إلى مكان مجهول، حسبما نقل موقع “ميدل إيست مونيتور” عن مسؤولي الأمم المتحدة.

اقرأ أيضًا: ما الذي تكشفه شحنة الأسلحة المهربة من إيران إلى الحوثيين؟

كما توفي العام الماضي الصحفي أنور الركان، بعد أن أطلقت جماعة الحوثيين سراحه، جراء ما تعرض له في سجون الحوثيين من تعذيب وتجويع؛ حيث أكدت عائلته للاتحاد الدولي للصحفيين، أنه أفاد قبل وفاته بقليل تعرضه للتعذيب من قِبَل الجماعة، كما أكد ذلك تقرير الطبيب الذي فحصه عقب إطلاق سراحه.

اليمن حاليًّا في المركز 167 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة لعام 2018؛ إذ يقول تقرير للاتحاد الدولي للصحفيين إن جماعة الحوثيين ارتكبت 60% من الانتهاكات التي تتم تجاه صحفيين في اليمن، حيث قامت بـ136 انتهاكًا، من بين 226 حالة انتهاك ضد صحفيين وإعلاميين في اليمن خلال 2018، كما وصلت هذه الأرقام إلى 300 اعتداء على الصحفيين في 2017. ووثَّقت نقابة الصحفيين اليمنية، حسب الاتحاد الدولي للصحفيين، وجود 17 صحفيًّا مختطفًا لدى جماعة الحوثي (أغلبهم مختطفون منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، بينهم الصحفي وحيد الصوفي المخفي قسريًّا منذ 6 أبريل 2015).

وفي تقرير عن الأوضاع في اليمن، قالت منظمة العفو الدولية: “إن قوات الحوثيين شنَّت حملة ضد الصحفيين في المناطق التابعة لإدارتها؛ مما أدى إلى الحد من حرية التعبير في اليمن”.

وأكد التقرير أن الحوثيين يحتجزون ما لا يقل عن 9 صحفيين، كما أقدمت الجماعة وعناصر تابعة لها على اغتيال عدد من الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وعملت على “مضايقتهم أو ترهيبهم، أو اعتقالهم وتعذيبهم”؛ مما دفع كثيرين إلى الهرب من العمل في اليمن، وأدى بالأمم المتحدة إلى منع الصحفيين من استقلال طائراتها المتجهة إلى اليمن؛ وهذا كله أسهم في النهاية في فرض “تعتيم إعلامي” على ما يحدث من الجماعة حسب التقرير، لكن هذا بالطبع ما يريده الحوثيون؛ فدون صحفيين لن يعرف أحد شيئًا عن الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب اليمني في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

مجموعة من الصحفيين التوانسة يقفون احتجاجا أمام نقابة الصحفيين التونسيين لمؤازرة الصحفيين اليمنيين

اقرأ أيضًا: مفاوضات السويد: هل تمنح الحوثيين 8 آلاف مقاتل؟ أم تفتح أبواب السلام لليمن؟

 

حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة