الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجية
إذاعة أسترالية تكشف معاناة الطائفة البهائية تحت حُكم الحوثيين
كيف علق الخبراء والمراقبون؟

ترجمة كيو بوست عن شبكة إذاعة “أس بي أس” الأسترالية
بقلم الصحفي الأسترالي توم ستينر.
تؤكد مؤسسات حقوق الإنسان المختلفة أن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران يستهدفون أتباع الطائفة البهائية في اليمن بشكل متزايد، ويلاحقونهم قضائيًا لأسباب لا تتجاوز “دوافع دينية”. وقد تتبعنا هذه الملاحقات عبر إجراء مقابلات مع يمنيين من الطائفة البهائية، بغرض الاستقصاء عما وراء كواليس اضطهاد الحوثيين لهم.
اقرأ أيضًا: الأقلية الدينية البهائية تعيش الكابوس الإيراني من جديد في اليمن
تحدثنا إلى البهائية “لقاء صيفي” القاطنة في أستراليا، وأفادت بأن أختها وأخاها لا يزالان في اليمن ويخشيان القمع الحوثي كل يوم. وبالطبع، اخترنا في إذاعة “أس بي أس” عدم الكشف عن اسميهما الحقيقيين حفاظًا على سلامتهما. وقد علمنا بأن أخويها مجرد اثنين من 24 آخرين يواجهون تهمًا “إجرامية” في المناطق الخاضعة للسيطرة الحوثية، ستؤدي بهما حتمًا إلى عقوبة الإعدام. وبالطبع، استعلمنا من مجموعات حقوق الإنسان، وأكدت لنا أن التهم الحوثية لهما “لا أساس لها من الصحة”، وأن “الأمر مدفوع بدوافع دينية بحتة”.
قالت لنا السيدة صيفي إن أختها “اضطرت إلى الاختباء منذ أيلول/سبتمبر 2018 خشية من الملاحقات الحوثية، وهذا لا يعني أنها في مأمن نظرًا لسيطرة الحوثيين على الأجزاء الشمالية من البلاد”. وقد علمنا كذلك أن الحوثيين استهدفوا أختها، من بين فتيات أخريات، لمجرد إدارتها لبرنامج شبابي في مجتمعها. جرى اعتقالها في السابق لمدة شهر قبل الإفراج عنها فيما بعد، لكن الحوثيين صادروا جواز سفرها وجمدوا حسابها المصرفي. وعلى غرار الأخريات، أجبر الحوثيون الفتاة على التوقيع على تعهدات بعدم الاستمرار في العمل المجتمعي كشرط مسبق للإفراج عنها. واليوم، تختبئ الفتاة مع غيرها في أماكن أكثر أمانًا”.
وقالت لنا الباحثة في منظمة العفو الدولية رشا محمد: “إن اضطهاد الحوثيين ازداد سوءًا خلال الحرب الأهلية على يد الحوثيين”، وأضافت أن “الاضطهاد والمحاكم يلاحقان الطائفة البهائية في المناطق الحوثية بشكل كبير”. وفي تحليلها، تعتقد رشا أن “الحوثيين يفعلون ذلك من أجل امتلاك اليد العليا في المفاوضات خلال أي اجتماعات مع لجنة تبادل السجناء”.
اقرأ أيضًا: كيف قرأت الصحافة الدولية المشهد اليمني في ظل تهاوي وقف إطلاق النار؟
لقد حصلت “سي بي أس” على وثائق تؤكد بأن الحوثيين حقًا يوجّهون تهمًا بالتجسس الأجنبي والتخلي عن الدين ضد البهائيين، دون الاستناد إلى أي أدلة مهما كان نوعها. من بين أولئك المتهمين المعروفين، حامد بن حيدرة، أحد زعماء الطائفة في اليمن، الذي يواجه عقوبة الإعدام حاليًا. وكان ابن حيدرة قد مثل أمام محكمة صنعاء في 19 شباط/فبراير لكن القاضي أجل الجلسة حتى 12 مارس/آذار. من الجدير ذكره أن ابن حيدرة ليس إلا واحدًا من 6 آخرين قابعين في سجون صنعاء ينتظرون الموت.
تؤكد لنا السيدة رشا بأن المحتجزين في سجون الحوثيين تعرضوا للتعذيب وحُرموا من الحصول على الرعاية الصحية، وقالت إن “من بين البهائيين الذين يواجهون محاكم الحوثي 8 نساء وأطفال”. ووفقًا لها: “لم نر أي إجراءات محاكمةٍ عادلة في المناطق الخاضعة للسيطرة الحوثية”. علاوة على ذلك، أكدت رشا أن هناك عددًا كبيرًا من البهائيين يهربون ويختبئون من الحوثيين في كل مكان.
بينما قالت لنا المراقبة الأسترالية نتالي موبيني إن “أفراد الطائفة البهائية يواجهون اضطهادًا واسع النطاق بسبب معتقداتهم الدينية، وأن الأمر لا يقتصر على البهائيين في اليمن فحسب، بل في إيران كذلك، ونحن نشعر بالفزع إزاء هذه الحالات”. وبالفعل، أفادت معلومات أن أفرادًا من الطائفة البهائية في إيران تعرضوا لاضطهاد تقشعر له الأبدان، مثل ميهرزاد مومتهان الذي طرد من جامعة إيرانية وأحرق منزله بسبب معتقده الديني. وقال لنا مومتهان: “تعرضت للاضطهاد في إيران، والشيء نفسه يحدث ضد البهائيين في اليمن على يد الحوثيين… على الإيرانيين والحوثيين أن يدركوا أن العالم يشاهد ويراقب ما يحدث”.
اقرأ أيضًا: مجموعة الأزمات الدولية: اتفاق السويد مرهون بـ5 إجراءات حاسمة
وقد أعرب سياسيون أستراليون كذلك عن غضبهم إزاء الممارسات الحوثية في اليمن، إذ قال النائب عن حزب العمال في البرلمان، بيتر خليل، إن “الأستراليين يدينون اضطهاد البهائيين على يد جماعة الحوثي… هنالك أدلة واضحة على وجود دوافع دينية وراء ما يحصل في صنعاء”. ووفقًا له: “يصعب فتح قنوات دبلوماسية لمساعدة البهائيين بسبب الغطرسة الحوثية واستمرار الحرب الأهلية”.
وقد علمت “أس بي أس” أن الحكومة اليمنية الشرعية، التي رفضت ممارسات الميليشيات والاعتقالات التعسفية، قد أدرجت بعض أسماء البهائيين المعتقلين في قائمة تبادل السجناء. ومن الجدير ذكره أن الحكومة اليمنية الشرعية دعت مرارًا وتكرارًا للضغط على الميليشيات لإطلاق سراح المعتقلين من البهائيين، الأمر الذي لاقى اهتمامًا هنا في أستراليا.
المصدر: شبكة إذاعة “أس بي أس” الأسترالية
حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا