شؤون عربية

إدلب: تسوية أم حرب؟

آخر أنفاس المعارضة

كيو بوست – 

يترقب المتتبعون للمشهد السوري المصاف الذي ستنتهي عنده معارك النظام ضد المعارضة، بعد أن حسم الغالبية العظمى منها منذ بداية العام الجاري.

لا شك أن الأنظار مصوبة نحو محافظة إدلب، حيث تكدست قوى المعارضة من كل حدب وصوب، على إثر اتفاقات الإخلاء التي كانت تدفع بمسلحي المعارضة وعائلاتهم إلى المحافظة.

اقرأ أيضًا: محافظة إدلب: الحرب السورية تدخل محطة أخيرة حاسمة

بالنسبة للنظام السوري، تبدو إدلب جبهة أخيرة في الحرب، وما بعدها ستتبدد قوة المعارضة بشكل كبير، بعد 7 سنوات طاحنة.

لماذا إدلب؟ 

لم يعد خفيًا على أحد أن النظام السوري، استعاد دفة السيطرة في البلاد، منذ أن سقطت مدينة حلب، تلك الجبهة التي قلبت كفة الصراع. واليوم يسيطر النظام على غالبية الأرض السورية، عدا محافظة إدلب، فهي التي تشهد تواجد ما يعرف بالجيش السوري الحر، وتحظى تشكيلاته بدعم تركي، إضافة إلى الفصائل المسلحة الأخرى.

وتقول تقارير ميدانية إن الجيش السوري يحشد قواته تحضيرًا لبدء المعركة.

تسوية أم حرب؟

بخلاف التقارير عن قرب معركة إدلب بين النظام والمعارضة، فإن تحليلات تشير إلى احتمالية لتسوية بإشراف روسي، خصوصًا أن تجميع عناصر المعارضة فيها كان بمصادقة روسية.

تقول الكاتبة الروسية ماريانا بيلينكايا، في صحيفة “كوميرسانت”، حول الجولة العاشرة من عملية أستانا في سوتشي، إن المعارضة أبدت استعدادها للعمل مع روسيا، والحديث يدور عن إدلب.

ووفقًا للكاتبة، ترى المعارضة أن روسيا تسعى إلى تسوية الوضع في هذه المنطقة من سوريا.

اقرأ أيضًا: تحرير إدلب.. استدارة تركية نحو أمريكا بعد أزمتها مع روسيا

وقال المتحدث الرسمي باسم المعارضة أيمن العاسمي، إن الحديث لا يدور بعد عن عملية عسكرية في إدلب.

“ما يزال لدينا أمل في أن تتمكن المعارضة المعتدلة والشريك التركي الذي يأخذ على عاتقه مسؤولية استقرار الوضع في هذه المنطقة، من حل المسألة”، قال مسؤول روسي.

وأضاف: “من غير الوارد، ولن يكون واردًا في الوقت الحاضر، شن هجوم واسع على إدلب”.

وهناك محفزات كثيرة للنظام لشن الهجوم وحسم معركة إدلب؛ كونها تتيح لدمشق استعادة الجزء الأخير من طريق دولية، تمر عبر إدلب، وتربط بين أبرز المدن السورية التي باتت تحت سيطرة القوات الحكومية، من حلب شمالًا مرورًا بحماة وحمص، ثم دمشق، وصولًا إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن. رغم كل ذلك، إلا أن الترجيحات كافة تصب في أن المحافظة ستكون محل مفاوضات طويلة تقودها روسيا التي تتحكم بقرارات النظام.

هل المهمة ملقاة على عاتق أنقرة؟

تشهد محافظة إدلب تحالفًا وثيقًا بين الجيش الحر وتركيا، ولهذا أمهلت موسكو أنقرة حتى انعقاد القمة الروسية – التركية – الفرنسية – الألمانية في 7 أيلول/سبتمبر المقبل لـ”حسم” ملف إدلب، وفق ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر مطلعة.

وضغطت أنقرة على فصائل معارضة في شمالي سوريا للمضي في التوحد وتشكيل “الجبهة الوطنية للتحرير”، التي تضم نحو 70 ألف مقاتل، بحسب تقديرات مطلعين، وذلك ضمن خطة ترمي إلى إعطاء مهلة لـ”هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقًا) كي تحل نفسها، حتى ينضم السوريون من التحالف إلى الكتلة الجديدة، وإيجاد آلية للأجانب من المقاتلين للخروج.

اقرأ أيضًا: أطماع تركيا ومخاوفها تتجلى في مدينة إدلب

وقال رئيس وفد المعارضة أحمد طعمة في اجتماع سوتشي: “نحن نعمل على استقرار إدلب من خلال فصائل الجيش السوري الحر، وشريكنا الضامن التركي”، مطالبًا بتحويل منطقة إدلب من “منطقة خفض تصعيد إلى منطقة وقف إطلاق نار كامل”.

وتشير التطورات والتوقعات إلى أن المحافظة ستشهد تسويات داخلية أكثر مما هي مواجهة مع النظام.

وقال رئيس هيئة التفاوض عن المعارضة نصر الحريري لوكالة فرانس برس إنهم يعولون على “ضمانة” من تركيا التي تجري “نقاشات” مع “روسيا كونها اللاعب الأكبر في الملف السوري”، لتجنيب إدلب سيناريو الجنوب.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة