الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
“إخوان ليبيا” من جماعة إلى جمعية والسبب الانتخابات!
قررت الجماعة التحول إلى جمعية "الإحياء والتوحيد" في إطار الاستعداد للانتخابات المقررة في ديسمبر المقبل لاختيار سلطة جديدة

كيوبوست
مع تزايد الاستعدادات في ليبيا لإجراء انتخاباتٍ رئاسية وبرلمانية بحلول 24 ديسمبر، وَفق المسار السياسي المتفق عليه بين مختلف القوى الليبية، والذي يحظى برعاية أممية وتوافق دولي، بدأت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا بالاستعداد للمشاركة في الانتخابات، وإعادة تنظيم صفوفها، خلال الفترة المقبلة؛ حيث قررت الجماعة تغيير اسمها إلى جمعية “الإحياء والتوحيد”.

تلون الحرباء

جماعة الإخوان مثل الحرباء؛ تتلون باللون الذي يجذب الناس إليها، حسب النائب في البرلمان الليبي علي السعيدي، الذي يؤكد، في تعليقٍ لـ”كيوبوست”، أن هذه الخطوة تأتي لتجهيز أعضاء الجماعة لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، مشيراً إلى أن هدف الجماعة هو الحصول على النسبة الكبرى في الانتخابات، بغض النظر عن التفاصيل؛ وهو أمر يصعب تحقيقه بعدما لمس الشعب وتيقن من فساد الجماعة، وتسببها في أضرار بالغة للمواطنين.
يلفت المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، إلى أن الفكر الإخواني لن يتغير؛ فهو عقيدة راسخة مرتبطة بالانتهازية، وإعلاء مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن، مشيراً إلى أن سياسات الإخوان ورطت ليبيا في السنوات الماضية بأوضاع صعبة.
اقرأ أيضًا: هل تركيا جادة في استعادة مرتزقتها من ليبيا؟

يتفق معه في الرأي المحلل السياسي الليبي عبدالحكيم فنوش، الذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن تغيير مسمى نشاط الجماعة لا يعتبر توجهاً جديداً على الإخوان، وقامت به في عدة دول عربية؛ بسبب زيادة الخصومات والعداءات للجماعة خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن سعي الجماعة للوصول إلى السلطة يجعلها تفصل التداخل الموجود بين الجناح السياسي والدعوي لحين تحقيق أهدافها.
مراجعات داخلية
يؤكد الباحث والمحلل الليبي أحمد المهداوي، أن قرار الجماعة ارتبط بمراجعاتٍ داخلية نتيجة استشعار التنظيم وإدراكه الخسائر التي تعرض إليها في قواعده الشعبية، وتراجع الزخم الحادث حول الجماعة ومرشحيها أكثر من أي وقتٍ مضى؛ لا سيما بعد انكشاف الطابع الإقليمي للتنظيم، وتركيزه على التحالف مع إخوان الخارج على حساب أبناء الوطن.
اقرأ أيضاً: مخاوف تحوم حول مخططات الإخوان السياسية في ليبيا
وفي البيان الذي تضمن تغيير اسم الجماعة، ادعت “الإخوان” أنها تعرضت إلى محاولات إقصاء عن قيادة عملية التغيير. ورغم ذلك؛ فإنها تتمسك بالسعي نحو إقامة دولة مدنية مع الإشارة إلى رغبة الجماعة في تكوين حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على تحقيق وحدة وطنية شاملة تضم أطراف الوطن؛ وهي نفس المصطلحات التي تستخدمها الجماعة قبيل الانتخابات في الدول التي وصلت فيها إلى السلطة منذ بداية الربيع العربي.
لدى الإخوان إمكانات مالية ضخمة، حسب أحمد المهداوي، تؤهل الجماعةَ لشراء ذمم من أجل التصويت لصالحها في الانتخابات، مشيراً إلى أن سياسة الجماعة المتبعة دائماً هي التأقلم مع البيئة المحيطة بهم من أجل الوصول إلى السلطة، رغم أن جميع الظروف في الوقت الحالي تنبذهم، وتجعل فرصهم محدودة للغاية.
اقرأ أيضاً: أزمة تركية جديدة مع أوروبا بسبب صادرات الأسلحة إلى ليبيا
نظام الانتخابات
يشير النائب علي السعيدي، إلى أن الجماعة ستحاول الدفع نحو إجراء الانتخابات البرلمانية بالنظام الفردي؛ لضمان الحصول على أكبر عدد من المقاعد المتفرقة، بينما سيؤدي الانتخاب عن طريق القائمة أو الأحزاب السياسية إلى هزيمةٍ قاسية للجماعة؛ لا سيما مع تزايد الرفض الشعبي للجماعة.
يلفت السعيدي إلى دور الإخوان في سرقة واستنزاف الثروات الليبية؛ سواء الأموال في المصرف المركزي أو سبائك الذهب، واستخدام ثروات الشعب الليبي لخدمة مصالح الجماعة داخل وخارج ليبيا، مؤكداً أن مزيداً من هذه الأمور ستتكشف خلال السنوات المقبلة.

يعترف عز الدين عقيل باختلاف معايير نتائج الانتخابات عن الوضع الفعلي على أرض الواقع، مشيراً إلى أن فكرة التجارة بالدين، واستغلال الشعارات الدينية في الانتخابات، يكون لها تأثير عاطفي على الناخبين وتوجهاتهم للتصويت على الرغم من فساد الإخوان العابر لحدود ليبيا.
يؤكد عبدالحكيم فنوش أن أي حزب أو تيار سياسي على علاقة بالإخوان سيكون محل رفض من قِبل الشارع الليبي؛ وهو ما يجعل أعضاء الجماعة يسعون إلى التنصل منها أمام الرأي العام، وهو نفس ما تكرر عام 2015 عندما حاولت الجماعة الإعلان عن تصحيح مسارٍ لها رغم طبيعة الانتماء الفكري والعقائدي الذي لا يمكن تغييره أو مراجعته.